كشف خبراء أمن وعسكريون، للغد، أن مذبحة مسجد الروضة في شمال سيناء، أمس الجمعة، تعكس التراجع العسكري للإرهابيين التكفيريين، في سيناء، وكشفت عن «أزمة حصارهم» وقطع خطوط الاتصال والتمويل، مع عناصر استخبارية، تم رصدها من جهاز المخابرات المصريةن والتي اعلنت الأسبوع الماضي، عن شبكة من العملاء تنتمي لأجهزة مخابرات إقليمية وغربية.
وقال الخبير الأمني، اللواء محمد زهير، للغد، إن استهداف مسجدا ووقت صلاة الجمعة، بتفجير المسجد في البداية، وبعد ذلك إطلاق النيران على كل المصلين في المسجد، عملا لا يقوم به إلا «كفار الزمن الراهن»، وتم اختيار موقع المسجد على الطريق الدولي «العريش – القنطرة» في قرية الروضة في منطقة بئر العبد غرب العريش، وفي يوم الجمعة، باستغلال الوقت، وتضاريس المنطقة المجاورة، لتنفيذ العملية الإرهابية، بعد أن تمت محاصرة الإرهابيين في شمال سيناء، وأصبحوا في وضع «التقاط الأنفاس الأخيرة» وبالتالي لا يهم تفجير مسجد وقتل مصلين أبرياء، في يوم مبارك عند المسلمين، فقد كان الهدف الإعلان عن تواجدهم، وتوجيه رسالة للعالم، على جثماين عشرات الشهداء والمصابين.
ونفي اللواء زهير، أن يكون تفجير المسجد، بسبب تواجد تجمعات الصوفيين بداخله، لأن الزاوية الخاصة بالطرق الصوفية تقع بجوار المسجد، وليس بداخل مسجد يتبع وزارة الأوقاف.. وأضاف: هذا تبرير إرهابي، لتشتيت الأنظار بعيدا عن «أزمة حصار» الإرهابيين، في سيناء، واستهداف المواطنين الأبرياء، للترويج إعلاميا لتواجده وتمركزهم في سيناء، وهذا غير حقيقي، بعد أن تقلص تواجدهم، مع عجزهم عن تنفيذ عمليات إرهابية داخل المحافظات المصرية لسببين: أولهما تجفيف منابع التمويل والدعم اللوجيستي.. وثانيا: رصد العناصر الإرهابية وتنفيذ ضربات استباقية مركزة وقوية .
ومن جانبه قال الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف للغد : رغم الحزن الشعبي، على مئات الضحايا داخل بيت من بيوت الله، في يوم الجمعة، إلا أن الجريمة كشفت أن التنظيمات والجماعات الإرهابية في سيناء، أصبحت أقرب لـ «الجيوانات الجريحة التي تواجه الموت» وليس أمامها سوى أن تغامر بعمليات «النفس الأخير».. وأضاف اللواء عبد اللطيف، إن ما قامت به أجهزة الرصد والاستطلاع، وأجهزة المعلومات والمتابعة، مع دور جهاز المخابرات العامة المصرية، خلال الشهور الماضية، أسفر عن نجاحات مبهرة، بتحديد ومحاصرة كافة بؤر وأوكار الإرهابيين، وحتى الذئاب المنفردة منهم داحل مصر، وأصبحنا نترقب وضع كلمة النهاية في سيناء وتطهيرها تماما.
وتابع الخبير العسكري، إن عملية الثأر لشهداء مسجد الروضة، سوف تضع أمام الشعب المصري، اليوم السبت، صورة رادعة للإرهابيين، وحرق الأرض من تحتهم، ومواصلة تكثيف الضربات الاستباقية، وملاحقتهم في كافة دروب وشعاب سيناء، ولذلك أرجأت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الذي كان مقررا اليوم السبت، بسبب الظروف الأمنية في سيناء.
