الأزمة الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة جديدة

دخلت الأزمة الروسية الأوكرانية مرحلة خطيرة جدا، الخميس، بعد رد موسكو على ردود أمريكية رفضت فيها الأولى تعقيبات الأخيرة على مطالبها الأمنية.

وكانت واشنطن قد سلمت روسيا ردودا على مطالبها الأمنية بشأن ضمانات بعدم تمدد قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” شرقا، وعدم ضم أوكرانيا، والتي تراها روسيا أنها خطر كبير على أمنها القومي.

طرد نائب السفير الأمريكي

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الأمريكية في موسكو قولها، الخميس، إن روسيا طردت نائب السفير الأمريكي، بارتل جورمان، وإن واشنطن سترد على هذه الخطوة.

ولم يتضح على الفور السبب الذي قدمته موسكو لتبرير قرار الطرد.

أمريكا تتسلم رد روسيا

ردت موسكو، الخميس، على واشنطن، وقالت إن أمريكا حرفت المطالب الأمنية الروسية، وسنضطر للرد بأي وسيلة في ظل عدم استعداد واشنطن للاتفاق.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تسلمت رد روسيا على مقترحات واشنطن الأمنية، الخميس، بعد تسليمها للسفير الأمريكي لدى موسكو جون سوليفان.

وأفادت وكالة تاس للأنباء، بأن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قال في وقت سابق، إن رد موسكو حول مسألة الضمانات الأمنية سيأتي اليوم الخميس.

وأضافت تاس، أن سوليفان زار مبنى وزارة الخارجية، وغادر بعد وقت قصير، دون الإدلاء بتصريحات صحفية.

وقال لافروف، إن موسكو ستنشر الرسالة بعد ساعات قلائل من تسليمها للولايات المتحدة.

وتطالب روسيا بعدم السماح بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهو أمر ترفض واشنطن وبروكسل حتى الآن تقديم وعود بشأنه.

وأكدت سفيرة أوكرانيا لدى واشنطن مجددا، الخميس، أن بلادها ترغب في العضوية.

وقالت السفيرة أوكسانا ماركاروفا، في مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن”، إن “عضوية الأطلسي هدفنا، ونحن نعمل ليل نهار لتحقيقه”.

أسباب الأزمة الأوكرانية

في ديسمبر 2021 قدمت روسيا مشروعي معاهدتين تحتويان على طلبات لما أشارت إليه باسم “الضمانات الأمنية”، بما في ذلك تعهد ملزم قانونًا بأن أوكرانيا لن تنضم إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وكذلك خفض عدد قوات الناتو والمعدات العسكرية المتمركزة في أوروبا الشرقية، وهددت برد عسكري غير محدد إذا لم يتم تلبية هذه المطالب بالكامل.

ورفضت الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في الناتو هذه الطلبات، وحذرت روسيا من زيادة العقوبات الاقتصادية في حالة غزوها لأوكرانيا، وعُقدت محادثات دبلوماسية ثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا في يناير 2022، لكن تلك المحادثات فشلت في نزع فتيل الأزمة.

الموقف الروسي

بداية، قال مراسل الغد من العاصمة الروسية موسكو، يوسف بقار، إن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى روسيا توجه، الخميس، إلى وزارة الخارجية الروسية، بهدف استلام الرد الروسي على رد واشنطن حول الضمانات الأمنية.

وأضاف مراسلنا، أن الخارجية الروسية سلمت الجانب الأمريكي 10 ورقات ترفض بشكل قاطع إعادة توزيع قوات أوروبية داخل الأراضي الروسية، كما تطالب واشنطن بسحب القوات والمعدات المتمركزة في شرق أوكرانيا، ووسط أوروبا ودول البلطيق.

كما حذرت روسيا أمريكا بأن عدم التوصل لحلول سيضطر روسيا لاتخاذ إجراءات عسكرية للحفاظ على الأمن القومي الروسي. كما اتهمت موسكو واشنطن أنها حرفت محتوى المقترحات الأمنية، التي قدمتها روسيا.

وأوضح مراسلنا، أن موسكو تريد حوارا شفافا مع الجانب الأمريكي، حيث تم طرد نائب السفير الأمريكي في روسيا.

الموقف الأمريكي

من جانبه، قال مراسل الغد من واشنطن، سهيل الشاعر، إن الولايات المتحدة الأمريكية استلمت الرد الروسي على ردها حول الضمنات الأمنية، موضحا أن المسؤولين في الخارجية الأمريكية يعكفون على تحليل الرد على روسيا.

وأكد مراسلنا، أن الأمور تسير حول التصعيد، بعد طرد نائب السفير الأمريكي في روسيا، مشيرا إلى أن واشنطن سترد على طرد السفير بطرد السفير الروسي.

كما أشار مراسلنا إلى أن واشنطن أكدت أنها لا تريد ضررا لروسيا، وسيتم النظر لكافة المعلومات والتصريحات التي تخرج من الجانب الروسي، وتستعد لأي هجوم روسي وشيك على أوكرانيا.

وأوضح مراسلنا أن الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء سيردون على أي تحرك روسي صوب الأراضي الأوكرانية بفرض عقوبات قاسية.

الموقف الأوروبي

وقال مراسل الغد من العاصمة البلجيكية بروكسل، عمرو المنيري، إن هناك اجتماعات دورية لبحث الأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرج، طالب روسيا بنزع فتيل الأزمة.

وأضاف مراسلنا، أن حلف شمال الأطلسي سيتصدى لأي غزو روسي محتمل، حيث يواصل الحلف إرسال الأسلحة للحدود الأوكرانية، لافتا إلى أن الحلف لا يبتلع أي قرارات روسية.

وأوضح مراسلنا، أن وزيري الدفاع الأوكراني والجورجي بحثا تعزيز الدول المجاروة لأوكرانيا، وهناك سيناريوهات لمواجهة أي تحديات مقبلة، سواء من فرنسا أو بريطانيا.

الموقف الأوكراني

من جانبه، قال مراسل الغد من العاصمة الأوكرانية كييف، سلام كيالي، إن بريطانيا أمدت أوكرانيا بصواريخ متطورة، فيما اعترضت روسيا على هذه الخطوة، وقالت إنها خطوة تزيد من التوتر، واحتمال نشوب حرب.

وأضاف مراسلنا، أن روسيا تقول إن الغرب يدعم أوكرانيا خلال هذه الأزمة، مشيرا إلى أن الصحف الأوكرانية تقول إن بوتين دمر الاقتصاد الأوكراني بدون أن يطلق رصاصة واحدة.

وأوضح مراسلنا، أن مراقبين يؤكدون أن هناك هروبا لرأس المال من أوكرانيا، لافتا إلى أن استمرار الأزمة يعني مزيدا من الخسائر الاقتصادية، وقد يلجأ بوتين بقطع الغاز عن أوكرانيا، ما سيتسبب في كثير من الاحتجاجات.

الأمم المتحدة 

وأكدت الأمم المتحدة على أهمية تطبيق “اتفاقية مينسك” حول الأزمة الأوكرانية، داعية كل الأطراف لضبط النفس ووقف التصعيد.

كما أكدت الأمم المتحدة على التزامها تجاه ضمان وحدة أوكرانيا.

اتفاقية مينسك

جدير بالذكر أن وزيرة الخارجية البريطانية، إليزابيث تراس، أكدت دعم بلادها لأوكرانيا، مؤكدة تعزيز العمل والدفاع بين البلدين في مواجهة روسيا.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، إن لندن أظهرت دعمها الكبير لأوكرانيا.

وحذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أن خطر اجتياح روسيا لأوكرانيا كبير، مستبعدا أي خطط للحديث مع بوتين حاليا.