أفاد تقرير صادر عن مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقريره الشهري حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، بمقتل أربعة فلسطينيين واعتقال 400 شاب بينهم 60 طفلا، فضلا عن تزايد ملحوظ في مصادرة مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية وتسارع في وتيرة البناء الاستيطاني.
وأوضح التقرير أن أربعة شهداء بينهم طفل وإمرأة قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبذلك يكون قد ارتفع عدد الشهداء منذ اندلاع الهبة الشعبية مطلع تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي، إلى 213 شهيدا من بينهم 48 طفلا.
مصادرة الاراضي والاستيطان
وبين التقرير أن سلطات الاحتلال صادرت خلال شهر نيسان الماضي، 2500 دونم من أراضي سلفيت و قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، كما أخطرت سلطات الاحتلال بالاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي قرية جالود جنوب نابلس بالاضافة إلى أراضي بلدتي ترمسعيا والمغير شمال رام الله، لأغراض عسكرية وشق طريق عسكري استيطاني يربط مستوطنة «شيلو» مع البؤر الاستيطانية الواقعة الى الشرق منها والمقامة على أراضي قرية جالود، كما جرفت قوات الاحتلال طرقا زراعية في قرية قريوت وعدة دونمات في مخيم العروب.
قالت مصادر إسرائيلية بأن عدة شركات تقوم ببناء ما مجموعه 415 وحدة استيطانية جديدة في عدة مستوطنات في مختلف أنحاء مدينة القدس، كما كشفت مصادر اسرائيلية عن أن سلطات الاحتلال بدأت بتنفيذ مخططات لاقامة أكثر من 1800 وحدة سكنية جديدة في أربع مستوطنات في القدس ضمن مشروع أطلق عليه اسم «جو بايدن» والذي اعيق بناءه قبل حوالي ستة أعوام حيث عارضت الولايات المتحدة هذا المشروع في حينه.
تهويد القدس
وواصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة القائمة على تهويد المدينة المقدسة فيما يواصل المستوطنون المتطرفون اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى والقيام بطقوس تلمودية في ساحاته، وبحراسة من شرطة الاحتلال، فيما تقوم باعتقال المرابطين والمصلين وتصدر بحقهم قرارت ابعاد عن المسجد الأقصى.
وفي إطار الحملة التهويدية المستمرة أعدت وزارة السياحة الإسرائيلية خارطة سياحية لمدينة القدس توزعها على السياح الأجانب تشتمل على قائمة من 57 موقعا للزيارة في البلدة القديمة تظهر موقعا إسلاميا واحدا وخمسة مواقع مسيحية فقط، وبالمقابل تظهر عشرات الكنس والمعابد والمدارس الدينية اليهودية.
الاعتقالات والإصابات
وبحسب التقرير، أصابت سلطات الاحتلال نحو 270 فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بينهم 85 طفلا ، كما اعتقلت نحو 400 مواطنا بينهم 60 طفلا خلال الشهر الماضي.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن نحو 7000 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال بينهم أكثر من 400 طفل وطفلة، بالإضافة إلى 69 أسيرة، موضحا أن عدد الأسرى الإداريين ارتفع ليصل إلى نحو 750 أسيرا إداريا بينهم ثلاث أسيرات، كما ارتفع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال ليصل إلى 19 صحفيا.
هدم المنازل والمنشآت
هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر نيسان اكثر من 97 منزلا ومنشأه في كل من الضفة الغربية والقدس من بينها 44 منزلا تشمل منازل عوائل شهداء، ونحو 53 منشأه سكنية وزراعية وتجارية.
بالاضافة الى هدم 34 مسكن ومنشاه جنوب نابلس منها 17 منشأه تستخدم للسكن أدت إلى تشريد 69 مواطنا بينهم 49 طفلا، وذلك كما ذكر تقرير اوتشا لحماية المدنيين ، بالاضافة إلى ذلك تم هدم حديقة للأطفال في قرية زعترة جنوب نابلس تبرعت بها جهات مانحة.
كما هدمت سلطات الاحتلال مسلخ مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم تبلغ مساحته نحو 2300م ، وهو عبارة عن 6 مخازن من الباطون، تم بناؤها من قبل البلدية في العام 2010، حيث تمت عملية التجريف دون السماح للعمال بإخراج أي من البضائع، وشرعت الآليات بتجريف المسلخ فوق المعدات التي بداخله .
اعتداءات المستوطنين
ووثق المركز اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بحماية جنود الاحتلال، حيث اقتحم مئات من المستوطنين قبر يوسف” قرب نابلس، كما شارك مئات من المستوطنين في أداء طقوس في عدد من المواقع الأثرية بعد اقتحامهم لها بالقوة، مثل قبر عتنائيل وسط الخليل ومنطقة البركة في بلدة يطا ، بالاضافة إلى مجمع برك سليمان السياحي جنوب بيت لحم ، كما تعرضت عائلة من مدينة الخليل لمحاولة اعدام من قبل مستوطنين حينما حاول أحد المستوطنين اطلاق الرصاص عليهم وهم بداخل سيارتهم، كما اقدم مستوطنون على القاء كميات كبيرة من الركام والاتربة والحجارة في أرض زراعية في بلدة الخضر.
اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة
وفي قطاع غزة واصلت الزوارق الحربية الاسرائيلية اطلاق النيران تجاه مراكب الصيادين، واعتقال ثلاثة مواطنين، كما توغلت عدة آليات عسكرية اسرائيلية لعشرات الامتار شرق حي الشجاعية وقامت باعمال تجريف للسواتر الترابية، وما زالت اسرائيل تفرض حصاراً على سكان قطاع غزة وتقيد حرية الحركة ودخول البضائع خاصة مواد البناء.
