تخشى ألمانيا من انتقال عدوى الاضطرابات الى تشهدها تركيا إلى شوارعها، خاصة مع وجود ما يقارب الـ3 ملايين تركي، هم اليوم ما بين مؤيد ومعارض لحكم رجب طيب أردوغان، وشهد اليوم الأحد قرار المحكمة الدستورية الألمانية حظر استخدام أحد تطبيقات البث المباشر عبر الإنترنت، وسط مخاوف من توجيه أردوغان خطاب ﻷنصاره من خلاله، وهو ما استدعى ردًا من مكتب أردوغان حيث قال إبراهيم كالين المتحدث باسمه، في بيان نقلته رويترز، إن «الحظر غير مقبول.. نتساءل بشأن السبب الحقيقي الذي حدا بالسلطات الألمانية والمحكمة الدستورية إلى منع رسالة الرئيس أردوغان، ونأمل أن تقدم السلطات الألمانية تفسيرا مرضيا بشأن هذا المنع»، واصفًا الحكم بأنه «انتهاك لحرية التعبير والحق في حرية التجمع».
وتخشى السلطات الألمانية من تجدد مشاجرات أنصار أردوغان و أتباع رجل الدين المعارض فتح الله جولن، والذي تتهمه تركيا بإدارة وتخطيط عملية الانقلاب الفاشل، يوم 15يوليو/تموز الجاري، وذلك رغم إقامة جولن في منفاه الاختياري ببنسلفانيا بالولايات المتحدة منذ عام 1999.
وتحدثت تقارير، أمس السبت، عن توقع السلطات الألمانية احتشاد ما يقارب من 10 آلاف من أنصار أردوغان لإعلان تأييدهم ﻷجراءات الطوارئ التي يتخذها من عملية الانقلاب. بعد
وتعيش في ألمانيا أكبر جالية للأتراك بالعالم، يبلغ عددها 3 ملايين، فيما يدعو عدد من معارضي أردوغان لمظاهرة تحت شعار «أوقفوا أردوغان»، الأمر الذى يثير مخاوف.
أتباع جولن : أوقفوا أردوغان
وشهدت مقاطعة كولونيا الألمانية، اشتباكات عنيفة بين بين المعارضين والمؤيدين الأتراك فى 22 يوليو/تموز عقب إعلان أردوغان الطوارئ وإطلاق يد الحكومة لبدء ما أطلق عليه «عملية التطهير من جماعة جولن الموازية».
وأعرب نائب رئيس اتحاد العاملين في دائرة الشرطة الألمانية عن قلقه من تفاقم الأوضاع. فيما أبدى وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير حزمًا أمام تبادل الأتراك الاتهامات والتهديدات قائلاً نرفض أن تتحول مثل هذه النزاعات في تركيا إلى أعمال عنف في الشارع في ألمانيا.
ومن المتوقع أن يحضر التجمع الحاشد لأنصار أردوغان عشرات الآلاف من الأشخاص لإبداء معارضتهم للانقلاب الفاشل، خاصة مع إعلان مكتب تمثيل حزب العدالة والتنمية في أوروبا تنظيم تظاهرة حاشدة دعماً للنظام التركي في 31 يوليو/تموز في كولونيا.
كم دعا عدد من معارضي أردوغان لتنظيم مظاهرات ترفع شعار «أوقفوا أردوغان»، ومظاهرة ينظمها نشطاء من اليمين المتطرف، الأمر الذي يثير مخاوف من احتمال حدوث اشتباكات بين الطرفين.
أنصار أردوغان : اطردوا الخونة
وبحسب صحيفة فرانكفونية ناطقة بالألمانية، فإن 150 من أنصار أردوغان هاجموا واجهة مكتب تابع لجماعة الخدمة التى أسسها فتح الله جولن. وقامت بعض المساجد التي تديرها منظمة ديتيب التابعة لوزارة الأوقاف التركية بنشر ملصقات كتب عليها اطردوا الخونة، وتملك مؤسسة الحوار والثقافة التابعة لحركة جولن، عدد من المدارس والمؤسسات الأهلية التى تديرها في ألمانيا.
وفى حديث لقناة ZDF الألمانية حذر سيباستيان فيدلر من أن يعطي أردوغان الإشارة لتقع مواجهات هنا في الشارع بألمانيا.
وقال نائب برلين رئيس حزب الخضر جيم أوزديمير التركي الأصل: كل الذين ينتقدون أردوغان يعتبرون على الفور مؤيدين لجولن أو حزب العمال الكردستاني، وأضاف «ربما يفعل أردوغان ما يحلو له في تركيا وهذا خطير بما في الكفاية لكن رجاء ليس في ألمانيا.
ويجدر الإشارة إلى توتر العلاقات بين ألمانيا وتركيا بسبب وصف البرلمان الألماني ما تعرض له الأرمن بالإبادة على يد قوات الجيش العثماني، وهو ما تتحسس منه تركيا.
وتشن السلطات التركية حملة اعتقالات منذ فشل الانقلاب، تحت مزاعم مجابهة جماعة فتح الله جولن، حيث أعتقلت ما يقارب الـ19 ألف شخص، ما بين رجال شرطة وضباط جيش وقضاة وصحفيين وأكاديمين، وتطالب في الوقت نفسه بتسليم فتح الله جولن، وإعادة تفعيل عقوبة الإعدام، فيما أعلنت وكالة الأناضول الحكومية الأحد أن السلطات التركية كثفت جهودها الدبلوماسية بهدف إقناع ألمانيا بالحد من نشاط حركة جولن داخل حدودها.
