نفت الحكومة الأردنية، شائعة تأجيل الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في العشرين من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، واتهمت أجندات خارجية وداخلية بترويج الشائعات لخدمة مصالح وأفراد بعينهم، وهو ما يتنافى تماما مع حرص المملكة على اتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده، وصولا إلى برلمان يمثل الإرادة الشعبية، ويتولى مهامه التشريعية، في ظل أجواء من الاستقرار الأمني، لمواصلة نهج الإصلاح.
ومن جانبه، أكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، المهندس موسى المعايطة، أنه لا يجوز التشكيك بموعد إجراء الانتخابات النيابية، بعدما أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بإجرائها وفق الدستور، وحددت موعدها الهيئة المُستقلة للانتخاب في العشرين من الشهر المقبل.
وأضاف المعايطة، أن الأردن يفخر بأنه سيُجري انتخابات برلمانية في ظل ظروف وحروب مأساوية في المنطقة، ما يُعد إنجازاً أردنيا على مستوى الإقليم والعالم بأن الديمقراطية ثابتة وتسير بحكمة القيادة الهاشمية ووعي الشعب الأردني.
وأشار المعايطة إلى أن الحكومة وضعت خطة لترجمة مسيرة الإصلاح السياسي من خلال توسيع مشاركة المواطن في صناعة القرار عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع.
واستنكرت القوى السياسية والشعبية في الأردن، بث شائعات تهدف إلى زعزعة الاستقرار، والتشويش على أجواء العملية الانتخابية، قبل نحو شهرا من موعد التصويت، ما يعبر عن توجه خبيث من أطراف وقوى خارجية، تسعى إلى ضرب الاستقرار السياسي والأمني في الأردن، وفي محاولة مكشوفة لإرباك العملية الانتخابية، وتشكيك الناخبين بعدم مقدرة الأردن على اجرائها واتمام هذا الاستحقاق الديموقراطي.
ويرى النقابي والسياسي الأردني، محمد خريسات، أن هناك قوى معروفة، لديها أجندات خاصة، تتوافق مع أجندات التنظيمات الإرهابية، لخلق قلاقل في وطن مستقر، وتحاول أن تبث سمومها، عبر الشائعات للنيل من استقرار الأردن، وتصورت ان فرصتها مواتية في مناخ عام مشغول بالانتخابات التشريعية.
وقال خريسات لـ«الغد»: نحن ندرك أن أمامنا تحديات كبيرة، وأن مثل تلك الشائعات المغرضة لن تحقق هدفها، وهو تعثر مسيرة الإصلاح، وانتخاب برلمان على مستوى المرحلة الراهنة وتحدياتها في المنطقة العربية بأسرها.
بينما أكدت أمين عام حزب الشعب الديموقراطي «حشد»، عبلة أبو علبة، أن هذه الشائعات حول تأجيل موعد اجراء الانتخابات النيابية جاءت في سياق سياسي في ظل وجود تيارات ترغب بعرقلة مسيرة الانتخابات ولأهداف خاصة.
وقالت أبو علبة، في تصريحات لصحيفة الرأي الأردنية، إن المؤسسة الرسمية تكثف جهودها من أجل توعية المواطنين بأهمية المشاركة بالعملية الانتخابية لما لها من أثر في اتاحة الفرص أمام كفاءات وطنية لتمثل صوت الشعب وتلبي طموحاته.
وأضافت: أن هذه الشائعات لا تخدم إلا أصحاب الأجندات، ولا تلبي الرغبة الشعبية والملكية في الوصول الى حكومة برلمانية.
ويؤكد سياسيون أردنيون، أنه بالرغم من تناثر الشائعات حول تأجيل الانتخابات، يتأتى الرهان بالدرجة الاولى على وعي المواطن وقدرته على تجاوزها وفهم الرسائل، ولن تخرج تلك الشائعات من محيطها الضيق، ولن تؤخذ بمحمل الجد في ظل مساعي الحكومة بأهمية المشاركة بالانتخابات لجميع فئات المجتمع.
ومن جانبه، يتوقع السياسي الأردني، الدكتور يوسف العايدي، أن تشهد الانتخابات المقبلة اقبالا عاليا، وأن تزيد نسبة التصويت عن 70%، لأن قانون الانتخاب المتمثل بالتصويت للكتل يساهم في رفع نبرة العشيرة للمرشح المحسوب عليهم، مبينا أن هذا القانون هو يمثل الصوت الواحد بحيث صوت للكتلة وصوت للمرشح الذي يريده الناخب فهو سوف يميزه داخل الكتلة حتى يضمن نجاحه.
