“اشتباك فني” بسبب الإعلان عن جزء جديد من “ليالي الحلمية”
“ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء.. أقسى همومنا يفجر السخرية.. وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع”.. استطاع المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة في مسلسل “ليالي الحلمية” عبر أجزائه الخمسة، أن يخلق كل شخصية بمهارة تميز بها وحده، جعلته يغوص في أعماق شخصياته بدقة وحرفية وإحساس مرهف، جسدها المخرج إسماعيل عبد الحافظ، واختزل معاناتها الشاعر سيد حجاب في كلمات عميقة ممزوجة بألحان مبدعة لميشيل المصري، حفرت في ذكرياتنا بصوت محمد الحلو.
أسامة أنور عكاشة
قال الكاتب أيمن بهجت قمر، اليوم الأحد، عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إنه بدأ التحضير للجزء السادس من “ليالي الحلمية”، حيث نشر صورا في أثناء توقيعه والسيناريست عمرو محمود ياسين، عقدا مع المنتجين محمود شميس وطارق صيام، على عمل الجزء السادس من المسلسل لرمضان المقبل.
وبدأت معركة طاحنة بين مؤيدين ومرحبين بالمشروع، وبين رافضين ومهاجمين للكاتب أيمن بهجت قمر، على وجه الخصوص، والمشروع بشكل عام.
ورأى البعض، رغم رفضهم لمبدأ المشروع، أنه مع افتراض عمله، فإن أيمن ليس الكاتب المناسب لاستكمال عمل مهم كليالي الحلمية.
كما هاجم البعض الآخر المشروع بالمطلق، ورأى أنه مع موت الكاتب، الذي خلق الشخصيات، لا يحق عمل أجزاء جديدة، لأن المؤلف هو مبدع وصانع العمل، وأكثرهم معرفة بتركيبة وتطور شخصياته المرحلي، وكان رد أيمن على هؤلاء، أنهم حاقدون لا يتمنون له الخير.
وجاء في الجانب الآخر، مؤيدون ومرحبون بالفكرة، من منطلق الحنين لمشاعر جميلة مرتبطة بالمسلسل وشخصياته، وإعطاء الفرصة لأيمن وعمرو لتقديم ما لديهم للجمهور، كنوع من عدم التقديس لأي عمل فني، والتحفيز على التجريب والتغيير، كما جاء في رأي السيناريست عمرو سمير عاطف، عبر حسابه الخاص على “فيس بوك”.
لكن الناقدة ماجدة خير الله، كان لها رأي مخالف لعمرو، وردت على “البوست” من خلال صفحته، موضحة أن ليالي الحلمية ليس لها قداسة، وشخصيات المسلسل انتهت من الجزء الرابع، لأن الكاتب “عصر الشخصيات لآخر قطرة”، ورغم ذلك تعنت أسامة أنور عكاشة في محاولة لمط وتطويل المسلسل.
و”الغد العربي” تواصلت مع الناقدة ماجدة خير الله، لمعرفة رأيها حول الاستفادة من نجاح أعمال سابقة أثرت في أجيال مثل “ليالي الحلمية”، وهل مشروع مثل هذا من الممكن أن يلاقي نجاحا؟
قالت خير الله: ما سيقدم لن يكون “ليالي الحلمية”، لن يستطيع أي كاتب أن يكمل على شخصيات أسامة أنور عكاشة، لأنها من خلق الكاتب، وتعد ملكية فكرة لا يمكن تجاهلها، كما وإن قدم العمل الجديد شخصيات جديدة، لا يمكن أن ينسب العمل لأجزاء ليالي الحلمية.
وتساءلت: كيف سيتعامل مع الشخصيات الأساسية للعمل مثل نازك السلحدار، وسليم البدري؟ المسلسل بأجزائه الخمسة قائم في الأساس على شخصيات بعينها لا يمكن اجتزائهم من العمل.
وأشارت خير الله إلى أنه من حق أي شخص أن يصرح بقيامه بعمل جزء جديد من “ليالي الحلمية”، لكنه من وجة نظري يضع نفسه في موقف سيء، لكن إن قرر تقديم “ليالي حلمية” جديدة بشخصيات جديدة هذا حقه، وتظل أسرة أسامة أنور عكاشة الوحيدة التي تملك حق الملكية الفكرية والموافقة من عدمها على تنفيذ هذا المشروع.
ويظل السؤال هل المشروع سيكتمل؟ وهل وافق ورثة الكاتب عليه بعد وفاة ابنه المخرج هشام أسامة أنور عكاشة؟ الجميع ينتظر النتيجة إن كتب لهذا المشروع الخروج للنور.
