الأوضاع في سرت.. هدوء عسكري ومحاولات دبلوماسية لمنع الاقتتال
ما بين تحذيرات دبلوماسية واستعدادات عسكرية تقف مدينة سرت تنظر مصيرها الذي يترقبه العالم بعد إنذار مصر بالتدخل العسكري حال تجاوز الميليشيات الخط الأحمر وهو مدينتي سرت والجفرة.
الوضع العسكري
يستعد الجيش الليبي لأي هجوم عسكري محتمل على مدينة سرت من الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق والمدعومة من تركيا.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن الجيش جاهز للتعامل مع أي حالة طارئة في أي وقت.
وذكر المسماري أنه “بالنسبة للموقف العسكري، فإن عمليات سرت أو شرق مصراتة ما تزال تحت بند سري للغاية”.
وأضاف “القوات المسلحة في المستوى المطلوب والمستوى التكتيكي عال جدا وجاهزون للتعامل مع أي طارئ وفي أي لحظة”.
وتابع “الوجود التركي في ليبيا يهدد المنطقة بأسرها.. كما أن تركيا تحاول التغلغل في عدد من الدول الأفريقية مثل النيجر وتشاد ومنطقة القرن الإفريقي”.
وأردف قائلا “السؤال هو هل أردوغان يعمل لصالح الشعب التركي أو لصالح مخابرات دول أخرى.. أنا لا أعتقد أنه يعمل لصالح الأتراك”.
سرية العمليات العسكرية
أكد مدير مركز الأمة الليبي للدراسات السياسية، محمد الأسمر، أن الجيش الليبي قرر وضع عمليات سرت أو شرق مصراتة ما تزال تحت بند سري للغاية وذلك بسبب محاولات الميليشيات استطلاع الأوضاع في محاور القتال.
وأضاف الأسمر، أن الهدوء الذي تشهده محاور القتال يؤكد أن الميليشيات وتركيا تقومان بعمليات استخباراتية.
وعن الدور الفرنسي في الحد من التحركات التركية قال إن باريس تقف بقوة أمام أنقرة وستنسق مع أي دولة تقف ضد تركيا خاصة بعد ارتفاع حدة اللهجة المصرية ضد العدوان التركي في ليبيا.
تحذيرات إيطالية
عدم الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار أثار مخاوف لدى المجتمع الدولي، وجاءت الإنذارات متتالية لحكومة الوفاق وتركيا من تحويل سرت إلى نقطة انطلاق حرب.
وعقب زيارته أمس إلى طرابلس قال وزير الخارجية الإيطالي لوجي دي مايو، “لقد أثرت مع السراج مخاوفنا بشأن العمليات العسكرية في سرت التي يمكن أن تؤدي إلى تجدد القتال ووقوع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين”.
وتابع “كما أكدت أن هذه المسألة من شأنها أن تؤدي عمليا إلى تقسيم البلاد، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا باعتباره الخطوة الأولى نحو اندلاع صراع مسلح جديد”.
وأضاف أن المسار الوحيد الموثوق به لإنهاء الصراع الدائر في ليبيا، هو مفاوضات شاملة تتم تحت إشراف الأمم المتحدة، ولا يوجد حل عسكري للصراع الليبي.
وأكمل أنه “على الرغم من الوجود التركي في ليبيا، فقد قدم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السرّاج، تطمينات وافرة بأن إيطاليا لا تزال شريكًا أساسيًا ولا بديل عنه بالنسبة لطرابلس”.
اتصالات روسية فرنسية
تحاول فرنسا تكوين جبهة قوية مع روسيا للسيطرة على الأوضاع في ليبيا وتحجيم الدور التركي في غرب ليبيا رغم مخاوف أوروبا من النفوذ الروسي في المنطقة.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين سيلتقيان بعد ظهر الجمعة عبر دائرة تلفزيونية في محادثات تتعلق بـ”الحوار الاستراتيجي” بين فرنسا وروسيا لبحث الأزمة الليبية.
وقال الإليزيه إنّ “الرئيس لا يراهن على روسيا. إنه يرى أنّ هناك حاجة إلى معالجة كل المواضيع الصعبة معها”.
مصر تحذر من جديد
مازالت القاهرة تجدد تحذيرها لحكومة الوفاق ومطالبتها بالتوقف عن الحل العسكري وقبول الحلول السياسية.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء المصري وعدد من المسئولين العسكريين ، “باستمرار السعي نحو تحقيق هدف استعادة الدولة الليبية الوطنية ومؤسساتها لفرض الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي الشقيق، وكذلك لصون الأمن القومي المصري بالعمق الغربي.
وأكد السيسي أن “الموقف المصري المتعلق باحتواء الأزمة في ليبيا من خلال تثبيت وقف إطلاق النار ووضع الضمانات اللازمة لذلك، إلى جانب تفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة من معادلة الصراع، بما يفتح الآفاق نحو الوصول إلى حل سياسي شامل”.
البرلمان الليبي ومصر
أكد رئيس مجلس النواب الليبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، المستشار عقيلة صالح، أن الشعب الليبي يطلب رسميًا من مصر التدخل بقوات عسكرية إذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الأمن القومي الليبي والأمن القومي المصري.
وأضاف صالح، في تصريحات له مع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن التدخل المصري يأتي دفاعًا شرعيًا عن النفس حال قيام المليشيات الإرهابية والمسلحة بتجاوز الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس السيسي ومحاولة تجاوز مدينتي سرت أو الجفرة.
وأكمل أن مجلس النواب الليبي هو السلطة الوحيدة المنتخبة والممثلة للشعب الليبي، وتواصل أعضاؤه مع مختلف مكونات الشعب الليبي الذي أجمع على دعم جهود الرئيس السيسي سواء في تنفيذ مبادرة «إعلان القاهرة» لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار الليبي- الليبي أو بالاستعداد للتدخل العسكري بشكل شرعي لمساندة الشعب الليبي في الحفاظ على مقدراته وثرواته من محاولات القوى الأجنبية للسطو عليها.
مصر والتهديدات التركية
قال الخبير العسكري المصري، اللواء محمود زاهر، إن مدينتي سرت والجفرة الليبيتين خطا أحمر بالنسبة لمصر كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أنه تهديد مباشر للأمن القومي المصري.
وأوضح اللواء محمود زاهر، أن مصر جاهزة للرد على أي محاولة لتهديد حدودها مع ليبيا، خاصة وأن ليبيا كان مخططًا لتقسيمها.
وشدد على ضرورة تجمع العرب تكامليًا بشأن ليبيا حتى لا تكون هناك نتائج سيئة في المستقبل بسبب التدخل التركي السافر.