بدا الأمير وليام، نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، زيارة الأردن الأحد في مستهل جولة تاريخية في الشرق الأوسط تشمل أيضا إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بينما تشهد المنطقة سلسلة أزمات تؤثر على المملكة.
ووصل دوق كامبريدج (36 عاما) إلى عمان حيث استقبله ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله (23 عاما) الذي تخرج في أكاديمية “ساندهيرست” العسكرية في بريطانيا التي ارتادها الأمير وليام.
وحطت طائرة الأمير البريطاني في مطار ماركا العسكري (شرق عمان) عند الساعة 16,05 (13,05 ت غ) وفرشت امام سلمها سجادة حمراء طويلة.
واستعرض الأمير الذي ارتدى طاقما داكن اللون وربطة عنق زرقاء لدى نزوله من الطائرة التي كتب عليها “القوات الجوية الملكية” حرس الشرف الأردني بزي قوات البادية على الجانبين لتحيته.
ومن المقرر أن يلقي الأمير كلمة الأحد في مقر السفير البريطاني في عمان أثناء احتفال رسمي.
وسيزور غدا الاثنين مدينة جرش الأثرية (50 كم شمال عمان) ويتجول بين آثار المدينة الرومانية فيما سيتابع عرضا على المسرح الروماني القديم، ويقابل شبانا أردنيين وسوريين.
كما سيلتقي الأمير بجنود بريطانيين متمركزين في المملكة.
وتتزامن زيارته مع سلسلة أزمات يتأثر فيها الأردن. قبيل وصوله أعلنت عمان أن قدرتها الاستيعابية “لا تسمح” باستقبال موجة لجوء جديدة، فيما يمهد الجيش السوري لعملية عسكرية وشيكة جنوب سوريا قرب الحدود مع المملكة.
ويستقبل الاردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا اليها بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.
وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.
وكانت جهود إحياء عملية السلام المجمدة بين إسرائيل، دولة الاحتلال، التي سيزورها الأمير وليام والفلسطينيين محور عدة لقاءات عقدت في عمان الاسبوع الماضي.
وقام رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة نادرة الى عمان تبعها زيارة صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للمفاوضات جيسون جرينبلات، ثم زيارة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج.
وتوجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن الخميس عقب تلك الزيارات لإجراء مباحثات مع ترامب غدا الاثنين.
ويتوجه الأمير وليام الذي يأتي في المرتبة الثانية في ولاية العرش البريطاني، إلى إسرائيل مساء الاثنين ليبدأ زيارته التاريخية التي تشمل كذلك الضفة الغربية المحتلة.
وسيجري محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وشدد قصر كنزينجتون في لندن على “الطبيعة غير السياسية لدور” الامير “بما يتطابق مع كل الزيارات الملكية في الخارج”.
لكن المنطقة تشهد توترا كبير، خصوصا بعدما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل ابيب الى القدس، ما أثار غضباً عربياً ومواجهات عنيفة.
بريطانيا زرعت بذور الصراع
كانت المنطقة تحت الانتداب البريطاني لثلاثة عقود تقريبا قبل قيام دولة الاحتلال واستقلالها قبل 70 عاما. وما زال العرب والفلسطينيون يلومون بريطانيا معتبرين أنها زرعت بذور صراع مازال مستمرا في المنطقة.
وقبل وصول الأمير وليام إلى المنطقة، أثار برنامج زيارته الذي يشير إلى القدس الشرقية ضمن “الأراضي الفلسطينية المحتلة” غضبا خصوصا لدى بعض السياسيين من اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وعادة تتم الزيارات الرسمية للعائلة الملكية بطلب من الحكومة البريطانية، لكن البيانات الرسمية لم توضح سبب اختيار توقيت هذه الرحلة.
ودفعت دولة الاحتلال منذ فترة طويلة باتجاه زيارة رسمية من قبل أحد أعضاء العائلة الملكية البريطانية.
وقام أعضاء آخرون في العائلة، بمن فيهم والده الأمير تشارلز، بزيارات غير رسمية لإسرائيل والقدس الشرقية في الماضي.
وسيكون لدى الأمير وليام الكثير مما يذكره بالدور البريطاني في المنطقة.
وسيقيم في القدس في فندق الملك داوود الذي كان تستخدمه بريطانيا مركزا لادارة حكمها في فلسطين قبل قيام دولة الاحتلال عام 1948.
وقامت عصابات من شبان يهود مسلحين في 1946 بمهاجمة مبنى الفندق ما أدى الى مقتل وجرح العشرات بينهم العديد من الموظفين البريطانيين، مدنيين وعسكريين.
وعلى جدول الزيارة المزدحم، سيضع الأمير وليام إكليلا من الزهور في نصب ضحايا محرقة اليهود (ياد فاشيم) في إسرائيل.
وسيزور جبل الزيتون في القدس وقبر جدة والده اميرة اليونان آليس التي كرمتها دولة الاحتلال لإنقاذها عائلة يهودية في اليونان إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي مدينة رام الله، سيلتقي الأمير بلاجئين فلسطينيين.