أمهلت الدول المشاركة في القمة الأفريقية التشاورية بالقاهرة، الثلاثاء، المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، ثلاثة أشهر للاتفاق مع بقية الأطراف على انتقال سلمي للسلطة.
ويأتي ذلك في حين عبرت واشنطن عن تأييدها “المطالبة الشرعية” للمتظاهرين، الذين يكثفون ضغطهم، للحصول على حكومة مدنية.
القمة الأفريقية، التي جاءت بدعوة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الرئيس المباشر للاتحاد الأفريقي، دعت أيضا المجتمع الدولي إلى دعم السودان اقتصاديا للخروج من الأزمة التي يمر بها.
وكان الاتحاد الإفريقي هدد في 15 الشهر الجاري بتعليق عضوية السودان إذا لم يسلم المجلس العسكري الانتقالي السلطة للمدنيين ضمن مهلة 15 يوما.
تحقيق ما يصبو إليه الشعب
وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته الافتتاحية، إن القمة “تهدف لبحث التطورات المتلاحقة في السودان، ومساندة جهود الشعب السوداني، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل”.
وأشار إلى “الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية والمدنية السودانية، للتوصل إلى وفاق وطني”.
الحل من صنع السودانيين
وقال السيسي، إن “الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي، ويضع تصورا واضحا لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة”.
وأضاف السيسي، “نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع إيجاد وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولا إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه”.
وطالب الرئيس المصري المجتمع الدولي بـ”تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة، التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار”.
اجتماع متابعة
وفي ختام القمة الأفريقية، قال السيسي، حسب بيان للرئاسة، “وجّهنا وزراء خارجية الدول المشاركة بعقد اجتماع متابعة في خلال شهر للنظر في التطورات بالسودان ورفع تقرير إلى رؤساء الدول والحكومات.”
واشنطن تؤيد المطلب الشرعي
ومن واشنطن، وقالت المسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية، ماكيلا جيمس، الثلاثاء، “نحن نؤيد المطلب الشرعي للشعب السوداني بحكومة يقودها مدنيون، نحن هنا لتشجيع الطرفين على العمل معا لدفع هذا المشروع قدما في أسرع وقت ممكن”.
وأضافت جيمس، وهي مكلفة شؤون شرق إفريقيا في وزارة الخارجية، وتزور الخرطوم حاليا، “لقد عبر الشعب السوداني بشكل واضح عما يريده”، و”نريد أن ندعمه على هذا المستوى، وهي الطريقة الأفضل للتقدم نحو مجتمع يحترم الحقوق الإنسانية، ودولة القانون، ويكون قادرا على معالجة المشاكل الخطيرة التي تواجهها البلاد”.
وكانت ماكيلا جيمس التقت رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان إضافة إلى عدد آخر من المسؤولين خلال زيارتها إلى السودان.
التوتر يتصاعد
ويتصاعد التوتر في السودان بعد تعليق التفاوض بين قوى المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم، الذي يطالب برفع الحواجز التي تغلق الطرق المؤدية إلى مقر قيادته، والذي يتجمع آلاف المتظاهرين أمامه منذ أسبوعين.
ويتجمع المحتجون على مدار الساعة في هذا الموقع منذ أكثر من أسبوعين وتوعدوا بتصعيد تحركهم، للمطالبة بحكومة مدنية، في حين يطالب المجلس بعودة الوضع إلى طبيعته في الخرطوم أمام مقره العام.
قطار محتجين
ووصل قطار ينقل مئات المحتجين إلى الخرطوم، الثلاثاء، من مدينة عطبرة وسط البلاد للانضمام إلى الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، ومطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة لمدنيين.
وجلس العديد من المحتجين على ظهر القطار ولوحوا بالعلم السوداني في أثناء مروره بمحطة قطارات بحري شمال الخرطوم، قبل أن يصل إلى موقع الاحتجاج.
وهتف المحتجون القادمون من عطبرة، التي خرجت منها أول تظاهرة ضد حكم الرئيس المعزول، عمر البشير، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، “حرية، سلام، عدالة”، ونادى المحتجون بالانتقام لقتلى نظام البشير، وهتفوا “الدم بالدم، ولن نقبل التعويض”.
وذكر مسؤولون أن 65 شخصا قتلوا على الأقل في العنف المرتبط بالاحتجاجات منذ ديسمبر/ كانون الأول.
وقامت مجموعات من الصحفيين والأطباء والمهندسين والأطباء البيطريين بمسيرة الثلاثاء إلى موقع الاعتصام في الخرطوم، وطالبوا بانتقال السلطة إلى المدنيين.
وفي شرق السودان، انضم مئات المحتجين إلى اعتصام أمام مبنى للجيش في بلدة كسلا الحدودية، وطالبوا بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.