الإرهاب في تركيا.. صراع أجهزة احتجاجا على التقارب مع روسيا

جاء اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندريه كارلوف، على يد شرطي تركي، والذي بدا أنه كعملية انتقامية على القصف الروسي لشرق حلب، كآخر حلقة ضمن سلسلة من العمليات الإرهابية في تركيا، مثيراً مزيداً من الترقب والخوف في الأوساط التركية. 

وبعد أقل من أسبوعين، وعند الساعات الأولى من العام الجديد، قتل مسلح يعتقد بانتمائه لداعش، 39 شخصاً داخل ملهى في اسطنبول، وكتب خليل كارافيلي، زميل بارز في معهد وسط آسياـ القوقاز وبرنامج دراسات طريق الحرير، ومحرر للشؤون التركية في مجلة فورين أفيرز، أنه في حال تواصلت تلك الهجمات، فقد تؤدي لتقويض سلطة أردوغان، وهو ما تسعى المجموعات الإرهابية لتحقيقه، وإن تباينت أهدافها النهائية. 

غموض

وعند هذه المرحلة، يقول كارافيلي، من المستحيل معرفة نية قاتل السفير الروسي، وما إذا كان ذئباً منفرداً، أم أنه نفذ أوامر آخرين، ونتائج تلك الجريمة، فقد شهدت تركيا، منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اغتيالات نفذها يمينيون، من متشددين إسلاميين أو قوميين أتراك، وممن كانوا دوماً جزءاً من السياسات التركية، ولهم علاقات بالأجهزة الأمنية التركية، كما في حالة ألطنطاش، قاتل السفير كارلوف. 

تقارب مع الشرق

وبرأي الباحث كان هدف جميع أولئك الإرهابيين إبعاد تركيا عن الغرب، وتقريبها من الاتحاد السوفييتي والصين، ومع وصول حزب العدالة والتنمية (آي كي بي) إلى السلطة، بدا أن تركيا عادت مرة ثانية نحو المربع الغربي، رغم توجهه الإسلامي، فقد سعى آي كي بي لإقامة علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، شريك تركيا التجاري الأول.

العلاقات التركية-الغربية

ولكن، ومع انحراف نظام آي كي بي نحو التسلط والاستبداد منذ عام 2012، ساءت العلاقات التركية ـ الغربية، وفي بعض الأوقات، كان يفترض أن يؤدي توجه تركيا نحو الشرق لتقريبها من روسيا، ولكن البلدين حوصرا في المعركة في سوريا، حيث ناصرت أنقرة معارضين إسلاميين، فيما دعمت روسيا الرئيس السوري بشار الأسد.

منع الأكراد من حكم ذاتي

وبحسب كارافيلي، أدركت تركيا تدريجياً صعوبة تحقيق هدفها في الإطاحة بالأسد، فتخلت عن ذلك، وتوصلت لاتفاق مع روسيا آملة في تحقيق بعض النفوذ في سوريا لاحقاً، والأهم ، منع الأكراد من إقامة منطقة حكم ذاتي في شريط على حدودها مع سوريا.

برهان

ويلفت الباحث إلى اعتقاد النظام التركي أن أمريكا تآمرت عليه، ودبرت للانقلاب الفاشل في الصيف الماضي، ولذا ترفض الإدارة الأمريكية ترحيل فتح الله جولن المتهم بتدبير المحاولة. 

وضاعف استياء أنقرة، تقديم الولايات المتحدة الدعم لمتمردين أكراد في سوريا، وخاصة أنهم حلفاء لحزب العمال الكردستاني ( بي كي كي)، الذي يحارب أنقرة منذ عام 1984.

قطع العلاقات مع أمريكا

ويشير كارافيلي إلى تقارير صدرت في وسائل إعلام تركية، عن أن عناصر من داخل المؤسسة الحاكمة تحرض أردوغان على قطع علاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا، والاصطفاف بشكل كامل مع روسيا. 

ولكن، كما يقول الباحث، تركيا ليست وحدة متراصة، وهناك البعض في أجهزة الاستخبارات ممن لا يزالون ملتزمين بتقديم المساعدة لمتمردين إسلاميين، وغير راضين عن التقارب مع روسيا عامة. 

سياسة متواصلة

ويلفت كارافيلي إلى أن تلك سمة السياسة الخارجية والأمنية التركية منذ أربعينيات القرن الماضي، فقد أدى الاعتقاد بأن موسكو عدو تاريخي لتركيا، إلى شعور بوجوب الوقوف لها بالمرصاد، وأن تسعى أنقرة لتقوية علاقاتها مع الغرب، وقد يرى بعض ممن يسيرون في هذا الركب، مثل ألطينطاش، في العنف سبيلهم الوحيد لإعادة أنقرة من جديد نحو المسار الصحيح. 

استعانة بإيديولوجيا التطرف

ويشير الباحث لسابقة تاريخية، وهي أن أجهزة الاستخبارات التركية، أو من ينسق معها (الدولة العميقة)، لها تاريخ قديم في الاستعانة بإيديولوجية متطرفة من أجل ضمان عدم ابتعاد تركيا عن مسارها الاستراتيجي التقليدي، وأن تبقى متيقظة من عدوها التاريخي، روسيا.

الانقلاب الفاشل

لكن، بحسب كارافيلي، أدى الانقلاب الفاشل والتقارب الجديد مع روسيا لوضع الخيار الأورو آسيوي مجدداً أمام النظام التركي، إذ في اليوم التالي لاغتيال كارلوف، وقع وزراء خارجية كل من إيران وروسيا وتركيا بيان موسكو المشترك، والذي تعهدوا فيه بإبقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا.

ردود فعل

ولكن، يقول الباحث، يدل التاريخ التركي على أن مثل ذلك التوجه يثير دوماً ردود فعل عدة، فضلاً عن أنه لن يكون للمؤيدين له اليد الطولى في تركيا، فقد أثبت الجناح اليميني هناك بأنه قوي ونافذ، وقد استعرضت الشبكات اليمينية في الدولة التركية قدرتها على حماية حالة الوضع الراهن الاستراتيجي المؤيد للغرب، ويدرك أردوغان بوجوب التحلي باليقظة، ولكن الصراع على التوجهات الجيوسياسية يحمل معه مخاطر نشر الفوضى في بلد بات غير مستقر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]