الأطفال الفلسطينيون ضحايا دائمون لقناصة الاحتلال
بالزغاريد والبكاء، ودعت السيدة الفلسطينية “رانية” ابنها الشهيد خالد الربعي (14 عاماً)، بعد أن قبلته قبلة الوادع الأخير قبل أن يوارى جثمانه الصغير في مقبرة الشهداء بحي الشجاعية شرق قطاع غزة.
الطفل خالد ضحية رصاص قناص إسرائيلي أطلق الرصاص الحى المميت عليه بشكل متعمد في ” خاصرته اليمنى”، ليرتقي شهيدا خلال مشاركته في مسيرات العودة السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة.
ترى الأم الصابرة” رانية” أن ابنها ذهب إلى بيته في الجنة، قائلة في حديث لموقع قناة الغد “أنا ابني شهيد، هو في الجنة، أودعه بكل ألم و حزن، ولكن هو عند الله.. كلنا فداء لفلسطين”.
وفي الوادع الأخير تستذكر الأم آخر يوم قبل استشهاد طفلها بساعات، وهو يجالسها، ويحدثها عن مستقبله وأمنياته، إلا أن الأم كانت تشعر بأن هناك شيء ما سيحدث بقولها “شيء ما كان يثقل على صدري، كأنني أول مرة أرى ابني خالد، كان يتحدث معي طوال الوقت وكأنه يودعني، وطلب أن أضع له الطعام على الأرض وليس على الطاولة، حتى أننى استغربت من طلبه”.
متابعة حديثها، كنت أنظر أليه بشوق ولهفة كبيرة، كأنني أودعه و أجلس معه آخر مرة في حياتي، وفي عصر يوم أمس الجمعة، تلقيت نبأ استشهاده، وحينما كنت أسمع أحد أصيب أو استشهد أتوقع أن يكون ابني خالد، حتى أبلغت أن خالد في المستشفى وبعد وقت قصير أخبروني أنه استشهد”.
بينما دعا الأب المكلوم إياد (42 عاما) والد الشهيد خالد، كافة جهات حقوق الإنسان والأسرة الدولية للتدخل لحماية أطفال فلسطين من رصاص الجنود الإسرائيليين قائلا “أطالب كافة الجهات الحقوقية الفلسطينية والدولية، لأن تتدخل بقوة من أجل وقف كافة الجرائم التي ترتكب بحق أطفال فلسطين”.
وأوضح الأب في حديثه لموقع قناة الغد، أن ابنه تعرض للقتل العمد قائلا “لم يكن خالد يشكل خطرا على جنود الاحتلال، كانت مسيرة سلمية، إلا أن الاحتلال أطلق النار بشكل متعمد على ابني خالد وأصابوه في مقتل، فابني خالد لن يكون آخر طفل.. الاحتلال يتعمد قنص الأطفال “.
استهداف الأطفال
يعد الأطفال الهدف الدائم لرصاص قناصة جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين تستخدم القوة المفرطة والمميتة في تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات، وتستهدفهم بشكل دائم،
وذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قوات جنود الإحتلال الإسرائيلي أطلقوا مساء يوم أمس الجمعة، أيضا النار صوب الطفل علي سامي علي الأشقر (17 عاماً)، من سكان مخيم جباليا، خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق جباليا في محافظة شمال غزة، حيث أصيب بعيار ناري في الجهة اليسرى من الرقبة، نقل على إثره إلى المستشفى الإندونيسي جثة هامدة.
حصيلة الضحايا
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى وقت إصدار البيان، 324 شهيداً، من بينهم 16شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم، منهم 3 أطفال، ومن بينهم 211 قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم 46 طفلاً، وسيدتين، و9 من ذوي الإعاقة، و4 مسعفين، وصحفيين اثنين.
كما أصيب 18085من بينهم 4483 طفل، و813 سيدة، ومن بين المصابين 9080 أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم 1929 طفلاً، و177 سيدة.
وذكر مركز الميزان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد القتل وإيقاع الجراح البليغة بين المشاركين السلميين، الذين لم يشكلوا أي تهديد على حياة أو سلامة أفراد قوات الاحتلال، لاسيما الأطفال منهم، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال الأعداد الكبيرة من الشهداء والمصابين، وأماكن استهدافهم في الجسم، واستخدام الذخيرة الحية، واستخدام أدوات التفريق كقنابل الغاز المسيلة للدموع كأسلحة تطلقها بشكل مباشر تجاه أجساد المشاركين السلميين، ومحاولة إعاقة عمل الطواقم الطبية في إسعاف الجرحى من خلال استهدافهم بالرغم من التزامهم بالحيادية الطبية.
