قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور زكريا الأغا، إن الحكومة الإسرائيلية لا تريد استئناف المفاوضات على أساس حل “الدولتين” وأن سياستها القائمة ترمي إلى تدمير حل “الدولتين” من خلال سلسلة من المشاريع الاستيطانية، التي تأخذ أشكالا متعددة في مدينة القدس وغيرها من محافظات الضفة الغربية.
وشدد على أن الانحياز الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي شجع حكومة الاحتلال على تدمير حل الدولتين والاستمرار في سياستها العنصرية والاستيطانية والعدوانية ضد شعبنا الفلسطيني.
وأكد الأغا في كلمة له في المؤتمر الذي تنظمه أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا في مدينة غزة تحت عنوان (بلفور 100 عام، القضية الفلسطينية 2017، تحديات ومآلات)، أن وعد بلفور شكل جريمة بحق الشعب الفلسطيني وعلى بريطانيا الاعتذار وأن يتبع هذا الاعتذار الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس.
وجدد تأكيده على موقف منظمة التحرير الفلسطينية، الذي يستند على التمسك بالثوابت والحقوق العادلة والمشروعة في العودة إلى دياره التي هجر منها عام 1948، وإقامة دولته المستقلة كامل السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ولن تستطيع أي قوة على الأرض أن تنهي وجود الشعب الفلسطيني وطمس تاريخه وتدمير مستقبل أجياله القادمة.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية دقت ناقوس الخطر مع اقتراب مئوية وعد بلفور عندما أعلنت الحكومة البريطانية الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور بمشاركة مسؤولين إسرائيليين وتجسد ذلك في خطاب الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 سبتمبر الماضي بعدما حذر من استمرار غياب العدالة الإنسانية و الدولية عن فلسطين طوال سبعين عاماً، وعدم انتصار الأمم المتحدة لقراراتها الصادرة عنها، ووقوفها عاجزة أمام الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني.
واستهجن الأغا موقف الحكومة البريطانية المنحاز لدولة الاحتلال والمعادي للشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من خلال رفضها الاعتذار للشعب الفلسطيني وإعلانها الاحتفال بمرور مئة عام على وعد بلفور بمشاركة رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وتفاخرها أمام برلمان دولتها، بدور بريطانيا في إقامة دولة الاحتلال إسرائيل واستمرار دعمها لها.
وأكد على أن وعد بلفور غير شرعي ومرفوض لأنه صدر من جهة لا تمتلك الأرض وأعطي لمن لا يستحق مشيراً إلى أن هذه الوعد مخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة والضغط على إسرائيل لتطبيق قرارات الشرعية الدولية واحترام الاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان التي لا تزال تنتهك في الأراضي الفلسطينية.
