تحظى «قمة السحاب» بين رئيسي الدولتين الأعظم في العالم ( الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية)، باهتمام الدوائر السياسية في العالم، وبدأت التوقعات مبكرا حول نتائج «قمة هلسنكي» في السادس عشر من الشهر الجاري ـ يوليو / تموز ـ بينما كشفت مصادر سياسية في موسكو، أن القمة التي توصف بأنها «قمة السحاب»سوف تتطرق إلى ملفين هامين وهما : الملف السوري، وملف قضايا الأمن الإلكترونى الدولي، فى إشارة غير مباشرة إلى احتمالات عودة الرئيسين إلى ما سبق وتطرقا إليه حول ما تصفه واشنطن بالتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.
ولم يستبعد المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، أن تكون هذه القضية (الأمن الإلكتروني) ضمن الموضوعات التى سوف يناقشها الرئيسان فى القمة المرتقبة، باعتبار أن مسألة ضمان أمن المعلومات تسيطر منذ مدة طويلة على جدول أعمال الجانبين، الأمريكي والروسي.
جميع القضايا السورية تتصدر جدول أعمال القمة
- وأصبح من المؤكد ـ بحسب الدوائر السياسية في واشنطن ـ أن تتصدر جميع القضايا السورية، جدول اعمال قمة ترامب ـ بوتين، وبهدف حسم سير التطورات في جنوب سوريا، استنادا إلى الاتفاقات والمقاربات السابقة، وهو ما أشار إليه بوضوح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، بالقول إن ترامب وبوتين سيبحثان الموضوع السوري في القمة، ومع احتمالات التفاوض بشأن «المساعدة على إخراج القوات الإيرانية من سوريا»، وأن الرئيس ترامب، لا يعتقد أن «بشار الأسد» هو القضية الاستراتيجية، بل إيران، وسيناقش مطولا مع الرئيس بوتين، قضية تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن الاتفاق حول المنطقة الجنوبية في سوريا، موجود بالفعل، وقد تعززت بالوثائق والقرارات، التي تبناها الرئيسان بوتين وترامب، وهي تقتضي خطوات محددة متتالية، ونتيجة لذلك لن تبقى في هذه المنطقة قوى غير سورية، وسيسيطر الجيش السوري على الحدود مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه لن يكون هناك أي شكل من أشكال التساهل مع فصائل «جبهة النصرة» و«داعش» المتواجدة في هذه المنطقة، وقد تم تنفيذ ذلك الجزء من الاتفاقات التي اعتمدت إلى حد ما على روسيا الاتحادية.
- ويرى محللون أمريكيون، أن الإدارة الأمريكية تحاول تهيئة المشهد في جنوب سوريا ليكون مناسبا مع الرغبة المعلنة للرئيس دونالد ترامب بانسحاب القوات الأمريكية من البلاد قبل شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، من أجل تحقيق انتصار داخلي في الانتخابات النصفية المقبلة عبر الإعلان النهائي عن انجاز خارجي هو هزيمة تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط.
صفقة مع سوريا
- وفي نفس السياق، يؤكد مقربون من دائرة صنع القرار في البيت الأبيض، أن القمة المرتقبة في هلسنكي، الأسبوع المقبل، سوف تتناول تفاصيل «صفقة» مع النظام السوري، تم بحثها بالفعل مع بعض القادة العرب.. وهذه الصفقة ستسمح لدمشق، بدعم من القوة الجوية الروسية، استعادة الأراضي على طول الحدود مع الأردن والعراق والكيان الإسرائيلي المحتل مقابل موافقة الأسد على إقامة منطقة منزوعة السلاح، تكون ممتدة على طول هذه الحدود، ومحظورة على أي قوات إيرانية، ورغم أن «صفقة ترامب» قد تم رفضها من قبل الكرملين، إلا أنه من المتوقع أن يعود الرئيس ترامب للتحدث عنها بصياغة مختلفة تماما.. بينما حدد المحلل والباحث الأمريكي، ايليا ماغنير، بعض النقاط الشائكة التي تم الاتفاق عليها بالفعل من قبل واشنطن وموسكو وبالذات فيما يتعلق بالسماح لقوات الأسد في إعادة السيطرة على الجنوب، ولكن ما لم يتم التفاوض عليه حتى الآن هو رقعة مهمة جدا تقع في محافظة القنيطرة على الحدود مع الأردن وبالقرب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
الحرب في سوريا تقترب من نهاية دبلوماسية
- ويتفق سياسيون في واشنطن، على أن «الحرب الكارثية في سوريا» تقترب من نهاية دبلوماسية تتضمن اتفاقا بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل على حفظ السلطة لبشار الأسد مقابل تعهدات روسية بتقييد النفوذ الإيراني، إذ أصبح هاجس القوة الإيرانية في سوريا الهدف الرئيسي الأول لإدارة ترامب في سوريا بفضل الضغط الإسرائيلي وجماعات اليمين بعد ان أصبح تنظيم « داعش» لا يمثل أي تهديد حقيقي.. وهكذا تخلى ترامب عن المعارضة السورية التي تم تدريبها جزئيا من قبل الولايات المتحدة، وتخلى أيضا عن مطلب إسقاط النظام.
