الأطفال شهداء غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير في “الحصاد”

كان 2021 من الأعوام المشتعلة بالأحداث السياسية والقضايا العربية والإقليمية والدولية. ومن فلسطين وتونس ومصر والمغرب مرورًا بإسبانيا وأمريكا وإثيوبيا، وصولًا إلى الأزمة الأفغانية، استطاعت «كاميرا الغد» أن تتواجد في قلب الأحداث المتأججة، لتنقل للمشاهد صورة حية وواقعية للقضايا المشتعلة بحيادية تامة.

واستطاعت «الغد» أن تنقل الصورة بكل أبعادها من قلب الأحداث، وحققت بعض الفيديوهات التي نشرت على منصاتها «يوتيوب وفيسبوك»، ملايين المشاهدات.

وفي التقرير التالي نرصد مقاطع فيديوهات حققت نسب مشاهدات عالية وتداولها نشطاء السوشيال ميديا من قناة الغد.

 

القضية الفلسطينية تتصدر المشهد

تصدر الفيديو الذي حمل عنوان «شاهد.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 5 أطفال من تجمع الركيز جنوب الخليل»، قائمة الأكثر مشاهدة على قناة اليوتيوب الخاصة بقناة الغد.

ورصد المقطع اعتداء جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على أطفال، واعتقال بعضهم في تجمع الركيز جنوب الخليل، كما عرض طريقة التعامل الوحشية التي استخدمها جنود الاحتلال، الأمر الذي أثار الرأي العام العربي وتفاعل معه النشطاء على مستوى العالم.

 

 

ولاقت قضية حي الشيخ جراح وتهجير العائلات الفلسطينية قسريًا تفاعلا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما يخص تلك القضية، كان مقطع الفيديو الذي حمل عنوان «الشبان الفلسطينيون يوقعون بجنود الاحتلال في الفخ»، ضمن الأكثر مشاهدة وتداولًا على حساب اليوتيوب لقناة الغد.

وأظهر الفيديو مشاهد اشتباكات لشبان فلسطينيين مع قوات الاحتلال بمنطقة باب العامود في القدس المحتلة.

 

 

لم تكن المرأة الفلسطينية بمنأى عن ذلك الحدث، وتلك الاشتباكات، حيث شاركت على مر الأزمنة في الحروب والأزمات، وكانت ركيزة أساسية في القضايا الوطنية.

ولاقى الفيديو الذي حمل عنوان، «شاهد.. سيدة فلسطينية تواجه جنود الاحتلال بالمسجد الأقصى وتلقنهم درسا في الشجاعة» تفاعلًا كبيرًا.

وأظهر الفيديو لقطات لسيدة فلسطينية شجاعة توبخ جنود الاحتلال وتتعامل معهم بندية، في صورة تعكس قوة وصرامة وصمود المرأة الفلسطينية.

 

 

وفي قائمة الأكثر مشاهدة، تواصل الفيديوهات القادمة من فلسطين حصد المتابعات.

وأظهر الفيديو الذي حمل عنوان «ضرب شديد لفتاة مقدسية من قبل قوات الاحتلال على بوابة المسجد الأقصى بالقدس المحتلة»، مشاهد قاسية لسحل فتاة مقدسية وضربها من قبل جنود الاحتلال.

ولاقى الفيديو تفاعلًا كبيرًا بين النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وتصدرت الحرب على غزة المشهد السياسي العربي والغربي لعدة أسابيع بدأت في شهر مايو/أيار، واجتاحت التظاهرات المدن الأوروبية، ونددت شعوب العالم كافة بما يجرى في غزة من قصف ودمار وتهجير وخراب.

وكانت قناة الغد في قلب الأحداث، ورصدت ردود الفعل العالمية والغضب الجماهيري الواسع، ومطالبة الحكومات بالتدخل الفوري لفض النزاع الإسرائيلي الدامي على أبناء الشعب الفلسطيني.

وحقق الفيديو الذي حمل عنوان «مظاهرات متضامنة مع الأقصى وغزة في نيويورك»، مشاهدات عالية على المستويين العربي والعالمي.

وأظهر الفيديو غضب الشعب الأمريكي تجاه ما يحدث في قطاع غزة.

 

دحلان وأبو مازن.. خلاف ممتد

وفي سياق تصدر القضية الفلسطينية لاهتمامات مشاهدي قناة الغد، جاء تصدر الفيلم الوثائقي «الرواية المفقودة.. حقائق مشوقة وأخرى صادمة في خلافات دحلان ـ عباس» قائمة الأكثر مشاهدة.

وعرضت قناة الغد الفيلم الوثائقي الذي يكشف أسباب ما وصلت إليه الحالة الفلسطينية، وكيف كانت حركة فتح في قلب الاستهداف، أمريكيًا وإسرائيليًا.

وأظهر وثائقي «الرواية المفقودة»، طبيعة الخلافات الداخلية والانقسامات، وكيف تعاملت حركة فتح مع الأزمات التي تعرضت لها فلسطين.

 

 

عام من الأزمات السياسية

 

إلى جانب تصدر الفيديوهات المتصلة بالقضية الفلسطينية لحسابات قناة الغد بمواقع التواصل، فإن هناك فيديوهات أخرى جاءت ضمن القائمة، هذه أبرزها:

أفغانستان في قبضة طالبان

كانت الأزمة الأفغانية محط أنظار العالم أجمع، بعد انسحاب القوات الأجنبية من كابول، وسيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم.

وجذب اللقاء الخاص الذي أجرته قناة الغد مع محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، العديد من الزوار، إذ أكد خلال حواره أن الحركة تتواصل مع المجتمع الدولي ودول الجوار في إطار التعامل مع المستجدات والظروف السياسية.

 

 

المغرب في ورطة سياسية

وتصدرت الأزمة المغربية الإسبانية المشهد السياسي، بسبب تدفق المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط نحو إسبانيا.

وحقق فيديو بشأن القضية عرضته الصفحة الرسمية لقناة الغد على فيسبوك مشاهدات كبيرة، ونشر تحت عنوان «إسبانيا تواجه موجة مهاجرين من المغرب»، حيث يظهر مجموعة من المهاجرين يصارعون الموت في البحر المتوسط في محاولة لبلوغ البوابة الأوروبية عبر جزر الكناري الإسبانية.

 

 

سد النهضة.. صراع الأمن المائي

وتصدرت أزمة سد النهضة المشهد السياسي في عام 2021، ذلك بعد تأزم الأوضاع السياسية بين مصر والسودان وإثيوبيا، وتعمدت أديس أبابا تعميق الأزمة مع القاهرة والخرطوم بإطلاق تصريحات وصفها المراقبون بـ «الاستفزازية»، رغم الجهود الأممية والإفريقية والدولية لاحتواء الأزمة.

وعرضت القناة فيديو يحمل عنوان «موقف حاسم.. هذا ما صرح به الرئيس المصري فيما يخص سد النهضة». كان ضمن الأكثر مشاهدة، ضمن تغطية الأزمة من كافة جوانبها بموضوعية تامة، وحقق الفيديو ملايين المشاهدات.

ودائمًا ما تحظى مصر باهتمام إقليمي ودولي، وفي هذا السياق، تصدرت تصريحات السلفي محمد حسين يعقوب مواقع التواصل الاجتماعي حول علاقته بجماعة الإخوان، وإطلاق تصريحات تحريضية ضد الجيش والشرطة في أعقاب ثورة الـ 30 من يونيو.

وحقق فيديو بعنوان «شهادة محمد حسين يعقوب أمام محكمة مصرية تتصدر مواقع التواصل»، أعلى المشاهدات آنذاك.

 

لبنان والأزمة الخليجية

فجرت تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق، جورج قرداحي، حول الدور العسكري للسعودية في اليمن، أزمة اتخذت أبعادا إقليمية.

وأججت تلك التصريحات أزمة سياسية بين لبنان من جانب، ودول الخليج المتمثلة في السعودية والبحرين والكويت والإمارات.

وخرجت نداءات بضرورة استقالة وزير الإعلام اللبناني الذي تورط بعدها في سلسلة تصريحات لم تنجح في علاج الموقف.

ولاقى الفيديو الذي حمل عنوان «وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي: لن أقول المسامح كريم»، تفاعلًا كبيرًا من قبل المشاهدين.

تونس تطيح بالمخطط الإخواني

لا تزال تونس تجني ثمار القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، بحل البرلمان ورفع الحصانة عن كل أعضاء مجلس النواب وعزل رئيس الحكومة هشام المشيشي.

وفي ظل أزمة اقتصادية واجتماعية وصحية تعيشها البلاد، لا تزال الاحتجاجات تتصاعد بأغلب المحافظات لتغليب المصلحة الوطنية والعبور بالبلاد من النفق المظلم.

وعرضت قناة الغد خلال برنامج «مدار الغد» حلقة كاملة عن الأزمة التونسية، جاءت بعنوان «قرارات الرئيس قيس سعيد.. فصل مرحلي جديد في تونس»، استعرضت خلاله بوادر الأزمة التونسية وتأثيرات قرارات الرئيس على جميع الأصعدة.

يؤكد خبراء ومحللون غربيون، أن إسرائيل تواجه مرة أخرى استيقاظ البركان الفلسطيني، ومع الأسبوع الثاني من الانتفاضة الفلسطينية، التي تمددت من مدن وبلدات فلسطينية داخل إسرائيل (ولأول مرة منذ العام  1966) ومرورا بالقدس المحتلة وقطاع غزة، الذي يتلقى على مدار الساعة تقريبا، قذائف القصف الإسرائيلي المدمر.

ويقول الباحث الفرنسي، دومينيك مويزي، إن إسرائيل تواجه استيقاظ البركان الفلسطيني بزخم زاد من حدته تخلي الجميع عن الفلسطينيين.

واعتبر «مويزي»، أن حدة الانفجار كانت بمستوى الإحباطات الفلسطينية، لكن طبيعة هذا الانفجار مختلفة عما كان عليه الأمر خلال آخر انفجار عام 2014، الذي كان ذات طابع وطني بين شعبين يطمحان لأرض واحدة هم الفلسطينيون والإسرائيليون، أما اليوم فإن الخلاف تعداهم ليطال العرب واليهود داخل إسرائيل، ربما كان ذلك نظرا لاستبعاد فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة،  ليفجر مخاوف «اندلاع حرب أهلية في إسرائيل».

وأضاف «مويزي»: إن الصراع استعاد بعده الأصلي الذي كان سائدا سنة 1936 بين الطوائف والاثنيات قبل ولادة دولة إسرائيل.

خرافة تصفية القضية الفلسطينية انهارت

ومن جانبه، يؤكد  سفير إسرائيل السابق في فرنسا، «ايلي برنافي»، أن  «خرافة تصفية القضية الفلسطينية التي كان بنيامين نتنياهو يسوق لها في ظل سياسة التطبيع انهارت تماما».

وقال السفير الإسرائيلي السابق، لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، إن نتنياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي طيلة أكثر من ربع قرن، يتحمل مسؤولية التوتر الحاصل وأيضا مسؤولية صعود الأحزاب اليهودية المتطرفة التي «ستحول إسرائيل السباقة في مجال التطور التقني والعلمي الى دولة من العالم الثالث»، حسبما قال «ايلي برنافي».

الازمة الحالية اعادت الى الاذهان نكبة 1948

ويرى سفير فلسطين لدى منظمة اليونيسكو، إلياس صنبر، أن «الأزمة الحالية أعادت الى الاذهان نكبة 1948 والظلم الذي لحق بشعب تم طرده من أرض أجداده».

وأشار السفير الفلسطيني لدى اليونسكو، إلى أن «حركة الاحتجاج التي انطلقت من القدس لم تكن مسيّرة لا من قبل فتح ولا من قبل حماس، وهذه الانتفاضة نجحت بتوحيد مختلف مكونات الهيئة الوطنية الفلسطينية: من منفيين وسكان الأراضي المحتلة والقدس وصولا الى الفلسطينيين في إسرائيل.

 وقد خلص «صنبر» في مقابلة مع صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية،  إلى وجوب «فرض المساواة على طاولة المفاوضات في لحظة الحقيقة المأساوية التي نمر بها»

أطفال غزة في مواجهة إرهاب إسرائيل

وسلطت صحيفة «ليبراسيون» الضوء على «أطفال غزة في مواجهة إرهاب القنابل والقذائف الإسرائيلية»..وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها عن  «ليلة الجحيم غير المسبوقة التي عاشتها غزة في نهاية الاسبوع، ومشاهد الأجساد الصغيرة التي تم استخراجها من تحت الركام».

ونقلت الصحيفة عن أم فلسطينية لثلاثة أطفال: إن «صغارها لا ينامون إلا عند الفجر حين تخف وتيرة الضربات بعد ليلة قصف من دون توقف».. وقد لفتت إلى أن أياديهم تظل مطبقة على الأذنين حتى وهم في عز النوم.

وقالت «ليبراسيون»: إن 61 طفلا  قتلوا منذ يوم الاثنين جراء القصف على غزة..وتحدثت الصحيفة عن تأثير المعارك على الصحة النفسية لأطفال غزة.

ويؤكد الأستاذ في جامعة بار ايلان الإسرائيلية  «ايلان غرايلزامر»، أن الأزمة جعلت المجتمع اليهودي يكتشف أن العنصرية تمتد إلى ما هو أبعد من الدوائر الضيقة لليمين المتطرف..

نتنياهو يفضل حالة النزاع الضمني على سلام مكلف وملتبس

وأوضح الباحث الفرنسي ، فيليب جيلي، لصحيفة « لوفيغارو» الفرنسية، أن المجتمع الدولي يطالب بالتهدئة، لكن يبدو ان بنيامين نتنياهو يفضل حالة النزاع الضمني على سلام مكلف وملتبس بطبيعته، وهو لم يراهن الا على إذعان الفلسطينيين واستسلامهم امام القوة الإسرائيلية.

وقال «جيلي»: يجب تجاوز حسابات نتنياهو الخاطئة، فمعادلة «الأرض مقابل السلام» لم تتحقق، فلنجرب عوضا عنها، كخطوة أولى، «العدالة مقابل السلام».

 

قال أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى، الدكتور فضل أبو هين، إن أي اعتداء أو هجوم يحدث على قطاع غزة يكون الأطفال هم الضحية، مؤكداً أن ما يشاهده الأطفال من مشاهد أليمة ووحشية يجلعهم يصابون بالتوحد، وطالما لا يوجد أي مكان آمن في القطاع، فأن هذا يؤدي إلى حالة من الهلع والتوتر لا يستطيع الأطفال على التعايش معها.

وأضاف أبوهين، خلال مداخلة لفضائية الغد، أن الأطفال كذلك يفتقدون زملاءهم ورفاقهم وذويهم مما سيترك أثر نفسي خطير على الأطفال، مؤكداً “لا مكان آمن للطفل”، مما سيجعل الطفل يشعر بالخوف ويفتقد للشعور بالأمن.

وأكد أن تلك المشاهد والظروف ستترك أثرا بعيد الأمد على نفوس الأطفال، للتخطى القلق والصدمة التي يشعرون بها الآن، وستظل داخل عقولهم لأجيال قادمة وتذكرهم بما يرونه

فيما تم تشييع جثمان أحد الأطفال الذي استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في الخليل خلال أول أيام عيد الفطر، إذ أطلق أحد جنود الاحتلال رصاصة في عين الطفل محمد فريجات، والبالغ من العمر 15 عاما، مما ألحق به إصابة خطيرة واليوم أُعلن عن استشهاده.

ويأتي هذا فيما تواصل وحدات الدفاع المدني وطواقم الإسعاف عمليات الإنقاذ وانتشال جثامين الضحايا والمصابين من تحت أنقاض البنايات التي استهدفها القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية في قطاع غزة.