الأغوار.. «سلة فلسطين الغذائية» مهددة بالضم
تُعد السيطرة على الأغوار “سلة فلسطين الغذائية”، والتي تشكل أكثر من ربع مساحة الضفة الغربية، الخطوة الاستيطانية الأولى على الأرض من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي والتطبيق العملي لما يسمي بـ”صفقة القرن”، من خلال مصادرة آلاف الدونمات الزراعية وتهجير الفلسطينيين منها.
وفتحت الخطة الأمريكية شهية اليمين الحاكم للاحتلال الإسرائيلي، للشروع بضم أراض في الضفة الغربية واعتبرته ضوء أخضر أمريكي، وهو ما عكسته تصريحات قادة كافة أحزاب اليمين وبما يسمى بيمين الوسط الإسرائيلية .
حيث دعت أيليت شاكيد إلى الاستعجال في سن قانون لضم جميع أراضي الضفة الغربية دون سكانها العرب، وطالبت بالبدء في ضم منطقة الأغوار وجميع أراضي المنطقة المصنفة (ج) تمهيدا لضم بقية الأراضي، ومنع قيام أي كيان فلسطيني فيها.
ورد الفلسطينيون بإطلاق فعاليات داعمة على الأرض لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن التصدي الفلسطيني في الأغوار خاصة وباق المدن الفلسطينية هي رسالة لإسرائيل ولأمريكا برفض الاستيطان ومجابهته وكذلك رفضا لـ” صفقة القرن”، التي تشرع للاحتلال مصادرة الأراضي الفلسطينية، وهو يريد أن يختبر على أرض الواقع القدرة الفلسطينية على المواجهة”.
وأضاف عساف، في حديث لموقع قناة “الغد”: “ونحن نرسل رسائل للاحتلال من خلال إطلاق الفعاليات الشعبية المناصرة للأغوار وحمايتها وتعزيز التواجد الفلسطيني فيها لصد محاولات الاحتلال في السيطرة على الأغوار، خاصة أننا أطلقنا مؤخرا الحملة الوطنية لحماية الأغوار من الضم، وذلك بحراثة وزراعة الأراضي التي أعلنتها سلطات الاحتلال مناطق عسكرية، وذلك رفضاً لقرار الاحتلال ضم الأغوار، ورداً على ما تسمى ب “صفقة القرن”.
وأكد المسؤول في اللجان الشعبية المقاومة للاستيطان صلاح الخواجا، أن خطة ترامب ليست سوى ترسيم لمخططات الاحتلال التي بدأت منذ احتلال عام 1967، عندما ضم ما تبقى من شرقي القدس واعتبر المدينة كاملة عاصمة موحدة لإسرائيل، بالتزامن مع تعزيز الاستيطان وسرقة الأراضي في الضفة الغربية، ثم بناء جدار الفصل العنصري على حدود الضفة الغربية الذي صادر 19% من أراضيها التي كان من المفترض أن تصبح أراضي الدولة الفلسطينية.
وأوضح الخواجا، في حديث لموقع قناة “الغد”، أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على 88% من مساحة الأغوار عبر تقسيمها إلى مناطق عسكرية مغلقة ومحميات طبيعية أو مستوطنات زراعية، وتسبب ذلك بتهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ احتلالها عام 1967.
وتمتد الأغوار، حسب المركز الوطني للمعلومات، من بيسان جنوبا حتى صفد شمالا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربا، وتبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم.
ويعيش في الأغوار الشمالية حاليا نحو 11500 ألف فلسطيني في 27 تجمعا لا تتعدى مساحتها 18 ألف دونم، وجميعها تسلمت إخطارات إسرائيلية بالإخلاء، مقابل 300 ألف دونم يسيطر عليها الاحتلال بشكل كامل بما فيها أحواض المياه التي تغذي الأراضي المحيطة من ضمنها التجمعات الفلسطينية.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيها 280 ألف دونم، أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار، ويستغل الفلسطينيون منها 50 ألف دونم، في حين يسيطر المستوطنون على 27 ألف دونم من الأراضي الزراعية فيها.
وتسيطر إسرائيل على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة، أي ما نسبته 55.5% من المساحة الكلية للأغوار، وتحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني في هذه المناطق التي شهدت إنشاء 90 موقعا عسكريا منذ احتلال عام 1967.
وقُسمت الأغوار حسب اتفاق أوسلو إلى مناطق تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ومساحتها 85 كلم بنسبة 7.4% من مساحة الأغوار الكلية، ومناطق مشتركة بين السلطة وإسرائيل ومساحتها 50 كلم بنسبة 4.3%، ومناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة ومساحتها 1155 كلم، وتشكل الغالبية العظمى من منطقة الأغوار بنسبة 88.3%.
