أعلنت بريطانيا أمس استقالة سفيرها في الولايات المتحدة كيم داروك، الذي أكد أن الوضع الحالي يجعل من المستحيل استمراره في ممارسة مهامه.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وصف الثلاثاء السفير البريطاني في واشنطن بأنه «شخص غبي جدا»، وكرر هجماته أيضا على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لـ«عجزها عن إنجاز» مفاوضات “بريكست” واصفا الوضع بأنه كارثة.
وقدم داروك استقالته، أمس الأربعاء، بعد الجدل الذي أثير مع الرئيس الأمريكي إثر نشر مذكرات دبلوماسية مسربة وجه فيها انتقادات لاذعة لدونالد ترامب.
وكان ترامب قد أعلن الاثنين أن الولايات المتحدة “لن تجري بعد الآن” اتصالات مع السفير، لكن تيريزا ماي سارعت إلى التعبير عن دعمها لداروك.
استقالة السفير البريطاني
استقالة السفير من منصبه جاءت على أمل احتواء الأزمة بين بلاده والولايات المتحدة، رغم أنه لم يكن من سرب تلك الكلمات الجارحة التي قيمت ترامب وتنبأت بمستقبل الولايات المتحدة في عهده.
أزمة مكتومة
داروك له باع طويل في السياسة، وربما يتفق معه الكثيرون حول العالم فيما نصح، ولكن الأعراف الدبلوماسية تمنع الإدلاء بأقوال كالتي ذكرها، وأكدت هذه الأزمة أن للكلمة وقع الرصاصة أحياناً، وما يدور بين حليفين تاريخيين مثل بريطانيا والولايات المتحدة هو أكبر دليل على ذلك.
مذكرات السفير
مرت أيام عديدة على ما سربته وسائل الإعلام من مذكرات السفير وما زالت الأزمة تكبر ككرة الثلج.
وفي واحدة من أعرق الديمقراطيات في العالم، لا تتخلى الحكومة عن سفرائها وتبحث عن صيغ لاحتواء أزمات يتسببون بها عن قصد أو من دون قصد.
الرؤية المتشائمة إن جاز التعبير تتوقع القطيعة بين البلدين، ولكن تلك المصالح الكبيرة بين الدولتين، تستوجب تعاوناً وتنسيقاً دائماً، تجعل مثل هذا السيناريو خطيئة تفوق بكثير ما ساقه السفير في مذكراته.
انتقاد الرئيس
لم يكن السفير البريطاني أول من انتقد ترامب في الغرب والعالم، وربما تمتلئ أدراج السياسة الأوروبية بانتقادات مشابهة، وفتحت بريطانيا تحقيقا لبحث كيفية تسريب مذكرات السفير، إذ ربما يكون البحث وراء هذه المسألة أكثر أهمية بكثير مما ورد في المذكرات نفسها، فمن سربها يريد أن يشعل أزمة بين لندن وواشنطن.
