اغتصاب على مرأى الأمم المتحدة.. تزايد العنف الجنسي بجنوب السودان
قالت الأمم المتحدة أمس، الأربعاء، إن مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، شهدت ما لا يقل عن 120 حالة عنف جنسي واغتصاب بحق مدنيين، منذ تفجر القتال هناك قبل 3 أسابيع بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ومنافسه ريك مشار.
وفي وقت سابق هذا الشهر، احتدم القتال العنيف بين القوات الموالية لكير، وتلك التي تدعم نائبه ريك مشار على مدى عدة أيام باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 272 شخصا، قبل أن يأمر الزعيمان المتنافسان بوقف إطلاق النار.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن بعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في جنوب السودان لا تزال تتلقى تقارير تبعث عن الانزعاج الشديد للعنف الجنسي، منها حالات اغتصاب واغتصاب جماعي قام بها جنود بالزي العسكري ورجال يرتدون ملابس مدنية بحق مدنيين، منهم أشخاص قُصر بالقرب من مقر بعثة الأمم المتحدة وفي مناطق أخرى من جوبا.
وقال حق، إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كثفت دورياتها، وتقوم أيضا بتوفير الحماية في أوقات معينة للنساء عندما يخرجن من مواقع حماية المدنيين لجمع الحطب وجلب مواد أخرى.
وتحمي الأمم المتحدة عشرات الآلاف من الأشخاص في مواقع في جوبا وأماكن أخرى في جنوب السودان، وقال حق، إن الأمم المتحدة تدعو كل الأطراف إلى توقيع العقوبة الفورية على الجنود المسؤولين عن أعمال العنف هذه التي لا توصف.
وفي تقرير حول نفس الموضوع، ذكرت وكالة الأسوشيتدبرس، نقلا عن شهود عيان وزعماء مدنيون في جنوب السودان، أن جنود حكومة جنوب السودان اغتصبوا العشرات من نساء وفتيات قبيلة النوير الأسبوع الماضي أمام معسكر للأمم المتحدة، حيث كن قد لجأن للحماية إثر تجدد القتال، مشيرين إلى أن اثنتين توفيتا متأثرتين بجراحهما.
وقال الشهود، يوم 17 يوليو/ تموز، قام جنديان مسلحان بزيهما العسكري بسحب امرأة على بعد أقل من عدة مئات من الأمتار من البوابة الغربية لمعسكر الأمم المتحدة، بينما كان جنود قوات حفظ السلام من المشاة وفي مركبة مدرعة وفي برج مراقبة يشاهدون، وقدر أحد الشهود بأن حوالي 30 جنديا من قوات حفظ السلام من الكتائب النيبالية والصينية شاهدوا الواقعة.
ولم تنف شانتال بيرسود، متحدثة باسم مهمة حفظ السلام، وقوع الاغتصابات قرب المعسكر، كما لم ترد على الفور على سبب عدم تحرك قوات حفظ السلام لمنع الاغتصابات، قائلة إنها تنظر في الأمر.
وفي مقابلة مع أسوشيتد برس، وصفت النسوة الجنود في نقطة التفتيش إذ سمحوا لهن بالمغادرة لشراء الطعام، لكنهم هاجموهن فيما كن في طريقهن للعودة، ولم يتضح عدد عمليات الاغتصاب التي وقعت أمام معسكر الأمم المتحدة.
ويضم المعسكر نحو 30 ألف مدني معظمهم تقريبا من قبيلة النوير، وهي نفس قبيلة مشار، ويخشون هجمات القوات الحكومية التي ينتمي معظم أفرادها إلى قبيلة الدينكا، وهي نفس القبيلة التي ينتمي لها منافس مشار، الرئيس سالفا كير.