الخطوة التالية لما بعد الإدارة الذاتية التي أعلنها أكراد سوريا شمال البلاد، كانت كما أعلنها مسؤولون عنهم اليوم، الأربعاء، نظام اتحادي «فيدرالي».
مع بدء الثورة السورية في 15 مارس/آذار 2011، ظل الأكراد بعيدين إلى حد كبير عن الصراع المسلح بين المعارضة والنظام السوري، وفي يوليو/تموز 2012 أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية YPG الإدارة الذاتية على إقليم «روج آفا»، وهي الترجمة الكردية لـ «غرب كردستان»، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي انضمت بلدة «تل أبيض» لهذه الإدارة.
وتمثل مناطق الأكراد في تركيا «شمال كردستان»، وإقليم كردستان العراق «جنوب كردستان»، وفي إيران «شرق كردستان».
يقول المحلل السياسي الكردي والنائب السابق لرئيس هيئة الشؤون الخارجية بمقاطعة كوباني «عين العرب» إن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا ستعلن إقامة نظام اتحادي اليوم، الأربعاء، مشيرا إلى أن مشاورات موسعة تجري حول صيغة هذا النظام.
ويسيطر الأكراد على 3 مقاطعات شمال سوريا هي الحسكة ويطلقون عليها مقاطعة «الجزيرة»، وريف حلب «عفرين»، وكوباني، بينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية لاستعادة الرقة معقل تنظيم «داعش».
وأضاف نعسان في تصريحات خاصة لـ«الغد» أن المكونات الكردية والعربية والتركمانية في المقاطعات الخاضعة لسيطرة الأكراد دأبت على بحث مقترحات إعلان النظام الفيدرالي، وأوضح أن هذه المكونات ستعلن الصيغة النهائية للفيدرالية.
وأشار المسؤول الكردي إلى أن المشروع الفيدرالي طالب به الأكراد منذ عقود إلا أن المكاسب التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية على الأرض هي من دعمّت إعلانه الآن.
وشدد نعسان أن «الأكراد يسعون لتعميم الفيدرالية على كافة سوريا مع توسيع قوتهم جغرافيا ميدانيا، ليضمّوا إليهم مزيدا من المكونات السورية»، قائلا إن الأكراد يطرحون المشروع الفيدرالي كصيغة مستقبلية لكامل البلاد.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية خلال الأشهر القليلة الماضية، منذ تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول 2015، التي يشكل المسلحون الأكراد أساسها من استكمال السيطرة على مناطق بريف حلب الشمالي والشرقي، واستعادة سد تشرين من قبضة تنظيم «داعش» ومناطق متفرقة في الحسكة منها «الشدادي» معقل التنظيم فيها.
واستكمل المسؤول الكردي تصريحاته بالتأكيد أن الدولة المركزية التي قادها الرئيس بشار الأسد رافقها الظلم وتهميش الأقليات على رأسها الأكراد، وبطرح فكرة المشروع الفيدرالي فإنهم يؤكدون مشاركتهم في إدارة البلاد.
وأكد أن العرب يشاركون في الإدارة الذاتية في مناطق سيطرة الأكراد، من بينها اختيار حاكم مشترك عربي لمقاطعة الجزيرة، قائلا: «ستكشف الأيام المقبلة أن الأكراد لم يطردوا العرب والتركمان وغيرهم من السوريين من مناطق سيطرتهم، وما يتم الترويج له عن قيامهم بذلك مجرد أكاذيب».
وحول إقصاء الأكراد المسلحين من مفاوضات جنيف الجارية برعاية أممية في سويسرا منذ مطلع الأسبوع الجاري، قال نعسان إن القيادة المشتركة للعالم متمثلة في روسيا والولايات المتحدة تؤيد مشاركة الأكراد إلا أن باقي القوى تعارض ذلك على الرغم من أنهم يسيطرون على 15% من مساحة سوريا جغرافيا.
وأضاف أن إقصاء الأكراد ليس في صالح المفاوضات أو أي حل سياسي يسعى إليها العالم في سوريا، متابعا: «أي حل دون الأكراد سيبقى ناقصا، ولن يستطيع أحد تحقيق أي تقدم سياسي دون مشاركتنا».
