اكتشاف فصيلة نادرة من الأفيال في جنوب السودان
صور باحثون لأول مرة فصيلة نادرة من الفيلة مهددة بالانقراض في جنوب السودان، موسعين بذلك من النطاق الجغرافي المعروف لذلك الحيوان. إلا أنه حتى في تلك الغابات النائية بوسط أفريقيا تواجه تلك الفصيلة تهديدات بسبب الحروب وعمليات الصيد غير القانونية.
وأفيال الغابات أصغر حجما من أفيال السافانا، وتجوب الغابات الاستوائية، وصورت بكاميرات ثبتت في أشجار في ولاية غرب الاستوائية، وهي منطقة قريبة من الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال أدريان غارسايد، قائد الفريق البحثي التابع لمؤسسة فونا آند فلورا إنترناشونال لـ”أسوشيتد برس”، “هذه أقصى منطقة شمالية شوهدت فيها أفيال الغابات في أفريقيا”.
وتقلصت أعداد أفيال الغابات بنسبة 60 بالمائة بين عامي 2002 و2011، 30 بالمائة، منها في غرب ووسط أفريقيا، وفق دراسة أعدت عام 2013 ونشرت في الدورية العلمية “بلوس وان”.
ويمتلك فيل الغابات أنيابا أكثر استقامة عن فيل السافانا، كما أن أذنيه ورأسه أكثر استدارة.
الكاميرات التي تدار عن بعد والتي نصبت على مساحة 7770 كيلومتر مربع من الولاية التقطت أيضا صورا للقط الذهبي الأفريقي، وخنزير النهر الأحمر، والبنغول (حيوان أم قرفة) الضخم، ونوع صغير من الغزلان المائية، كلها لم تسجل من قبل في جنوب السودان، وفق المجموعة البحثية.
وعلى مدار ستة أشهر التقطت الكاميرات ما يزيد على 20 ألف صورة للحياة البرية. كما شوهدت حيوانات الشمبانزي والفهود والضباع والظباء من نوع البونغو.
وقال غارسايد، “نثبت بذلك أن هناك نطاقا جغرافيا تقطنه تلك الحيوانات لم يكتشف بعد، وهي إشارة تحمل أملا كبيرا”.
في دول أخرى تتعرض أفيال الغابات لضغوط كبيرة من الصيادين، وفق ما ذكرت دين آن ريدر، وهي مشاركة رئيسية أيضا في الدراسة الجديدة وأستاذة مادة العلوم بجامعة بكنل ببنسلفانيا.
وأضافت، أن التهديد الأكبر في غرب الاستوائية هي تقلص المناطق التي تقطنها تلك الحيوانات. كما ذكرت، أن “هناك صيدا مخالفا للقانون في غرب الاستوائية حاليا، وهو أمر غير خاضع لأي رقابة أو مراجعة”.
وأدت حرب جنوب السودان إلى مزيد من قتل الأفيال من أجل لحومها وأنيابها. فقد قتل منذ اندلاع القتال قبل عامين ما يزيد على 50 بالمائة من أفيال في جنوب السودان كانت قد ثبتت في رقابها أطواق مزودة بأجهزة تتبع قبل الحرب،وفق ما ذكر بول إلكان من جمعية الحفاظ على الحياة البرية للأسوشيتد برس.
وكان السلام يسود ولاية غرب الاستوائية إلى حد كبير خلال الصراع، إلا أن اشتباكات وقعت هناك بين المتمردين والجيش هذا الأسبوع.
