مراد ونجيم شقيقان من أصل مغربي يحملان الجنسية البلجيكية، كلاهما قد سطر اسمه في سجل الدولة هناك، فمراد سجل اسمه في قائمة الأبطال الرياضيين، بينما شقيقه الأكبر نجيم فتصدر اسمه قائمة إرهابي الدولة.
الشقيق الأصغر
فاز مراد العشراوي الذي يبلغ من العمر 21 عاما ببطولة أوروبا للتايكوندو لوزن 54 كيلوجراما، ومنح العشرواي لبلاده الميدالية الذهبية الأولى لها في البطولة.
وبذلك يضمن مراد التأهل إلى دورة الألعاب الأوليمبية المقررة في ريو دي جانيرو الصيف المقبل، ليمثل بلاده للمرة الـ22 مرة في سباقات دولية سابقة.
سجان داعش
بينما عرف نجيم العشراوي صاحب الـ25 عاما، بأنه واحد من منفذي تفجيرات بروكسل في 22 مارس/آذار الماضي، حيث انضم إلى تنظيم داعش في سوريا مطلع عام 2013، وفجر نفسه مع شخص آخر في مطار بروكسل، وخلفت الهجمات 32 قتيلا.
كما يعتبر المحققون نجيم الذي ولد في 18 مايو/آيار 1991، العقل المدبر لهجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ويشتبه في أنه صانع الأحزمة الناسفة لاعتداءات باريس.
فقد عثر على حمضه النووي في الكثير من الشقق التي استخدمتها المجموعة الإرهابية، التي هاجمت المقاهي وستاد دو فرانس في باريس.
وقد عمل العشراوي في مطار بروكسل لمدة خمس سنوات، حتى عام 2012، عندما قرر السفر لسوريا والانضمام لداعش.
وأكد عدد من الرهائن الفرنسيين السابقين في سوريا في 2013 و2014، أن نجيم كان أحد سجانيهم خلال فترة اختطافهم.
وتعرف الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين أفرج عنهم؛ ديدييه فرنسوا وبيير توريس وإدوار إلياس ونيكولا إينان على نجيم وقالوا إنه كان يدعي «أبوإدريس».
بينما أشارت التحقيقات، إلى أنه أطلق علي نفسه «أبو سفيان»، وكان لديه جواز سفر مزور حمل اسم سفيان كيال.
وكما سقيقه الذي يمارس الألعاب الرياضية، مارس نجيم نوع آخر من الألعاب، ألعاب نفسية مع محتجزي داعش، فكان يقوم معهم بعملية محاكاة للحظات الإعدام تتم بتوجيه بندقية للرأس، أو سيف للعنق.
فقد اشارت تقارير بأنه كان مسؤول عن تعذيب محتجزين بريطانيين لدى تنظيم داعش، قبل إعدامهم، فقد كان جزءاً من الخلية الإرهابية التابعة لداعش في سوريا، المسؤولة عن قتل الأسيرين البريطانيين آلان هانينغ وديفيد هاينز.
عار العائلة
لا أحد يختار عائلته.. هكذا قال مراد عن شقيقه في مؤتمر صحفي عقده عقب هجمات بروكسل، مدينا بشدة ما قام به شقيقه.
وأوضح أنه ليس لديه أي اتصال مع شقيقه منذ توجه الأخير إلى سوريا في فبراير/شباط 2013، وأوضح أن العائلة تعتبره من الماضي ولاعلاقة لها به.
«لم أرد تصديق أنه هو»، هكذا وصف رد فعله عندما علم بخبر تورط شقيقه في الهجمات.
ويحكي مراد عن شقيقه الأكبر، «كان شخصا لطيفا وذكيا، كان يلعب كرة القدم من حين لآخر، ويقرأ، ويمارس الشعائر الدينية كأفراد أسرته»، لكنه يتابع ويقول إنه لا يعلم كيف ولماذا تحول أخيه إلى إرهابي متطرف.
ستة أخوة، لكنه الوحيد الذي انتهج هذا النهج، حيث قال أحمد العشراوي والد نجيم للشرطة البلجيكية، إن ابنه «مرغ سمعة العائلة في الوحل، وجلب لها العار».
