الأمن.. كلمة السر وراء صراع الجنرالات ضد نتنياهو في الانتخابات
يتوجه الناخبون في إسرائيل يوم الثلاثاء القادم لانتخاب برلمان جديد “الكنيست”، واللافت في هذه الانتخابات ترشح العديد من الجنرالات المتقاعدين ووزراء جيش سابقين في العديد من الأحزاب التي تختلف أيديولوجيا وسياسيا.
ترشح الجنرالات هو أكثر ما يقلق نتنياهو، لأن الناخب الإسرائيلي لديه “هوس الأمن”، و نتنياهو يفتقر للحنكة العسكرية، كما يوضح الهجوم الدائم من جنرالات الحرب الإسرائيليين عليه في صراعهم الانتخابي ووصفه بالضعيف.
ويرى مراقبون فلسطينيون، وفق أحاديثهم لموقع قناة الغد، أن الإطاحة بنتنياهو من خلال تحالف يمهد إلى تغيير الأجندة والاهتمامات والقضايا الداخلية الإسرائيلية، بحيث سيتم وضع ” قضية الأمن” على رأس جدول الأعمال.
الناخب في إسرائيل
وعقّب الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي حول صراع الأمن قائلا “كان من الملاحظ أن لغة الحديث عن الأمن والتهديدات الأسبوع الأخير ازدادت لدى نتنياهو، لأنه يفهم جيدا أن حزب (أزرق أبيض) يستغل هذا الباب للتأثير على الناخب في إسرائيل”.
ولفت لافي، إلى أن نتنياهو يلعب على خط الأمن مرغما، ولا أحد حتى الآن يستطيع أن يحسم الأمر في هذا الصراع، فكما حاولت قيادة الجنرالات لحزب (أزرق أبيض) أن تصدر الأمن على رأس الدعاية الانتخابية كأولوية، كان نتنياهو قد استطاع سابقا التقدم من خلال بعض التنازلات الأمريكية في شأن الاستيطان والقدس والجولان، وتزييف الوضع الأمني.
وتابع، أما في هذه الانتخابات الأمر يختلف كليا وصعب جدا، إذ فقد نتنياهو هذا الدعم الأمريكي الكبير، خاصة بعد إقالة” جون بولتون” ، والحديث عن قرب لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني، وحديث عن قضية فساد وتجسس استخباراتي على الإدارة الأمريكية، كذلك أضاع حديث نتنياهو بأنه هو المسيطر على الرئيس الأمريكي.
النخب العسكرية
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد “المشهد السياسي في إسرائيل تغير كليا، خاصة بعد ظهور العديد من الأحزاب المنافسة بقوة لليكود، خاصة تحالف الجنرالات”. واعتبر أن هذا التحالف هو المهدد الرئيسي لنتنياهو، خاصة في ظل سقوط نظرية الردع الأمني وفشله بوقف صواريخ غزة.
وذكر العقاد، أنه مع تراجع نجم نتنياهو باتت الأنظار تتجه أكثر فأكثر إلى تلك النخب العسكرية التي لن تتخلى بالمطلق عن فكرها الأمني والعسكري الذي تربت عليه.
وأوضح العقاد، أن نتنياهو لم يعد يمتلك أي أوراق يدخرها عشية الانتخابات يكون لها واقع السحر على الجمهور الإسرائيلي اذا ما كشفها مثل اعادة الجنود الأسرى من غزة لأهلهم ، فهو قد لا يتجرأ على فتح هذا الملف الآن علنا لأنه سيدفع أثمان لا يرغب ان يستخدمها ضده قادة حزب “أزرق أبيض” الذين يخوضون معركة ضارية أمامه.
الخناق حول نتنياهو
يذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني جانتس، يعد أحد أبرز الجنرالات الذي يقدم نفسه بديلا لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل، وكان جانتس قد سخر من هروب منافسه في الانتخابات ” نتنياهو” من قاعة تجمع انتخابي لحزب ” الليكود ” في مستوطنة أسدود يوم 10 سبتمبر/أيلول الجاري ، وقال غانتس “إن ما فعله هذا الأخير لم يكن الإجراء المناسب، و إنه لو كان محل نتنياهو لما غادر قاعة التجمع الانتخابي حتى يضمن حماية جميع الذين تمت دعوتهم للاستماع إلى رئيس الوزراء الانتخابي”.
وكان نتنياهو اضطر إلى قطع كلمته أمام الحضور بعد أن اعترضت القبة الحديدية عددا من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة وبعد أن دوت صفارات الإنذار إثر تعرض مستوطنة أسدود إلى قصف صاروخي فلسطيني ، وقد غادر نتنياهو المكان على عجل.
