الأحد الأخير داخل قصر بعبدا.. وداع رسمي للرئيس اللبناني
أمضى رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، ليلته الأخيرة في القصر الجمهوري أمس السبت، وسيجري وداع رسمي للجنرال عون، كما يفضّل مناداته، أثناء خروجه من القصر اليوم (الأحد الأخير في قصر الرئاسة)، يقابله استقبال شعبي في مقره بالرابية.
- بينما بقيت مخاوف من «مخطط تصعيدي»، بعدما نصب أنصار الرئيس عون، خياما في محيط القصر، وجاء نشر الخيام، كجزء من مخطط تصعيدي حذر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومعه الرئيس عون من الوصول إليه، ما لم يتجاوب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، مع شروطهما حيال تشكيل الحكومة الجديدة، واختيار الوزراء مع عدم منح الحكومة الثقة في ذات الوقت!
قصر عون يثير الجدل
وعلى هامش مخاوف التصعيد ، يصل رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد ظهر اليوم الأحد، إلى منزل جديد فخم شيده خلال ولايته الرئاسية وانتشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، مثيرا جولة جديدة من السجالات بين أنصاره وخصومه. ففيما تساءل معارضوه عن مصدر تمويل منزل بهذه الفخامة، ردّ مؤيدوه مذكرين بأن عون يتولى مناصب قيادية في مؤسسات الدولة منذ 64 عاما، مؤكدين أن أملاكه اليوم لا يمكن أن تقارن بأملاك رؤساء الجمهورية السابقين
- وقال عون في تصريح، إن منزله الجديد بدأ بإنشائه عام 2015، أي قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، وتم استكمال الأشغال بعدها فقط.. وأضاف، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، إن «تربيتنا الخالية من شهوة المظاهر أو السعي وراء الثروة، فثروتنا بقيت عادية والشبعان يبقى شبعان». وأوضح أن «الحياة في القصر ليس فيها بذخ، والظروف التي مر بها لبنان طالتنا أيضا، إلا أننا تمكنا من التحمل والعيش بما يحق لنا من مخصصات شرعية».
وفي غياب أي معلومات رسمية، تداول ناشطون مساحة الفيلا في حدود 2000 متر مربع، وهي مؤلفة من ثلاث طوابق، مع طابق سفلي، ومزودة بمواصفات تقنية عالية، ومجهزة لعقد مؤتمرات ولقاءات بداخلها.. وبدا المنزل ذات الهندسة الحديثة كبيرا مع مساحات شاسعة خضراء محيطة به، علما أن المنطقة التي شيّد فيها أي الرابية تعتبر من أفخم وأغلى المناطق اللبنانية
مساء غد تنتهي الولاية الأخيرة.
وقبل ساعات قليلة من مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، القصر الجمهوري والعودة الى مقر إقامته في الرابية، وبعد ما أطلقه من اتهامات ضد خصومه السياسيين وآخرها تهديده بتوقيع استقالة الحكومة المستقيلة أصلاً منذ ما بعد الانتخابات النيابية، لا يبدو أن الخروج من القصر الجمهوري سيكون مشابهاً لدخوله قبل 6 سنوات بعد انتخابه بما يشبه الاجماع الوطني.. والرئيس عون الذي تنتهي ولايته مساء غد الإثنين، يترك مساحات واسعة من السجال والجدل حوله وحول ما شهدته ولايته من شبه انهيار تام للدولة اللبنانية!
الرئيس فوق كل رئاسة
ومن جهة أخرى، يؤكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أنّ الرئاسة بصلاحيتها ودورها أساس الاعتراف بوحدة لبنان كيانًا ودولة فالرئيس فوق كلّ رئاسة، وإنّ العودة إلى نغمة «الترويكا» قد ولّت.
وقال الراعي قال خلال عظة اليوم الأحد في بكركي: نتمنى لعون التوفيق بعد مغادرته الرئاسة ونناشد النواب انتخاب رئيس جديد للبلاد لأن الشغور الرئاسي هو مؤامرة على لبنان.. وأضاف نودع عون ونتمنى له الخير بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية ولم يكن عهده سهلاً، بل محفوفاً بالأخطار والظروف الصعبة، فكان لبنان وسط محاور المنطقة وعرف أسوأ أزمة.
- وختم البطريركالراعي داعيًا «لاختيار رئيس يتمتع بتجربة إدارة الشأن العام وبالقدرة على جمع مواطنيه حول مبادئ لبنانية والولاء للبنان فقط واستعادة علاقات لبنان، فالرئاسة ليس هواية، بل هي حكم وقيادة الشعوب».