في غابر الزمان ناقش قدماء المصريين واحدة من أعظم الحضارات، ربما لم يعلموا، أن خطواتهم رسمت تاريخًا عجز الجميع عن كشف أسراره.
واليوم، الأحفاد يكرمون الأجداد بموكب مهيب يحمل عددا من المومياوات الملكية.
هذه العربات التي تحاكي الطراز الفرعوني تصطف استعدادًا لنقل 22 مومياء،
هنا من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة بمنطقة الفسطاط.
معًا
نغوص في تفاصيل هذه الرحلة الفريدة ونبدأها من داخل المتحف..
المومياوات تنتمي إلى الأسر ما بين السابعة عشرة والعشرين.
18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات، أشهرهم عالميًا، بالطبع الملك رمسيس الثاني، الذي حكم مصر من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، ونظرًا لشهرته الواسعة سيتقدم الموكب الملكي للمومياوات.
وسيكون في الموكب أيضًا الملك أمنحتب الثاني الذي حكم مصر من 1428 إلى 1397 قبل الميلاد، ومن ورائه الملك رمسيس الثالث، وكانت فترة حكمه البلاد من عام 1152 إلى 1183 قبل الميلاد.
نقلُ الملوك يستلزم مراحل عدة من التجهيز، أهمها عملية حفظ وتعقيم هذه المومياوات في غازات خاملة بدرجة حرارة تصل إلى 8 تحت الصفر، ومن ثم توضع داخل كبسولة معزولة تمامًا بالنيتروجين، بعدها، تتم عملية التغليف استعدادًا للنقل.
مسار الرحلة الملكية يبدأ بالخروج من المتحف المصري في ميدان التحرير، ثم الدوران حول المسلة الأشهر هناك.
بعدها، يتجه الموكب مباشرة إلى ميدان سيمون بوليفار، وكورنيش النيل ومصر القديمة.
الطرق في مسار المومياوت تهيأت هي أيضًا لعظمة الحدث، لتكون شاهدة على مرور الملوك الأجداد حتى وصولهم إلى وجهتهم الجديدة، في قاعة المومياوت الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية المطل على بحيرة عين الصيرة، الشهير.
ومرّت المومياوات الملكية برحلات طويلة جدا، منذ دفن أصحابها في منطقة البر الغربي بمحافظة الأقصر، إلى أن تصل مقر عرضها الأخير في متحف الحضارة بالفسطاط.
واستعدادا للانطلاق، تم تصنيع سيارة بكل ملك من ملوك مصر القديمة خصيصا لهذا الموكب، تحمل شعارًا موحدًا، وتحمل اسمه ولقبه باللغات العربية والإنجليزية والهيروغليفية.
ومن المقرر أن تشترك عجلات حربية تم صنعها خصيصًا لهذا الهدف، للمشاركة على جانبي الطريق أثناء الموكب، وذلك على أنغام الموسيقى العسكرية، وسط حشد رسمي وإعلامي غير مسبوق.
ويضم الموكب أيضًا الملك سقنن رع، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس.