الأزمة العراقية مرشحة للتصعيد.. «علاوي» في مهب عاصفة الحراك الشعبي

يبدو أن الأزمة العراقية مرشحة للتصعيد من جديد، بجسب تقديرات الدوائر السياسية في بغداد، مع تصعيد رفض الحراك الشعبي لترشيح محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وفي رسالة شعبية من ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية، والتي امتلات  بحشود رددت هتاف: «يا توفيق..هذا الشعب لا يريدك»، فيما حمل بعض المتظاهرين صوراً لعلاوي وقد رُسمت على وجهه إشارة «إكس» باللون الأحمر.. وذلك رغم تباين مواقف المحتجين بين اقتراحين: إما رفض علاوي مباشرة، ما سيعيد المسألة إلى نقطة الصفر والخلاف مجددًا على اختيار مرشح..أو وضع «علاوي» أمام اختبار تنفيذ مطالب الحراك، أي منحه  فترة «سماح» من أجل اختبار مدى التزامه بتطبيق شروط ومطالب الحراك، وفي مقدمتها محاسبة قتلة المحتجّين والإعداد لانتخابات نيابيّة مبكرة، بحسب رؤية الناشط العراقي، علاء الركابي.

 

شروط الحراك لا تنطبق على «علاوي» 

كانت الاحتجاجات، اندلعت في بغداد وعدد من المدن الجنوبية، فور تكليف الرئيس العراقي برهم صالح لعلاوي بتشكيل الحكومة في محاولة لإنهاء الاضطرابات السياسية.

وتجمع آلاف المتظاهرين، مساء أمس الأحد في ساحة التحرير في بغداد حيث مخيم الاعتصام الرئيسي في العاصمة لرفض هذه الخطوة. وقرعوا الطبول ورددوا هتافات مناهضة لعلاوي وللصدر قائلين: «علاوي مرفوض.. أحزابه مرفوضة»، نظراً لعدم مطابقته المواصفات التي حددها مسبقاً قادة الحراك الشعبي، ومنها: ألا يكون شخصية جدلية، ولا يتجاوز عمره 55 عاماً، وألا يحمل جنسية مزدوجة، وأن يكون مستقلاً، ولم يسبق له أن تسلّم أي منصب وزاري».

  • من جانبه، نفى رئيس الحكومة العراقيّة المكلف ، اختياره من الأحزاب السياسيّة، مؤكدًا أنّ النواب المستقلين هم من رشحوه لرئاسة الحكومة، ودعا المتظاهرين إلى سحب فتيل النزاع والخلافات، وعدم إتاحة الفرصة لمن وصفهم بالفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء.. ولم تلق تصريحاته أية استجابة من الحراك الشعبي المشتعل منذ 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2019

 

موقف ملتبس لمقتدى الصدر

وبينما ربطت إيران دعمها لـ «علاوي»، بتوجهه لإخراج القوات الأمريكية من العراق، جاءت مفاجأة الشارع العراقي من «الموقف الملتبس» لزعيم تيار الصدر الشيعي، مقتدى الصدر،  وفي الوقت الذي امتلأت فيه ساحات الاحتجاج العراقيّة رفضًا لتسمية رئيس الوزراء المكلف حديثًا محمد توفيق علاوي، أطلق أنصار مقتدى الصدر، الرصاص على المحتجّين في النجف، اليوم الاثنين، ويأتي ذلك بعد أن كان الصدر”الذي كان ينحاز في بعض الأحيان إلى المحتجين المناهضين للحكومة، وفي أحيان أخرى للجماعات السياسية المدعومة من إيران”، دعا أنصاره إلى مساعدة قوات الأمن في فتح الطرق التي أغلقت على مدى أشهر من الاعتصامات والاحتجاجات، الأمر الذي اعتبره «الحراك» تصعيداً وتهديداً بقمع الاحتجاجات بالقوة.

الصفقة

ويتردد في بغداد، أن اختيار «محمد توفيق علاوي» لرئاسة الحكومة، جاء نتيجة صفقة بين الزعيم الشيعي،مقتدى الصدر،  وهادي العامري، المعروف بـ «جنرال إيران في العرق»، وأن دوافع الصفقة، بحسب المحلل السياسي العراقي فاروق يوسف، الإطاحة بعدد من الرؤوس التي بات وجودها يشكل عبئا ثقيلا بسبب ارتباطها بعمليات فساد كبرى، وفي مقدمتها رأس رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي من المتوقع أن يُقدم إلى المحاكمة في سابقة سيسعى «علاوي» من خلالها إلى امتصاص غضب المحتجين عليه.

 

تصفيات مدوية في المرحلة الانتقالية

ويرى «يوسف»، ان ذلك يعني أن المرحلة الانتقالية إذا ما استقر الأمر لعلاوي ستشهد تصفيات مدوية، غير أنها في الحقيقة لن تؤثر على بنية النظام، ذلك لأنها ستطول شخصيات، صارت بحكم التقادم نوعا من الهوامش الزائدة التي لا يترك التخلص منها أي أثر سيء، بل العكس هو الصحيح. سيعيد النظام حينها انتاج نفسه لكن برشاقة وخفة وغموض بعد أن افتضحت أسرار فساده.

 

الاحتجاجات لن ينالها الخواء

وذلك كله لا يعني أن الاحتجاجات في الشارع ستضعف أو ينالها شعور بالخواء وضياع البوصلة وانسداد الأفق، غير أن الاستمرار في الاحتجاج قد لا يكون مأمون الجانب بعد أن كشف مقتدى الصدر عن وجهه الحقيقي الذي هو أحد وجوه السلطة القمعية، وأن ما يخيف في الصدر أكثر من سواه يكمن في سعيه لاسترضاء الولي الفقيه وهو ما لا يحتاج إليه الآخرون وهم المرضي عنهم، كونهم أبناء أصليين للنظام الإيراني.

لذلك يمكن أن يكون الصدر أكثر خطرا من الآخرين في تصديه للمحتجين من جهة لجوئه إلى أساليب قمع مكشوفة، وذلك ما ستكشف عنه المرحلة المقبلة التي ستكون حاسمة بالنسبة للجميع.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]