في تطور سريع وملحوظ للأزمة الهندية الباكستانية بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه، أعلنت الأخيرة، الخميس، اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للطعن على قرار الهند الخاص بإلغاء الحكم الذاتي في كشمير، ما يعني وضع الجزء الذي تسيطر عليه من الإقليم تحت حكمها المباشر.
باكستان تطرد السفير
كانت البداية عندما أعلنت إسلام آباد، مساء الأربعاء، طرد السفير الهندي واستدعاء ممثلها في نيودلهي، فضلا عن تعليق التجارة الثنائية، والعمل بخدمات القطار الرئيسية، لتقوم الأخيرة بالرد الفوري، وتؤكد بأن قرارها “شأن داخلي”، وأن “الأحداث الأخيرة المرتبطة بالمادة 370 من الدستور هي شأن داخلي هندي بالكامل”، منددة بـ”تحركات أحادية” اتخذتها باكستان.
لا للحل العسكري
وتعليقا على تصاعد حدة الخلاف السياسي بين البلدين، أكد وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، الخميس، أن بلاده لن تلجأ إلى الخيار العسكري في خلافها بشأن كشمير.
وقال قريشي، خلال مؤتمر صحفي في إسلام آباد، “باكستان لا تدرس الخيار العسكري، بل تدرس الخيارات السياسية والدبلوماسية والقانونية للتعامل مع الوضع”.
وأضاف: “قررنا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للطعن في هذه الخطوة الهندية غير الصحيحة أخلاقيا”.
خلافات تاريخية
ويعتبر صراع الهند وباكستان على كشمير من أطول النزاعات الدولية، وبدأ قبل 70 عاما، بعد إعلان استقلال الهند عن الاحتلال البريطاني، في حين لعبت الصين دورا ثانويا في بعض الأوقات.
وخاضت القوتان النوويتان الجارتان حربين من أصل 3 حروب دارت بينهما بسبب هذه المنطقة.
اعتقال مئات الأشخاص
وتشهد كشمير الهندية، الخميس، اليوم الرابع من الإغلاق التام، وتبقى وسائل الاتصال مقطوعة فيها منذ مساء الأحد، فيما حظر على السكان التنقل والتجمع، وسط انتشار كثيف لقوات عسكرية وشبه عسكرية في الشوارع.
وأفادت الصحافة الهندية، الخميس، بتوقيف واعتقال أكثر من 500 شخص في الأيام الأخيرة في كشمير الهندية.
وذكرت وكالة “برس تراست أوف إنديا” وصحيفة “إنديان إكسبرس”، أن بين الـ560 شخصا الذين وضعوا في مراكز اعتقال بعد توقيفهم أساتذة جامعيين ورجال أعمال وناشطين ومسؤولين سياسيين.
وطلبت وكالة الأمن الجوي الهندية من مطارات الهند تعزيز تدابيرها الأمنية إثر التطورات في كشمير، محذرة بأن “الطيران المدني يشكل هدفا سهلا للهجمات الإرهابية”.
واشنطن تدعو للحوار
ودعت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إلى الهدوء وضبط النفس مع تصاعد النزاع بين الهند وباكستان، مؤكدة ترحيبها الكامل بالحوار لحل النزاع.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، “ما زلنا ندعم الحوار المباشر بين الهند وباكستان بخصوص كشمير والقضايا الأخرى محل الاهتمام”.
محاولات أوروبية لحل الأزمة
وفي محاولة لحل الأزمة بين البلدين، أجرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، اتصالا هاتفيا مع نظيريها الهندي والباكستاني بشأن الملف.
وذكرت أجهزتها، في بيان، “يدعم الاتحاد الأوروبي حلا سياسيا ثنائيا بين الهند وباكستان حول كشمير الذي يبقى السبيل الوحيد لتسوية نزاع قديم يسبب زعزعة لاستقرار المنطقة وانعدام أمنها”.
