الأردنيون يحيون ذكرى الوفاء والبيعة
تشهد المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الإثنين ـ 7 فبراير/ شباط ـ احتفالات شعبية ورسمية، لإحياء الذكرى الثالثة والعشرين ليوم الوفاء والبيعة: الوفاء للعاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال، والبيعة للملك عبدالله الثاني،
ففي مثل هذا اليوم من العام 1999، تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، ليعلن، بقسمه أمام مجلس الأمة، العهد الرابع للمملكة، التي تدخل المئوية الثانية من تأسيسها، حاملا أمانة المسؤولية من أجل نهضة الوطن وإعلاء شأنه.
ويستذكر الأردنيون في يوم الوفاء للراحل الملك الحسين، زعيما نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه وأمته على مدى سبعة وأربعين عاما، واتخذ خطوات مؤثرة ومهمة، أبرزها؛ تعريب قيادة الجيش الأردني في العام 1956، وإلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 لإكمال السيادة الوطنية، كما حقق الأردن بقيادة الملك الراحل، انتصارا كبيرا في معركة الكرامة الخالدة في العام 1968، والتي تم فيها كسر أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم».
- واضطلع الأردن في عهد الملك حسين، بدور محوري في دعم جامعة الدول العربية وتعزيز التعاون العربي، ودعم جميع القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية،
ظاهرة قيادية
ويؤكد السياسي الأردني البارز، محمد داودية ـ البرلماني والوزير السابق ورئيس مجلس الإدارة لصحيفة الدستور ـ أن الملك الحسين كان ظاهرة قيادية مدهشة، برهنت قيادته طيلة 47 عاما، على أن المُلْكَ يقوم على العدل والصفح والإنصاف، لا على الظلم والجبروت والمعتقلات والمقابر الجماعية..وتميز الحسين بالتسامي والترفع والسرعة. تجلى ذلك في ولعه بالطيران، وسباقات السرعة، والدراجات النارية، والراديو، والتزلج على الماء. وهو أيضا الملك، العاشق، الإنسان، الحنون، العذب، الشغوف، الذي يقطر رقّة وسماحة.
- ويضيف «داودية»: تميز الملك الحسين بالقدرة الفائقة على استيعاب المعارضة التي كانت ذات قوة وحضور طاغٍ في الشارع الأردني، حتى أنه كلّف زعيم المعارضة السياسية سليمان النابلسي، بتشكيل حكومة حزبية ائتلافية، ضمت اقطابا وقيادات وطنية وشيوعيين وبعثيين وقوميين.
واليوم، بعد 23 عاما من تولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، يواصل الأردن مسيرة البناء والتحديث، ومنذ اعتلائه العرش، كان حريصا على تحويل الأردن إلى أنموذج حيوي في المنطقة، فكانت التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، والرعاية الاجتماعية، في مقدمة أولوياته، والتي يتم تحقيقها في مناخ يكفل الإصلاحات السياسية والديمقراطية والترابط الاجتماعي، مثلما يؤكد أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد.
إنجازات تتأسس على تاريخ بناه الحسين
وتقول الباحثة الأردنية، نيفين عبد الهادي، اليوم يحيي الأردنيون الذكرى الثالثة والعشرين ليوم الوفاء والبيعة، الوفاء للمغفور له الملك الحسين، والبيعة للملك عبدالله الثاني..السابع من فبراير/ شباط 1999، لا أظنه تاريخا يمكن أن ينساه الأردنيون، يوم دوّناه جميعا على أوراق بيضاء لتمتلىء يوما بعد يوم بحجم حبّ يرافقه انجازات تتأسس على تاريخ بناه الحسين رحمه الله، انجازات بقيادة الملك عبد الله، لتمضي السنين بمزيد من الوفاء والولاء.
- واضافت: إنه يوم يحمل رمزية الذكرى، فالأردنيون يمضون مع قيادتهم لتستمر المسيرة بكل العطاء والإنجاز، ويبقى الوطن يبني على تاريخ عظيم.هو اليوم الذي تسلم الملك عبدالله الثاني به سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، ليعلن، بقسمه أمام مجلس الأمة، العهد الرابع للمملكة، حاملا أمانة المسؤولية معززا لما بناه الملك الحسين بن طلال رحمه الله
وتشير الدوائر السياسية في عمّان، إلى أن الملك عبد الله الثاني، يحرص على ترسيخ الثقافة الديمقراطية في المجتمع، وتوسيع أدوار السلطة التشريعية والارتقاء بها كركن أساس في البناء الديمقراطي للدولة الأردنية.ففي شهر يونيو/ حزيران الماضي، شكل لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية، حدد مهمتها في وضع مشروع قانون جديد للانتخاب، ومشروع قانون جديد للأحزاب السياسية، إلى جانب النظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، وأن تترجم توصيات اللجنة ومخرجاتها على أرض الواقع ضمن برنامج عمل، في خطوة ملكية لتعزيز الحياة الديمقراطية وتجذيرها في الأردن.
