«هجوم كورونا الشرس يضرب الأردن»، بحسب تعبير الأوساط الطبية والشارع الأردني، وأصبحت التساؤلات الحائرة والقلقة، في دوامة من الرعب والخوف: ما هو الحل؟ وما هي خطة الحكومة لمواجهة «هجوم كورونا» بعد أن غدت الأرقام صادمة، والإصابات يومياً بالاَلاف والوفيات بالعشرات ؟!.
الأردن في أحضان العاصفة والمجهول
لم يعد أمام الشارع الأردني سوى البحث عن «اللغز والحلول» في مواجهة «وفيات كورونا الكارثية في الأردن»، بحسب تعبيرالدكتور سهيل الصويص، استشاري جراحة الأوعية الدموية والقلب والصدر.. ويقول: لقد سئمنا ممن غدوا لا يعرفون سوى تخديرنا بترديد مصطلحات بروتوكولات أكسفورد فما يهمنا هو الواقع الميداني فنحن لم نعد اليوم نقف على مفترق طريق وعر، بل أصبحنا في أحضان العاصفة والمجهول أفلا يحق لنا أن نتساءل ما الذي جرى ويجري وأي مستقبل حالك يتربص بنا ؟
عدد الوفيات يثير الرعب
في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، سجل الأردن 4750 إصابة و 86 وفاة في يوم واحد، ليصبح مجموع الوفيات في الأردن 1704 والإصابات 141305 ..ويرى دكتور «الصويص» أنها أرقام صادمة بالتأكيد، ولكن ما يهم من الناحية العلمية ليس تعداد الإصابات بل عدد الوفيات الذي غدا يتراوح في الأيام العشرة الاخيرة في الأردن ما بين 60 و 91 وفاة يومياً.
من الكارثة إلى مرحلة الخطر الوجودي
وبحذر «الصويص» بخبرته الطبية من الوضع الراهن « هناك شيء غير طبيعي يجري في بلدنا منذ شهرين ، والوقت ليس في صالحنا ونحن اليوم تخطينا مرحلة الكارثة الوبائية ودخلنا مرحلة الخطر الوجودي ويجب الاستيقاظ واليقظة والتحرك قبل التحسر وفوات الاوان ».
لقد سجل الأردن في الأيام الأربعة الأخيرة عدد وفيات يفوق ما سجلته قطر في ثمانية شهور، وهي ذات الرقم القياسي العالمي بعدد المرضى مقارنة بعدد السكان، والأردن اليوم في المرتبة الـ 39 عالمياً بعدد الإصابات والمرتبة السادسة عربياً في تعداد الوفيات
أين الخلل وراء كارثة كورونا؟!
من الواضح، بحسب الدكتور سهيل الصويص، أن هناك خللا كبيرا « لا نعرف هل هو في نوعية بروتوكول العلاج المقدم ودرجة مطابقته للأنظمة العالمية المتبعة أم في خبرة ومؤهلات الطاقم الطبي والتمريضي أم في مستوى العناية المقدمة أم على مستوى المنظومة الطبية بأكملها وهي التي لم يتم تطويرها منذ أن بدأ الفيروس يتغلغل في عروقنا على مرأى من المسؤولين الذين ما يزالوا يماطلون في تزويد أقسام إنعاشهم بأخصائيين في الإنعاش التنفسي ».
الأردن يصارع الغرق الحتمي
ويؤكد « الصويص»، لسنا بخير ولا على الطريق الصواب بل ونصارع الغرق الحتمي الذي يقترب يوماً بعد يوم فكيف تريدون منا وقد أصبحنا جميعاً مرشحين محتملين لدخول المستشفى ولربما الإنعاش والنهاية المأساوية أن ننام مسترخين ووزير صحتنا يعترف علانية يوم أمس بأنه «لا يوجد قرار أو إجراء مثالي للحد من الارتفاع الكبير في الإصابات والوفيات بالأردن» فما العمل ؟
مطالبة الحكومة بالكشف عن خطط المواجهة
والتساؤل يطرحه الكاتب والمحلل السياسي،أسامة الرئتيسي، ناشر ورئيس تحرير موقع «الأول نيوز»، على رئيس الحكومة، الدكتور بشر الخصاونة، وقد تسلم رئاسة الحكومة في ظروف صعبة جدا، وفي عز أزمة كورونا في الاردن، بعد أن انقلبت الأرقام من الأصفار والعشرات إلى الآلاف، والوفيات بالعشرات، وقال «هذا الامر يحتاج من رئيس الحكومة الجديد أن يطلعنا على خطط الحكومة في المواجهة».
كيف تفكر الحكومة وتخطط؟!
ويقول «الرنتيسي»: صحيح أن وزير الصحة ولجنة الأوبئة والأزمات غير مقصرين في توصيل المعلومات، لكن أن يسمع الشعب الاردني من رئيس الحكومة مباشرة له طعم آخر، ومستوى مصداقية أعلى، ويظهر الاهتمام بشكل أكبر..موضوعات كثيرة نحتاج فيها إلى توضيحات مباشرة، حتى نعرف إلى أين الأمور ذاهبة، وكيف تفكر الحكومة وتخطط.
