كشفت الدوائر السياسية في بيروت أن الرئيس اللبناني، ميشال عون أعرب عن استيائه واستغرابه، لسلسلة الاعتذارات المقدمة من الملوك والرؤساء والأمراء العرب عن حضورهم «القمّة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية» التي تنعقد غداً الأحد في بيروت.
وذكرت الدوائر اللبنانية «السياسية والإعلامية»، أن هذه الاعتذارات مثيرة للقلق، لأنها دون سبب مقنع، فالوضع الأمني في لبنان تحت السيطرة رغم بعض الخروق التي تركت ردات فعل سلبية، إلا أنها لا تمس بأمن القمة وحماية الشخصيات التي ستشارك فيها، فضلا عن أن لبنان قدم كل ما طلب منه لتكون قمة مميزة، وعلى الرغم مما حصل فإن القمة ستعقد في بيروت بمن حضر من القادة العرب.
لماذا اعتذر القادة العرب؟!
وكان قادة تونس، والجزائر، والمغرب، والكويت، وليبيا، وفلسطين، سلطنة عمان، الإمارات العربية، واليمن، والسعودية، وغيرهم من القادة العرب قد اعتذروا عن حضور القمة لأسباب غير معلنة..وبينما أكدت وسائل الإعلام اللبنانية، أن أسباب الاعتذارات جاءت لاعتبار أن لبنان في المحور السوري الإيراني، ونتيجة مخاوف أمنية.. وبقيت مفاجأة القمة العربية، أنّ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أبلغ دوائر القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا، بأنّه سيحضر شخصياً غداً إلى بيروت على رأس وفد بلاده المشارك في القمّة العربية، وتأتي مشاركة أمير قطر شخصياً بعدما كان اعتذر في وقتٍ سابق عن الحضور إلى بيروت.
«الواقع المأزوم» للقمة
ولم تخف المظاهر الشكلية، خيبة أمل لبنان واللبنانيين من انخفاض التمثيل العربي في القمة العربية الاقتصادية، وسط أجواء غير مشجعة تحمل الكثير من الدلالات وعلامات الاستفهام، الأمر الذي وصفه سياسيون ومراقبون في بيروت بـ «الواقع المأزوم» لهذه القمة في ظل خفض قياسي غير مسبوق لمستوى التمثيل العربي ترجمه غياب 19 من القادة العرب.. وأن قمة «تصريف الأعمال» تعقد في دولة «تصريف الأعمال»، في إشارة لغياب الحكومة اللبنانية والتي تعثر تشكيلها حتى الآن.
ما علاقة واشنطن بخفض التمثيل في القمة؟
الملاحظ أن أصابع الاتهام في بيروت تتجه نحو الادارة الأمريكية، التي أوعزت لكثير من الدول العربية بتخفيض درجة التمثيل في هذه القمة في سياق الضغوطات وحمــلة التهويل التي بدأتها ضد لبنان والتي عكستها ايضا أجواء زيارة مساعد وزير الخارجية ديفيد هيل مؤخرا للبنان..وترصد الدوائر السياسية في بيروت، أسباب انخفاض التمثيل العربي في القمة، واقتصاره على مستوى رؤساء الحكومات والوزراء، وأن هناك أسباباً اخرى،إلى جانب الدور الأمريكي، وهو جزء من الموقف الأمريكي والحصار الذي يمارسه على لبنان.
الأسباب الأساسية التي ساهمت في غياب القادة العرب
ومن بين الأسباب الأساسية التي ساهمت في الغياب العربي على مستوى القادة: عدم وجود حكومة لبنانية.. وأن الأجواء والملابسات التي رافقت التحضير لهذه القمة ساهمت في اضفاء المزيد من التشنج على المناخ السياسي اللبناني، وهو ما أشار إليه صراحة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أنه يأسف لهذا المشهد المتعلق بانعقاد القمة العربية الاقتصادية، مؤكداً أن هذا لا يسيء لرئيس الجمهورية او لشخص بقدر ما أساء ويسيء إلى لبنان..أما الحديث عن أن ما جرى بالنسبة للوفد الليبي والاعتراض على حضوره، كان سببا لهزالة التمثيل، فهو كذر الرماد في العيون، خصوصا أن معظم الدول العربية غير متحمسة لحضوره، وهناك خلافات واشكالات بين السلطات الليبية والعديد من هذه الدول.. ومن بين أسباب اضعاف القمة هو عدم دعوة سوريا التي تشكل حجر الزاوية لهذه القمة الاقتصادية خصوصا بالنسبة لاعادة اعمارها بعد تعافيها وانتصارها على الارهاب.
قضايا اقتصادية وسياسية أمام القمة
ومن جانبه أكد المتحدث باسم جامعة الدول العربية، السفير محمود عفيفي، أن القمة الاقتصادية العربية، ستناقش العديد من مجالات العمل التنموي والاقتصادي والاجتماعي على مستوى العمل العربي المشترك، وتناقش أيضًا عددًا من الأوضاع الصعبة التي تشهدها المنطقة العربية على مدار السنوات الأخيرة، خاصةً العديد من النزاعات المسلحة التي حدثت في بعض الدول.. وأضاف السفير عفيفي: إن القمة ستناقش على مائدتها الأوضاع الاقتصادية المتردية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومناقشة قضية الأمن الغذائي، وشح المياه، والتجارة البينية ما بين الدول العربية، والتغير المناخي.
