“الإخوة الأعداء”.. شرخ داخل التيار الإسلامي في مصر
تصاعدت حملات المواجهة بين فصائل التيار الإسلامي في مصر، وارتفعت حدة الأصوات بين الهجوم الصريح، والنقد الجارح، وصولا إلى تبادل الاتهامات، واستخدام كلمات ساخرة تحذر من كشف الأوراق، على غرار “خلو الطابق مستور”. ويؤكد المفكر الإسلامي والباحث في شئون الحركات الإسلامية الدكتور محمد مورو، للغد العربي، أن هذه الموجة الصريحة من الهجمات المتبادلة بين فصائل التيار الإسلامي، تثير تساؤلات حول التوقيت المتزامن مع خسارة حزب النور في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وتوجهات الإخوان والجماعة الإسلامية بالمقاطعة، وكيف ولماذا تكشفت فجأة هذه المواقف المتناقضة بين “الإخوة الأعداء” من فصائل الإسلام السياسي.
وقال “مورو”، إن التحالف بين هذه الحركات والجماعات كان قائما على أساس المصلحة الضيقة، بحثا عن مكاسب سلطوية، والفشل دائما يكشف الأوراق، فكيف تتقاطع الخطوط بين جماعة الإخوان وحلفائهم من الجماعة الإسلامية؟.
وكانت جماعة الإخوان شنت هجومًا عنيفًا على قيادات كبيرة فى التيار الإسلامي، على رأسها “الجماعة الإسلامية” الحليف الأكبر لها، وعلى الدعوة السلفية وحزبها السياسي “النور”. وقي تصعيد مفاجىء استخدم “زوبع” كلمات جارحة في هجومه على الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية. وقال في برنامج يقدمه على إحدى قنوات الإخوان، “نحن صبرنا عليكم كثيرا، فأنتم كنتم تكفيريين ومجرمين وقتلة، وأمن الدولة شدنا من على المنابر ودخلنا السجن بسبب “هبابكم”. حد تعبيره.
وهاجم القيادي الإخواني كلا من الدكتور كمال الهلباوي، وكمال حبيب، وجميع المنتمين للدعوة السلفية وحزبها السياسي النور، مضيفًا، “ارحمونا شوية وخلوا الطابق مستور”.
ورفض الدكتور الهلباوي التعقيب على حملة الهجوم، وقال لـ”الغد العربي”: هذا كلام لا يستحق الرد عليه، وما يحدث من التنابز بالكلمات يعبر عن مستوى فكر أصحابه.
من جانبه قال الشيخ عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في بيان عبر صفحته على “فيس بوك”، إن جماعة الإخوان وقياداتها تسببوا في إدخال أنفسهم ومجموعات سلفية والجماعة الإسلامية وجهاديين وعوام المسلمين فى أزمة حالية، وأن معاناة كل هؤلاء الآن بسبب الإخوان، موضحا أن الإخوان يكررون خطأ قياداتهم القديمة بدلا من أن يعتذروا.
واعترف الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن التيار الإسلامي يعاني من مشكلة داخلية، حيث يوجد طائفة من التيار المتدين المتأثر بإعلام الإخوان الذي يهاجمنا مثل ما يهاجم الدولة المصرية.
ويرى سياسيون ومفكرون مصريون، أن حالة الإحباط التي أصابت فصائل التيار الإسلامي تقف وراء “إنفلات” المشاعر والدخول في مواجهات، وليست صراعات، سربت أسرار المستور بينهم، وقال الدكتور محمد سيد هديبي، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، لـ”الغد العربي”، إن “الشكوك كانت تحيط بعلاقات من يطلقون على أنفسهم جماعات وحركات إسلامية، وبعد الفشل في إثبات تواجدهم وتحقيق مطامعهم ظهرت الحقيقة عارية وهم يتبادلون الإتهامات، وهناك أيضا عداء معلن مسبقا بين الجبهة السلفية، والدعوة السلفية، رغم الإطار السلفي الذي يجمعهم.