وقعت وكالة الأنباء الرسمية التركية «الأناضول» في خطأ مهني، تكرر على مدار اليومين الماضيين، بعد أن تعمدت نشر أخبار ملفقة، في إطار عملية توظيف سياسي للقسم العربي في القناة، وصل حد اختلاقها قصصا وتصريحات وهمية على لسان نائب المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتحريف تصريحات جاءت على لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، في مقابلة له مع إحدي الفضائيات المصرية اليوم الأحد.
ونشرت الوكالة الرسمية التركية يوم أمس السبت 13 أغسطس/ آب تصريحاً على لسان فرحان حق، نائب المتحدث باسم بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أدعت فيه أن الأمين العام للمنظمة الدولية طالب بإجراء تحقيق شامل بشأن فض قوات الأمن المصرية اعتصام جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية، قبل ثلاثة أعوام، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، إثر ثورة شعبية حاشدة على حكمه.
ونفى حق، في تصريحات له أمس السبت، لوسائل إعلام مصرية صدور تصريح منه أو من المنظمة الدولية، فيما يخص فض اعتصام رابعة.
وجاء نفي حق القاطع، للتصريح الذي نسبته إليه وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، بشان دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإجراء تحقيق كامل بشأن فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في أغسطس/آب 2013.
وقال حق، إن «هذا التصريح غير دقيق، ولم ندل بأي تصريحات أو بيانات جديدة في هذا الشأن». والغريب أن «التصريح المزعوم» تحول لمادة لعدة مواقع تابعة لتنظيم الإخوان على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، رغم لم تنقله أيٍ من وكالات الأنباء الأخرى، ولم تعتذر الوكالة التركية عن تلفيقها تصريحاً لمسؤول أممي كبير.
ولم تكتفى الوكالة التركية الرسمية بذلك، ونسبت اليوم الأحد، تصريحات إلى المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، حول التقارب بين مصر وتركيا، زعمت فيها قول المسئول المصري إن «بلاده ترحب بأي جهد حقيقي وجاد للتقارب مع تركيا”، وذلك على الرغم أن المتحدث المصري لم يقل في حواره التلفزيوني هذا التصريح.
وجاء نص كلامه المتحدث المصري في وصف العلاقات المصرية التركية «الوضع غير طبيعي، ويجب أن يتطور على أسس سليمة، أهمها احترام مؤسسات الدولة المصرية، والإرادة الشعبية»، وطالب تركيا بضرورة «عدم تدخل تفي الشؤون الداخلية للدول الأخرى، إذا كانت هناك رغبة جادة في تطوير العلاقات، فعليهم اتباع هذه الأسس».
يذكر أن وكالة الأنباء الأناضول، تعد الوكالة الرسمية لتركيا، وهي منشأة منذ عام 1920، ولكن مع ثورات الربيع العربي قررت الحكومة التركية إنشاء قسما عربيا للوكالة التركية، يهتم بالشؤون العربية، حيث اتخذت الأناضول من القاهرة مقراً رئيسياً لها في عام 2012، خاصة مع صعود تنظيم الإخوان في مصر، إلا أنه عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، تدهورت العلاقة بين القاهرة وأنقرة بعد خلع الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأغلق مكتب الوكالة في القاهرة، ليتحول لمدينة إسطنبول.
