أثارت تصريحات الكاتب الكويتي عبدالله النفيسي، خلال حوار متلفز، والتي نسبها إلى الإمام موسى الصدر بأنه هاجم منظمة “التحرير” الفلسطينية والزعيم الراحل ياسر عرفات، استنكاراً واسعاً بين الكثيرين، خاصة بين من شهد على تلك المرحلة.
ويراه الكثيرين أنه كلام يراد به باطل وتزييف مرحلة من تاريخ وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، فحركة “فتح” دعمت أفواج المقاومة اللبنانية سياسياً وعسكرياً وقامت بتدريب عناصرها، في الوقت الذي دعم فيه الإمام الصدر العمل الفدائي.
وقال الباحث اللبناني وعضو المؤتمر الرابع لحركة فتح، الدكتور حارث سليمان، إن علاقة الإمام موسى الصدر بحركة فتح مرت بثلاث مراحل، الأولى كانت مرحلة التحالف والدعم من “فتح” لحركة “الصدر” عندما كانت جماهيرية دعوية لها طابع شعبي.
وتابع سيلمان لمراسلة “الغد” أن من المواقف المعروفة بين الصدر وعرفات أنه عندما وصف “الصدر” حركته بـ أفواج المقاومة اللبنانية أجابه عرفات:”حركة أمل”، مؤكداً أن العلاقات بين الجانبين خلال تلك المرحلة كانت جيدة، ودعمت “فتح” خلالها الصدر، والذي كان بدوره يتبنى القضية الفلسطينية.
فيما استعاد وزير العمل اللبناني السابق وعضو سابق في حركة فتح، الدكتور طراد حميدة، لمراسلتنا تلك المرحلة التي عاصرها، إذ انضم إلى صفوف حركة فتح في بداية سبعينيات القرن الماضي، والتي جسدت مرحلة مهمة من تاريخ الصراع مع إسرائيل، والتي كان خلال الصد من داعمين النضال، واختصر العلاقة بمنظمة التحرير بقوله: “تحالف المحرومين في أرضهم مع المحرومين من أرضهم”.
وأكد حميدة أن الإمام موسى الصدر كان مناضلاً ومجاهداً من أجل فلسطين، إذ وكان يعتبر فلسطين قضيته الأولى، ولا يوجد أي موقف في تاريخ الصدر نجد أنه تعرض للقضية الفلسطينية بأي شيء قد يمسها أو يضرها.
مما لا شك فيه أن التجربة الفلسطينية في لبنان كان لها ما لها وعليها ما عليها، إلا أن هناك ثوابت جمعت كل من ناضل من أجل القضية، وهي فلسطين موحدة ومحررة وتجمع كل أبنائها، إلا أن قراءة التجارب تختلف كلياً عن تشويه الحقائق أو تزيفيها، فالتاريخ يلفظ المتآمرين عليه، خاصة وأن الشواهد عليه لا تزال حية.
