تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططاتها و حربها على الأغوار الفلسطينية، بهدف تهجير المواطنين من أراضيهم لتنفيذ المشاريع الاستيطانية.
وتشكل مساحة الأغوار الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، ما نسبته 91.59% من إجمالي مساحتها، وتصنف ضمن مناطق (ج)، ويمنع البناء فيها أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال إلا بتصريح صادر عن السلطات الإسرائيلية.
هدم بهدف التهجير
وهدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي أمس، مسكنا مكونا من غرفتين من الصفيح تبلغ مساحته 60 متراً وتعيش به عائلة مكونة من عشرة أفراد منذ سنوات، في منطقة تل الصمادي بالجفتلك، في الأغوار الفلسطينية تعود ملكيته لحسن سالم علي كعابنة، ضمن المخططات المتواصلة لتهجير السكان بهدف إتاحة المجال لتنفيذ المشاريع الاستيطانية.
ويقول كعابنة في حديث لقناة” الغد”، “سنصمد ولن نغادر أرضنا، فكل فترة يوجد هدم بيوت من قبل الاحتلال، وقبل ثمانية أيام تلقيت اخطارا بهدم البيت وأمس جرفت آليات الاحتلال المنزل في منطقة أبو العجاج وهو أحد أحياء منطقة الجفتلك”.
وأضاف كعابته “ولو تم هدم البيوت كل يوم، لن نرحل، فلا يمكن لنا أن نترك أرضنا للمستوطنين، سنبقي رغم الهدم ونعود لبناء البيوت، فهذه الأرض لنا وهذا وطنا، لا يمكن أن نغادر ارضنا و نتركها ، سنبقى موجودين”.
وأوضح صاحب البيت المهدوم، أن هذه البيوت بنيت من الصفيح والأقمشة، وإسرائيل تزعم أن هذا يشكل خطر عليها، فالاحتلال لا يريدنا أن نبقى في أرضنا، وطلبوا منا ان نترك أرضنا ونهاجر منها، ونحن نرفض ذلك”.
تهويد مبرمج
وحول المخططات الاستيطانية في الأغوار، يقول الكاتب نبيل السهلي “إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي الكثيف في منطقة الأغوار تسبب بتهجير إسرائيلي مبرمج لنحو خمسين ألف فلسطيني من سكانها منذ عام 1967؛ بالإضافة إلى تجمعات سكانية كاملة، بذريعة إقامتهم في مناطق عسكرية إسرائيلية، أو بحجج تطويرية للمنطقة”.
وأوضح السهلي، أن ما تسمى مناطق جـ التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، وفق اتفاق إعلان المبادئ (أوسلو)، تشكل الغالبية العظمى من منطقة الأغوار، وبنسبة تصل إلى 88% ، تصل مساحة منطقة الأغوار إلى مليون وستمائة ألف دونم، تمثل ثلث مساحة الضفة الغربية، وتسيطر إسرائيل على 80% من حجم المياه المتوفرة في منطقة الأغوار.
وأضاف، أن هناك عمليات تضييق إسرائيلية تهويدية مبرمجة تطاول الفلسطينيين المتبقين في منطقة الأغوار، ويصل عددهم إلى 65 ألف فلسطيني بغية طردهم في نهاية المطاف.
وتتعرض قرية الجفتلك بالأغوار، لحرب إسرائيلية ضروس طالت مصادر المياه والتيار الكهربائي لضرب صمود السكان ودفعهم على الرحيل، الجفتلك قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من مدينة أريحا، وتبعد عنها حوالي 30 كم، وتبلغ مساحة أراضيها 1242 دونماً.
وصعدت قوات الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة من عمليات الهدم في قرية الجفتلك، كما أخطرت عدداً من المساكن والمنشآت بالهدم، وتعتبر الجفتلك من القرى والمناطق الفلسطينية المهددة في حال نفذت سلطات الاحتلال تهديداتها بضم الأغوار والمستوطنات.
