الآلاف يشاركون في احتجاج ضد الرئيس الصربي

تحسر مراد ياكين مدرب سويسرا لقلة شجاعة فريقه الهجومية بعد الهزيمة 1-صفر من البرازيل اليوم الاثنين لكنه قال إنه لا يشعر بخيبة أمل بسبب الأداء القوي الذي منحه الثقة قبل المباراة الحاسمة ضد صربيا.

واستبسلت سويسرا إلى حد كبير أمام منافستها الأكثر ترشيحا في مباراة متكافئة قبل أن تخسر بهدف كاسيميرو في الدقيقة 83 لتتأهل البرازيل لدور الستة عشر.

وتبدو سويسرا التي تملك ثلاث نقاط في وضع جيد للتأهل مع البرازيل، إذ تضمن العبور لدور الستة عشر إذا فازت على صربيا وسيكون التعادل أيضا كافيا ما لم تحقق الكاميرون فوزا مفاجئا على البرازيل وهو ما يعني أن فارق الأهداف سيتدخل في حسم البطاقة الثانية.

وقال ياكين للصحفيين “خطة المباراة كانت تعمل على ما يبدو لفترة طويلة وسيطرنا على المباراة، النتيجة مخيبة للآمال لأننا تركنا (المباراة) تفلت من بين أيدينا.

“افتقرنا للشجاعة في الهجوم إلى حد ما. نبارك للبرازيل، لكن بقليل من الحظ كان بوسعنا فعل المزيد، لا يمكنني إلقاء اللوم حقا على الفريق بعدما قام بعمل جيد وسيطر لبعض الوقت أمام فريق رائع مثل البرازيل”.

وقال ياكين إن الأداء الذي جاء بعد الفوز على الكاميرون ترك الفريق في موقف جيد قبل مواجهة صربيا التي ستحتاج للفوز للحصول على أي فرصة للتأهل.

وقال “نكتسب المزيد من الخبرة في هذا النوع من البطولات وننافس الفرق الأكبر (منا). الأداء اليوم كان جيدا من عدة جوانب وأشعر أننا نسير في الطريق الصحيح قبل مواجهة صربيا التي ستكون مختلفة للغاية”.

وأكد ياكين أن فريقه لن يخاطر ويلعب للتعادل ضد صربيا قائلا “لا يمكنك أن ترسل الفريق (لأرض الملعب) وتقول إن التعادل يكفي. علينا أن نحاول أن نفوز بالمباراة ولدينا المهارات والجودة للقيام بذلك”.

وأضاف ياكين أن عدم مشاركة شيردان شاكيري في المباراة كانت خطوة احترازية بعد أن شعر بإجهاد عضلي طفيف لكنه توقع عودة جناحه لمواجهة صربيا.

كان مدرب المنتخب الصربي دراجان ستويكوفيتش قد صرح بأنه سيسعى لترويض منتخب الكاميرون الملقب بالأسود غير المروضة في ثاني جولات المجموعة السابعة بكأس العالم لكرة القدم لكن المهاجم المخضرم فينسن أبو بكر كان له رأي آخر.

وقدم المنتخبان، وهما في أمس الحاجة للنقاط بعد تعثرهما في الجولة الأولى، واحدة من أكثر المباريات إمتاعا في المسابقة، إذ استغلا كل الفرص التي سنحت لهما للهجوم.

وربما كان التعادل 3-3 عادلا في مباراة تناوب الفريقان السيطرة عليها، لكن دخول أبو بكر كان محوريا بالنسبة للكاميرون.

وسجل أبو بكر هدفا وصنع آخر في غضون ثلاث دقائق فقط ليحافظ منتخب البلد الأفريقي على حظوظه في البطولة قبل المواجهة التي تجمع البرازيل وسويسرا. كما تجنب كذلك معادلة الرقم القياسي السلبي بخسارة تسع مباريات متتالية في كأس العالم.

وقال أبو بكر “في مثل تلك المنافسات، يجب أن تظهر رغبة في الفوز.

“قدم زملائي شوطا أول رائعا رغم بعض الأخطاء البسيطة. شعرنا بأنهم مهتزون ومتعبون بعض الشيء. عندما نزلت، حاولت استغلال الفرصة بأفضل صورة ممكنة”.

وكان رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صمويل إيتو، آخر لاعب يقود الكاميرون لتحقيق انتصار في مباراة بكأس العالم قبل 20 عاما، في انتظار الفريق خارج الفندق لتشجيع اللاعبين قبل التوجه إلى الملعب.

وبدا أن لمساته السحرية قد انتقلت بصورة ما إلى اللاعبين إذ أن جان-شارل كاستليتو افتتح التسجيل ليمنح الكاميرون أول أهدافها بكأس العالم في ثماني سنوات.

لكن فريق ستويكوفيتش سريعا ما تولى زمام الأمور بتسجيل ثلاثة أهداف في الشوطين ليفطر قلوب الجماهير الكاميرونية في المدرجات بينما وصل الحماس بين المشجعين الصرب أقصاه.

وبدا مدرب الكاميرون ريجوبير سونج محبطا في المنطقة الفنية وعندما وجد أن خطته التي تعتمد على مهاجم واحد غير ناجحة، قرر المخاطرة بكل شيء والدفع بأبو بكر، الذي لعب مع المنتخب في كأس العالم 2010.

وأضفى أبو بكر (30 عاما) الهدوء في صفوف فريقه ورفع المستوى.

واعتمد سونج على زميله السابق إلى جوار إيريك مكسيم شوبو-موتنج مهاجم بايرن ميونيخ ليعود إلى التشكيلة التقليدية 4-4-2 في مواجهة خط دفاع صربيا المؤلف من ثلاثة لاعبين.

ومتحايلا على مصيدة التسلل، كان تأثير أبو بكر فوريا تقريبا إذ أن دفاع صربيا وكذلك حكم الخط أخفقا في ضبطه متسللا بفضل انطلاقاته في التوقيت المثالي.

ووجد أبو بكر مساحة شاسعة استغلها قبل أن يحرز الهدف الثاني من تسديدة ساقطة رائعة من فوق الحارس في الدقيقة 63 في هدف كاد أن يلغى بعدما رفع حكم الخط رايته لكن حكم الفيديو المساعد احتسبه لعدم وجود تسلل.

واستغل أبو بكر حالة الصدمة التي تعرض لها منتخب صربيا ليوجه ضربة ثانية سريعة.

وكانت انطلاقته التي قادت لهدف التعادل نسخة مطابقة للهدف الذي سجله، إذ أنه تخطي الخطوط ليتوغل في ملعب صربيا قبل أن يلعب كرة عرضية أدرك منها شوبو-موتنج التعادل.

وحتى دون الكرة، كان أبو بكر مايسترو اللقاء إذ كان يلوح بذراعيه لتوجيه اللعب إلى اللاعب الخالي من الرقابة ويثير حماس الجماهير الكاميرونية بالانتفاضة السريعة.

وقال أبو بكر “الأهم هو جلب السعادة للشعب الكاميروني. الأهم هو العقلية والروح الجماعية وعلى هذا المستوى، قدمنا مباراة رائعة”.

وبهذا التعادل، لا تزال آمال الكاميرون قائمة في البطولة بغض النظر عن نتيجة المباراة التي تجمع البرازيل المرشحة للفوز باللقب وسويسرا اليوم الاثنين.