الأردن يسعى لجذب سائحين وأسماك بإنزال دبابات في البحر الأحمر
دبابات وطائرة هليكوبتر وسيارة إسعاف.. بعض أشياء يمكن اكتشاف قبوعها بسلام في قاع البحر قرب مدينة العقبة الأردنية، في مسعى لتكوين أول متحف عسكري تحت الماء في المملكة وتعزيز الحياة البحرية بالمنطقة.
ووقف بعض سكان العقبة على الشاطئ يتابعون إنزال دبابة وطائرة هليكوبتر في مياه البحر الأحمر ويلتقطون صورا تذكارية.
وتأمل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، المسؤولة عن تشجيع الأعمال والسياحة بالمدينة، أن يشجع وجود هذه الأشياء تحت الماء مزيدا من محبي الغوص على زيارة الموقع، وكذلك تعزيز البيئة من خلال نشر مزيد من الأحياء البحرية بالمكان.
وقال عبدالله أبو عوالي، مدير إدارة الشواطئ في منطقة العقبة، إن التنوع الحيوي البحري ضئيل إلى حد في هذه المنطقة، الشعاب المرجانية ليست كثيرة، ليست متنوعة، “وضع هذه القطع العسكرية في هذا المكان سيتيح للشعاب المرجانية وللمرجان وللأحياء البحرية، وبالتحديد الأسماك أنها تجد ملاذات آمنة تعيش فيها وتبيض وتفرخ، إضافة إإلى أن الشعاب المرجانية ستنمو على هذه القطع الحربية، ونتوقع أن نشهد موقعا رائعا بعد مرور سنة أو أكثر”.
وسيخفف مثل هذا المتحف الضغط على الشعاب الطبيعية بالمنطقة عن طريق جذب الزوار بعيدا عنها.
وجرى إنزال ما مجموعه 19 مركبة وآلية عسكرية في البحر بعد أسابيع من التخطيط وتحديد المواقع المناسبة لضمان أن العملية لن تضر بالحياة البحرية الطبيعية في المنطقة.
وتجثم بعض هذه القطع على أعماق متباينة، بعضها على عمق يتراوح بين 15 و 20 مترا من سطح البحر، وبعضها على أعماق أكبر تصل إلى 20 و30 مترا.
وتقول أسماء رياطي، وهي من سكان العقبة وعلمها والدها الغوص، إنها غالبا ما تغوص للاستمتاع بمشاهدة دبابة جميلة.
وتتطلع الفتاة (17 عاما) إلى رؤية الطائرة الهليكوبتر التي شاهدت إنزالها، من الشاطئ، مع أفراد أسرتها في عمق البحر.
وهذا المتحف هو أحدث إضافة لمواقع الغوص في المنطقة، فقاع البحر في العقبة تجثم فيها أيضا طائرة من طراز سي 130 هيركليز جرى إنزالها العام الماضي، إضافة لدبابة وحطام سفينة غارقة في أواخر تسعينيات القرن العشرين، وأصبحت هذه مواقع غوص معروفة وغنية بالشعاب المرجانية والحياة البحرية.
ويأمل مدرب غوص يدعى سامي العزرات، أن تجذب تلك الإضافات مزيدا من السائحين للمنطقة، وقال “فعاليتها حلوة وكويسة وبتجذب السواح بزيادة، لأنه إحنا فيه عندنا تقريبا 23 موقع غوص، فيه منهم اللي هي الطيارة اللي نزلوها قبل سنة ونصف، وفيه دبابة برضه (أيضا) وهذا الموقع صار موقع جديد، فبيصير عندنا شغل بزيادة يعني للعقبة كغوص وكذا”.
والسياحة أحد المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية في المملكة الأردنية وتشكل نحو 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
