لازال حادث الأردن الإرهابي يتصدر أخبار اليوم الإثنين، الأول من شهر رمضان المبارك، فبعد ساعات من مقتل 5 رجال أمن في هجوم إرهابي استهدف مكتبا تابعا للمخابرات العامة بمخيم البقعة شمال العاصمة عمان، قالت مصادر إنه جرى باستخدام بندقية آلية فاجأ حاملها المبنى في تمام الساعة 05:50 دقيقة صباحا.
وألقى هجوم المخابرات الذي نفذه إرهابي واحد على الأرجح اليوم، الإثنين، بظلاله على مجريات الأحداث في الأردن، فعلى الرغم من هدوء الأجواء في البلاد إلا أنها تظل هدفا أمام الإرهاب بين الحين والآخر.
ونقلت صحيفة الغد الأردنية عن خبراء أمنيين بوزارة الداخلية إن الخلية التي نفذت هجوم اليوم، قد تكون على اتصال بخلية «إربد» الإرهابية، مشيرين إلى أن اختيار التوقيت في أول يوم في شهر رمضان ربما كان عاملا من عوامل قوة تنفيذ العملية.
وكان الأجهزة أمنية أعلنت في مارس/ آذار الماضي إحباط مخطط إرهابي في محافظة إربد شمال الأردن، ما أسفر عن مقتل ضابط يدعى الرائد راشد الزيود بالإضافى إلى 7 إرهابيين، بينما اعتقلت 13 آخرين لا يزالون يعرضون أمام القضاء، بينما أكدت السلطات انتماء الخلية لتنظيم «داعش».
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على التحقيقات الجارية حول الهجوم الإرهابي قولها إن «كاميرات المراقبة المثبتة على مبنى مخابرات البقعة تمكنت من التقاط صور لمركبة الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم».
وأضافت الصحيفة أن أحد شهود العيان أدلى بأقواله لدى الأجهزة الأمنية اليوم، قائلا إنه «سمع صوت إطلاق عيارات نارية، وشاهد سيارة تلوذ بالفرار، بالقرب من مبنى المخابرات بعد تنفيذ الهجوم».
وأشار الشاهد الذي كان برفقة أحد المرضى في مستشفى الأمير حسين المجاورة لمبنى المخابرات: «شاهدت سيارة تغادر المكان بعد الحادث، ولم يكن غيرها متواجدا في الشارع وقتها».
والشهداء هم: الرقيب أول لؤي محمد فرج الزيود، وعريف هاني سليم موسى القعايدة، وعريف عمر أحمد الفالح الحياري، وجندي أول أحمد عبدالكريم محمد الحراحشة، وجندي محمود خلف عبدالرزاق العواملة، وقد خضعت جثامينهم للتشريح الذي أكد إصابة كل منهم بأعيرة نارية نافذة في الرأس.
وشيع مئات الأردنيين من أبناء محافظة مادبا، العريف هاني سليم موسى القعايدة، وأدى المشيعون صلاة العصر في مسجد لب إلى مثواه الأخير، كما شيعت حشود غفيرة من مدينة السلط العريف عمر أحمد الفالح الحياري.
والحياري هو وحيد والديه، يبلغ من العمر 27 عاما، كان قد انتهى مؤخرا من تأثيث منزله استعدادا للزواج خلال عيد الفطر المبارك.
بينما شيع مئات آخرون من أبناء محافظة البلقاء الجندي محمود خلف عبد الرزاق العواملة الذي يبلغ من العمر 24 عاما، وهو متزوج ولديه طفلة رضيعة ولدت قبل أيام فقط.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الطب الشرعي تأكيده أن اللجنة المختصة بتشريح جثامين الشهداء الخمسة أوضحت أن كلا منهم أصيب بنحو 4 أعيرة نارية من سلاح أتوماتيكي، منها في الرأس وأنحاء متفرقة في الجسم.
ونقلت عن مصادر في الداخلية قولها إن منفذ العملية شخص واحد مطارد من قبل الأجهزة الأمنية منذ وقت سابق، مشيرة إلى أن الهجوم جرى في محيط المبنى خلال تبديل مناوبة الحراسة حيث كان الشهداء الخمسة بالخارج.
