جهود دبلوماسية أممية وإقليمية للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية قبل شهر رمضان، بالتزامن مع تفاؤل للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن تقدم مفاوضات الكويت التي انطلقت 21 من شهر أبريل الماضي.
ورغم استمرار الخلافات بين الأطراف اليمينة المشاركة في المفاوضات، فإن تقدما ملموسا تم تحقيقه في ملف الأسرى والمعتقلين، إذ أكد المبعوث الأممي أنه سيتم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين قبل شهر رمضان مؤكدا أنه «تم التوصل إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة، كما تم تذليل العقبات الموجودة والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ مما يجعل الجلسات أكثر حساسية ويجعلنا أقرب للتوصل إلى انفراج شامل».
مساع لوقف الحرب
يأتي ذلك وسط مساع سعودية مشتركة مع الدول الأوروبية لوقف الحرب في اليمن حيث أكد رئيس الوفد الحكومي اليمني المشارك في مشاورات السلام الجارية في الكويت، وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي٬ أن سفراء السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا عقدوا اجتماعات متواصلة خلال الأيام الماضية مع لجنة التواصل والتنسيق المنبثقة عن المشاورات، لوضع حد للحرب الدائرة في اليمن.
وتلقى الوفد الحكومي، وفق المخلافي، وعوداً من الدول الكبرى الراعية لعملية السلام في اليمن بوقف الحرب على جميع الجبهات، وإطلاق سراح المعتقلين خلال الأيام المقبلة، قبل دخول شهر رمضان المبارك.
ونقلت صحف سعودية عن المخلافي أن «الوفد الحكومي عقد جلسات متتالية٬ مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمناقشة موضوع انسحاب الحوثيين من المدن٬ وهو ما لم تجر مناقشته مع وفد الحوثي وصالح بشكل مباشر بعد».
جهود إقليمية
على الجانب الآخر، تشهد المفاوضات اليمنية دفعة من جانب الأطراف الإقليمية لا سيما الكويت التي تستضيف المشاورات حيث عقد أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي اجتمع بوفدي المفاوضات كل على انفراد للدفع لإنجاح المشاورات الجارية، كما أعرب وكيل وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، اليوم السبت، عن بذل بلاده مساع مكثفة لأجل ضمان وصول الفرقاء اليمنيين إلى اتفاق شامل ينهي الصراع الدائر في اليمن.
ووجّه الجار الله رسالة إيجابية بشأن المشاورات اليمنية في الكويت، مؤكدا أن جهودا كبيرة تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، وإن بلاده ودوائر خليجية أخرى تقف خلف تلك الجهود.
يأتي ذلك بالإضافة إلى جهود تبذلها قطر، وفق ما أعلن المبعوث الأممي، حيث كان أمير قطر قد التقى بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال أعمال الدورة الـ 16 لمنتدى الدوحة.
وعود تتناقض مع الحقائق
ورغم الجهود التي تدفع باتجاه إيجاد حل في اليمن قبل رمضان، فإن مؤشرات متعددة تظهر تضاؤل تلك الفرصة، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة راجح بادي ، في تصريحات صحفية اليوم السبت، وفد الحكومة الشرعية لم يمس حتى الآن، أي جدية من قبل ميلشيات الحوثي وصالح سواء أكان بإحلال السلام باليمن أو في إنجاح المشاورات بالكويت، واصفا الضغوط الإقليمية والدولية لتنفيذ القرار الأممي 2216 بـ «غير الكافية».
ولا يزال كل من وفد الحكومة والحوثيين يصر على مطالبه خلال المشاورات حيث يتمسك الثاني بمطالب تغيير الحكومة فيما يتمسك الطرف الحكومي بتنفيذ إجراءات الانسحاب وتسليم الأسلحة قبل الحديث عن حكومة توافقية.
وعلى الجانب الميداني، استمرت خروقات الحوثيين للهدنة، حيث قالت وكالة سبأ الحكومية أن 14 مواطنا قتلوا فيما جرح 102 آخرين في خروقات لميليشيات الحوثيين وصالح خلال أسبوع، فيما سجلت اللجان الخاصة بالتهدئة أكثر من ألف خرقا في سبع محافظات توكز معظمها في محافظة تعز.
وذكرت اللجان ان جبهات تعز والحوف ونهم بصنعاء ومأرب وعسيلان شبوة، كان أكثر المناطق التي تركزت فيها الخروقات تمثلت في قصف بالمدفعية الثقيلة، والصواريخ، والدبابات إضافة الى الرشاشات المضادة للطائرات وقذائف الهاونات.
