الأسد على خطى «التجربة الجزائرية» في الثورة والمصالحة

«موقف حيادي».. هكذا ظلت الجزائر تصف موقفها من الثورة السورية والرئيس بشار الأسد، وسط زيارات سرية متبادلة بين الحكومتين على المستويات المختلفة، إلى أن فاجأ وزير الشؤون المغاربية الجزائري عبد القادر مساهل، خلال زيارة معلنة، بالإعلان صراحة عن دعم الجزائر للنظام السوري.

زيارات متبادلة

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الإثنين، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا)، الوزير الجزائري والوفد المرافق له، والذي أجرى تلك الزيارة في إطار الدورة الثانية للجنة المتابعة الجزائرية – السورية بالعاصمة دمشق، التي يحضرها من الجزائر عبد القادر مساهل، ومن سوريا الأسد ورئيس وزراءه وائل الحلقي ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية همام الجزائري، وتعد خطوة تحضيرية نحو اجتماع أوسع بين الطرفين ينعقد مستقبلا بالعاصمة الجزائرية، كما ذكرت الوكالة.

على الجانب الآخر، قالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن مساهل نقل رسالة من رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة، يتحدث فيها عن «مساندة الجزائر للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والتصدي له، للحفاظ على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أبنائها وانسجام شعبها».

president-660x330

وقالت الوكالة الجزائرية، إن بوتفليقة أعرب عن «تمنياته للشعب السوري بتحقيق الأمن والاستقرار»، كما أطلع عبد القادر مساهل بشار الأسد على «تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية»، مؤكدا على ضرورة «إيجاد حل سياسي للأزمات التي يعيشها العالم العربي»، فيما تقدّم بشار الأسد بشكره للجزائر على «تضامنها مع بلده في مواجهة التحديات».

الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول حكومي جزائري منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث تعد الجزائر من الدول العربية التي لم تقطع علاقاتها رسميا بنظام دمشق، وظلت تدعو إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة بين السوريين، وجاءت الزيارة في إطار زيارات متبادلة كان آخرها زيارة «مفاجئة» أجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الجزائر في 30 مارس الماضي،  بدعوة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الجزائر رمطان لعمامرة بحث خلالها الجانبين «مواصلة مكافحة الإرهاب والتشاور بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، وفق ما أعلنت الحكومة الجزائرية حينها.

441وكان سياسيون جزائريون قد أعلنوا مرارا أن الموقف الجزائري من الثورة السورية ليس حياديا بل متواطئا مع النظام السوري، كاشفين عن قيام ضباط النظام السوري بزيارات سرية إلى الجزائر، التقوا خلالها مع نظرائهم الجزائريين وتدارسوا «مكافحة الإرهاب»، وذلك في الفترة التي كانت الثورة السورية فيها سلمية تتجسد في مظاهرات تطالب بالإصلاح ويقابلها الجيش والمخابرات بالدبابات.

التجربة الجزائرية

وكما أطلع مساهل الأسد على «التجربة الجزائرية في المصالحة الوطنية»، قال مراقبون، إن النظام السوري استنسخ التجربة ذاتها فيما عرف بـ«العشرية السوداء»، والتي استعان فيها النظام الجزائري بإرهابيين للترويج لفكرة أن تجاوزات الحكومة ضد الثورة هي «مكافحة للإرهاب» وسط حصار دام 10 سنوات قتل خلاله نحو ربع مليون مواطن.

102293

وكان صراع مسلح، قد بدأ في عام 1992، قد قام بين النظام الجزائري وفصائل متعددة تتبنى أفكار موالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات البرلمانية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.

واستمرت المواجهات التي تضمنت العديد من المجازر والمذابح والتي انتهت بتوقيع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث تبنى الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة حوارا مع الجماعات الإسلامية، التي وافقت بشكل مبدئي على نزع أسلحتها مقابل الإفراج عن المعتقلين.

072915_0316_6

ويستند مراقبون إلى التجربة الجزائرية للتوقع بما قد يحدث في الأزمة السورية، متوقعين أنها ستنتهي باعتبار ما حدث هو «حرب أهلية» ستنتهي بـ «مصالحة وطنية».

موقف جزائري مضطرب

وأثار الموقف الجزائري العديد من التساؤلات حول ابتعادها عن الموقف الخليجي الساعي لإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، في حين يذهب محللون إلى أن هذا الموقف انعكس على خلافات غير معلنه بين الجزائر والمملكة العربية السعودية لعلاقة الأولى المميزة مع كل من النظام السوري والإيراني.

وعلى الرغم من إعلانها الموقف الحيادي من النظام السوري، إلا أنها اعترضت على قرار كانت جامعة الدول العربية قد أصدرته لإدانة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية رافضة ما تضمنه البيان من مطالبة الأمم المتحدة بتوقيع عقوبات على الرئيس بشار الأسد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]