الأزمات المالية تهدد بإغلاق مدرسة الموسيقى والباليه في العراق

صمدت مدرسة الموسيقى والباليه الوحيدة في العراق طوال عقود من الحرب والعقوبات الاقتصادية والحكم الدكتاتوري، إلا أنها الآن تواجه أزمة مالية خانقة بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب المكلفة ضد جماعة «داعش».

في الآونة الأخيرة، كان الفتيان والفتيات بزي الرقص يقفون عند شريط التدريب أمام المرآة التي تحتل جدارا كاملا، فيما كانت الفرقة الموسيقية تعزف ألحانها في الغرفة المجاورة، مع طلاب يقومون بدوزنة آلاتهم الموسيقية من التشيلو والعود.

المدرسون لا يزالون يتلقون مرتباتهم، لكن التمويل اللازم لشراء الأدوات والمعدات نضب، ما أدى إلى إلغاء العديد من العروض وزادت المخاوف من أن المدرسة، التي تعتمد على تدريس الموهوبين فحسب، قد تلجأ ذات يوم إلى خدمة الأثرياء أو إلى الإغلاق.

ليزان سلام، (20 عاما)، التي درست الباليه في المدرسة، وهي فتاة صغيرة وتعمل الآن مدربة، تخشى على مستقبل الفن في العراق، وقالت «وضعنا صعب للغاية» مشيرة الى موجة الإضطرابات التي تعصف بالبلاد «الجو خانق من حولنا، ما يجعل الناس أكثر قسوة».

أنشأت مدرسة الموسيقى والباليه عام 1969 ولقيت تمويلا سخيا تحت حكم حزب البعث حتى فرض عقوبات اقتصادية على البلاد في أعقاب حرب الخليج عام 1991، وتحسنت حظوظ المدرسة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 عندما بدأ الإقتصاد بالتعافي وظلت مفتوحة خلال أسوأ فترات القتال الطائفي بعد ذلك بثلاث سنوات.

لكن العراق الآن غائص في الحرب ضد تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على كثير مناطق شمال العراق وغربه، ويجد صعوبة في التعامل مع أزمة للاجئين، ويحتاج إلى 4 ملايين دولار شهريا لدفع رواتب الموظفين الحكوميين، لكن مع اقتراب أسعار النفط من أدنى مستوياتها على الإطلاق، تقلص دخل البلاد إلى النصف ويتوقع مسؤولون عجزا في الميزانية يتجاوز 30 مليار دولار.

وفي الوقت الذي تصارع فيه بغداد للوفاء باحتياجاتها، يخشى كثيرون من أن تكون الفنون أول شيء يجري تجاهله وغض الطرف عنه.

وقال مديح يحيى قاسم، مساعد مدير المدرسة، «كل ما تهتم به هذه الحكومات هو السياسة والدين».

وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت المدرسة بشكل متزايد على التبرعات من السفارات والمراكز الثقافية والجهات المانحة الخاصة في الخارج، وقال قاسم إن ميزانية هذا العام للآلات والمعدات هي ربع ما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام، وأبلغته وزارة الثقافة أن يبدأ تحصيل رسوم بدلا من تقديم الدراسة بالمجان لكل من يجتاز الاختبارات.

ومن ناحية أخرى، ارتفع عدد طلبات الالتحاق بالمدرسة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، ورفضت طلبات أكثر من 200 طالب لأن المدرسة ببساطة لا تحوي مكانا لهم.

وقال قاسم «نحن لسنا مدرسة عادية، آلاتنا وأزياؤنا وأحذية الباليه تكلف أموالا أكثر من الكتب فقط».

وتتكلف مستلزمات المدرسة وصيانتها في العام 45 ألف دولار، بحسب قاسم. ويقول المعلمون إنهم اضطروا بالفعل إلى إلغاء عدد من العروض لأنهم ليس لديهم الأزياء والأدوات اللازمة.

وتخشى سلام، وهي معلمة للباليه، أن تكون كلفة فقد هذه الفنون أكبر بكثير.

وقال «من دون هذه المدرسة، سيكون لدى العراق جيل كامل أقل قبولا وأقل انفتاحا، هذه المدرسة تساعد الناس على قبول الآخر، وستضمن لنا جيلا أكثر سلمية. هذا ما آمله على الأقل».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]