بدأت موسكو ارتداء ثوب الضامن لوقف الحل العسكري في ليبيا، في إطار الحرب التي يقوم بها الجيش الليبي في مواجهة الميليشيات المسلحة المتحالف معها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، والمندرج تحتها أجنحة إرهابية، تمهيدًا للحل السياسي الذي تتعهد به المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، بداية من 19 يناير الجاري عبر مؤتمر برلين.
ومن المقرر أن يضم المؤتمر المرتقب طراف النزاع في ليبيا من جهه، والجيش الليبي من جهه أخرى، بوجود الدول الراغبه في إتمام الحل السياسي في ليبيا، وعلى رأسهم مصر، والإمارات، وفرنسا، وإيطاليا، والسعودية.
ويشهد اليوم الإثنين، تواجد ممثلي الجيش الليبي من جهة، و حكومة الوفاق من جهه أخرى، لتعيين عملية وقف إطلاق النار، لإعادة صياغة العملية السياسية التي وضعت بذرتها في اتفاق الصخيرات منذ 4 سنوات، وانتهى بعدم إتمام شروطه والخارطة التي وضعت وقتئذ.
وثيقة للهدنة
وقال مراسل الغد في موسكو ، يوسف بقار، إن الحديث حتى الآن في موسكو، يقتصر على لقاءات منفصلة بين ممثلي الأطراف الليبية، والأتراك والروس، حيث جاء أول لقاء بين وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، بمقر ضيافة لدى وزارة الخارجية الروسية، وذلك قبل اللقاء الذي يجمع وزيري الخارجية والدفاع التركيين مع نظيريهما الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويغو.
وأكد أن اللقاءات التي استبقت الاجتماع مع الأطراف الليبية بحسب مراقبين، الهدف منها إجراء مناقشات معمقة قبيل اللقاء المرتقب الذي سيضم الجانبين التركي والروسي بجانب ممثلي أطراف المواجهة في ليبيا.
ولفت إلى أن بعض التسريبات من الخارجية الروسية، توضح أن نقاشات 2+2 بين الروس والأتراك لم تتطرق للحل السياسي الذي سيكون من اختصاص مؤتمر برلين، وأن نقاشات موسكو في إطار بحث الهدنة وتنفيذها.
وتابع: “الأولوية لروسيا تطبيق الهدنة المتفق عليها بنقلها من الصيغة الشفوية إلى وثيقة يوقع عليها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر وفائز السراج، والاتفاق على آليات مراقبة هذه الهدنة حتى الوصول إلى مؤتمر برلين”.
إنهاء الحرب وبدء المفاوضات
في حين قال المحلل السياسي إبراهيم بلقاسم، إن بيان الجيش الليبي بوقف إطلاق النار يعني إنهاء الحرب وبدء المفاوضات على الدفع باستقرار ليبيا، حيث قام الجيش بدوره بمحاربة الإرهاب، والآن يتبقى الأمر الأهم الذي يحتاج تضامن الجميع، بعد أن كانت معركة طرابلس ذات صبغة سياسية.
وأوضح أن حكومة الوفاق أعلنت ضمنيًا منذ أمس بوقف إطلاق النار بوجود الضامن الروسي القادر على ضبط عملية وقف إطلاق النار تمهيدا للحل السياسي المطروح في مؤتمر برلين.
ولفت إلى أن خروج رئيس المجلس الرئاسي “السراج” بتصريحات متخبطه بالحديث عن شروط لوقف إطلاق النار تتعلق بوجود الجيش الليبي حول طرابلس، وهي مسألة إجرائية في ظل إرسال مجلس الأمن فريق لبحث العملية من حيث الانسحاب والترتيبات الميدانية بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتابع: “علاقة روسيا بالجانبين ستجبرهما بالالتزام بالهدنة والوصول إلى ما يرغب فيه الداخل الليبي والمجتمع الدولي لا سيما الجماعات المسلحة التي أوصلت ليبيا إلى هذه الحالة، في ظل تناول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالمستشارة الألمانية التدخل التركي من خلال ميليشيات سورية ومن بلدان أخرى، وأن هذه المجموعات مراقبه من جانب الدول والمنظمات والوسيط الروسي أيضا”.
في حين أشار مدير مركز الأمة للدراسات السياسية والمحلل السياسي الليبي محمد الأسمر، إلى أن القوات المسلحة أعلنت أنها مع أي مقترح يهدف إلى الترتيب مع الأطراف الدولية بشرط أن تكون في شكلها العام المقبول والآليات المطلوبة، ولكنها مستمرة في حربها على الإرهاب والميليشيات التي تعتمد عليها حكومة الوفاق، والتي خرقت هدنة عيد الأضحى.
وقد أعلن الجيش الليبي عن موافقته على هدنة لوقف النار في المنطقة الغربية اعتبارا من منتصف الليلة.
وحذر الجيش الميليشيات من خرق وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، يجريان محادثات في موسكو اليوم.
من جهتها نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول ليبي أن حفتر والسراج سيوقعان اليوم في موسكو على اتفاق وقف إطلاق النار تمهيدا لإحياء العملية السياسية في ليبيا.
يأتي هذا بينما نقلت رويترز عن مصادر دبلوماسية أن مؤتمر برلين لبحث الأزمة الليبية سيعقد في التاسع عشر من يناير الجاري.
