الإرهاب في 2020: اختراق لأفريقيا وتراجع بآسيا وتأهب أوروبي

بالرغم من الجهود الدولية المبذولة للتصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف، وتعدد المبادرات والقرارات ذات الصلة والصادرة من مجلس الأمن، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يعاني من تفشي تلك الظاهرة، التي باتت تضرب الكرة الأرضية من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها.

وتطالب بعض الدول على رأسها مصر بتبني وسائل شاملة ومتعددة لمواجهة الظاهرة، لا تقتصر على الشك الأمني بمفردة، بل تشمل أيضا جوانب اقتصادية  واجتماعية وثقافية وتعليمية وتنموية، مع الاهتمام بالبعد الفكري والأيديولوجي.

وقد شهد عام 2020 العديد من العمليات الإرهابية في العالم، وظهر في مناطق أخرى لم يكن قد ظهر فيها من قبل، مما يتطلب التعاون والتكاتف الدولي لمحاصرة الظاهرة ومنع تفشيها أكثر من ذلك، مع تضافر الجهود الدولية لتجفيف منابع تمويله سواء من الأفراد او الشركات أو الدول.

 

أفريقيا

لم يكن عام 2020 عاما سارا بالنسبة للتنظيمات الإرهابية في أفريقيا بعد سنوات من التمدد وتنفيذ عمليات إرهابية بعدد من دول القارة، حيث منيت التنظيم بالعديد من الضربات المتعددة، إذ طالبت قيادات وعناصر من التنظيم مقابل بعض العمليات التي قاموا بها في القارة السمراء.

كان من أهم الضربات للتنظيم هي مقتل عبد المالك درودكال زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي والرجل الأشد خطورة في التنظيم ، ففي 6 يونيو تم الإعلان عن مقتل درودكال، حين أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن مقتله في عملية عسكرية نفذتها قوات فرنسية بالتنسيق مع قوات من دول المنطقة في 3 يونيو/حزيران الماضي بمنطقة تساليت الواقعة في شمال مالي، أدت إلى مقتله ومجموعة من كوادر التنظيم.

وبعد 5 أشهر من مقتل درودكال تم الإعلان من قبل التنظيم عن تعيين زعيم جديد له وهو الجزائري مبارك يزيد، والذي يدعى “أبو عبيدة يوسف العنابي” كزعيم جديد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.

ومنيت التنظيمات في أفريقيا بالعديد من الانتكاسات في القارة الأفريقية منذ الأشهر الأولى لـ2020 مع تحرك دولي وتكتل أفريقي لاحتواء الخطر بتشكيل قوات عسكرية مشتركة تمكنت إلى حد كبير من تحجيم هذه الكيانات، وفي نهاية مارس/آذار 2020 شكلت 11 دولة أوروبية بقيادة فرنسا مع النيجر ومالي قوة عسكرية مشتركة باسم “تاكوبا”.

ونفذت القوة عدة عمليات على نطاق واسع في منطقة الساحل، كبدت الجماعات الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، من قبل القوة العسكرية التي تقودها فرنسا مع 5 من دول الساحل وهي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، وقوامها 5 آلاف جندي.

وأعلن جيش النيجر عن نجاح أضخم عملية عسكرية مشتركة ضد النشاطات الإرهابية في المثلث الحدودي مع مالي وبوركينافاسو، أسفرت عن مقتل 120 إرهابياً.

وذكرت تقارير دولية أن القارة الأفريقية شهدت بالأشهر الـ6 الأولى من العام نحو 1168 هجمة إرهابية مقارنة بـ982 اعتداء إرهابيا في 2019، فيما سجلت عدة دول أفريقية بعد ذلك هجمات إرهابية أبرزها في نيجيريا وموزمبيق ومالي والصومال.

غير أن ما يميز الهجمات الإرهابية في 2020 في أفريقيا هو تمدد العمليات ووصولها إلى دول كانت بعيدة إلى حد ما عن مسرح العمليات مثل منطقة البحيرات الكبرى وجنوب أفريقيا وغربها.

غير أن أبرز العمليات الإرهابية التي وقعت في القارة الأفريقية كانت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عندما قام عناصر من بوكو حرام  بذبح 43 مزارعاً في نيجيريا، وأصابوا 6 آخرين في حقول الأرز بالقرب من مدينة مايدوجوري، عاصمة ولاية برنو.

آسيا

مع فقدان تنظيم  داعش سيطرته في مناطق نفوذه التقليدية في سوريا والعراق، بدأ في البحث عن ساحات بديلة، حيث سعى إلى الانتقال الاستراتيجي إلى آسيا من أجل إيجاد مناطق جديدة لنشاطه.

وبالرغم من إعلان العراق قبل ثلاث سنوات انتصاره على التنظيم الإرهابي الذي لا زال يحتفظ بخلايا نائمة في المحافظات التي تسكنها أغلبية سنّية وخاصة محافظة صلاح الدين، إلا أن التنظيم يحاول لملمة شتاته مستغلا جزءا من حالة عدم الاستقرار في العراق ليقوم بعمليات متفرقة لكنها ليست بالقوة التي تذكر أو كانت حال ظهوره ربما كان أشهرها هجومه على نقطة عسكرية خلف على إثرها 11 قتيلا بينهم عناصر أمن في العاصمة بغداد من الجهة الغربية.

ومع قلة عدد عناصر التنظيم بات يلجأ إلى تنفيذ هجومه عن طريق قنابل يدوية وعبوات ناسفة توضع على حافة الطرقات أو باستعمال أسلحة خفيفة، وياتو يحصرون هجومهم في أثناء الليل وفي مناطق ذات كثافة سكانية ضعيفة.

وقد سعى التنظيم إلى إيجاد مناطق نفوذ جديدة بعد تراجعه في سوريا والعراق، بهدف تجاوز هزائمه، واستعادة نشاطه، لذلك كان الانتقال الاستراتيجي للتنظيم إلى منطقتي آسيا وغرب إفريقيا، لما يتوافر في تلك المناطق من عوامل محفزة للإرهاب والتطرف؛ حيث الصراعات الطائفية، والانقسامات العرقية، والتباينات الدينية.

وبدأ التنظيم يعول على الإرهاب المحلي، بالاعتماد على جماعاتٍ إرهابيةٍ محليةٍ مشكلةٍ وناشطةٍ تقوم بمبايعة التنظيم العالمي وتنسب نفسها إليه، مقابل تلقيها الدعم المالي والبشري واللوجستي، مع تمتعها بقدرٍ من الاستقلالية. وبالتالي يتمكن التنظيم من توسيع مساحات نشاطه وإعادة تموضعه الجغرافي في مناطقٍ متعددةٍ دون الحاجة إلى السيطرة على الأرض.

أوروبا

كشفت الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا والنمسا خلال عام 2020 مدى خطورة التنظيمات الإرهابية والتي سعت إلى السيطرة على المراكز الإسلامية والجمعيات والمساجد التابعة لها، وبناء مجتمعات موازية، وتعزيز حالة الانعزالية  داخل المجتمعات الأوروبية، بحسب ما ذكره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.

وسعت العديد من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالبحث خلف هذه الجمعيات ومعرفة مصادر تمويلها، وسحب دعم وتمويل بعض هذه الجمعيات بعد أن أشارت بعض الأنباء عن ارتباطها بتنظيمها إرهابية كما حدث فى فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا ووقف تمويله من قبل الحكومة الاتحادية.

وبحسب السلطات الألمانية يعتمد الإرهاب في ألمانيا على طاقة نحو  30.000شخص 12.000 منهم ينحدرون من الوسط السلفي غير أن هناك تراجعا في أعداد المسجلين الخطرين في ألمانيا، حيث بلغ عددهم هذا العام 627 بدلا من 677 العام الماضي.

وعقب الحادث الخاص بذبح مدرس فرنسي أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن أجهزة الدولة بصدد تنفيذ تحركاً ضخماً وغير مسبوق يستهدف 76 مسجداً. ومن بين دور العبادة الإسلامية هذه، هناك 18 مسجداً سيتم استهدافها، بإجراءات فورية وفقا للوكالة الفرنسية في 3 ديسمبر/كانون الأول 2020.

وأبدى البرلمان الفرنسي في 9 يوليو/تموز 2020 وفقا لـيورونيوز قلقه إزاء الحركات المتشددة لا سيما السلفية منها حوالي 40 ألفا في فرنسا، وهناك 8132 مدرجين على قائمة التطرف وفقا لتقديرات الأجهزة الأمنية الفرنسية في 31 أغسطس/آب 2020.

وقالت بريطانيا أن هناك ارتفاعا ملحوظا  في عدد المشتبه فيهم بالتطرف حيث تم دراسة خلال الفترة بين مارس/آذار 2019 ومارس/آذار 2020 ملفات قرابة 1.5 ألف شخص ما يتجاوز بـ 6% عام 2019.

وقد شهد عام 2020 هجمات إرهابية خلقت حالة استنفار قصوى لدى الحكومات والأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأوروبية. وسعت الحكومات الأوروبية إلى تقويض هذا النوع من الفكر بهدف الحفاظ على الأمن، وتفادي حصول هجمات إرهابية جديدة.

أبرز العمليات الإرهابية في أوروبا عام 2020

فرنسا

3 يناير 2020:  نفذ  شخص هجوما  بسكين في منطقة فيلجويف جنوب العاصمة باريس، المنفذ فرنسي الجنسية  يبلغ من العمر 56 عاماً. كان يعانى من اضطرابات نفسية.

4 أبريل 2020 :  طعن عبد الله أحمد عثمان عدة أشخاص بسكين في مدينة ليون، شرق فرنسا ، “عثمان” لاجئ سوداني الجنسية يبلغ من العمر 33 عاما.

27 أبريل 2020: صدم يوسف.ت، عمداً شرطيين بسيارة في مدينة كولومب، يوسف فرنسي الجنسية من أصول عربية يبلغ من العمر 29 عاما يعانى من اضطرابات نفسية. ولم يكن معروفا لدى اجهزة الاستخبارات.

16 أكتوبر 2020: شاب من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 سنة قام بقطع رأس المدرس صامويل باتي بإحدى ضواحي باريس قبل أن يلقى مصرعه برصاص الشرطة. الفرنسية ، ووقع الهجوم الإرهابي بعد أن قام المدرس بعرض رسوم كاريكاتيرية عن الرسول محمد.

29 أكتوبر 2020: قام تونسي مهاجر غير شرعي في فرنسا بقتل 3 أشخاص بسكين في كنيسة بمدينة نيس جنوبي فرنسا ، حيث قامت الشرطة الفرنسية بإطلاق النار عليه و اعتقاله.

بريطانيا

2 فبراير 2020: طعن  سوديش أمان  3 أشخاص بسكّين  في شارع للتسوق في منطقة سكنية جنوب لندن ،سوديش بريطانى الجنسية يبلغ من العمر 20 عاما. كان معروفا لدى أجهزة الاستخبارات.

21 يونيو 2020: طعن خيري سعدالله  3 أشخاص في حديقة بمدينة  ريدينغ غرب لندن. خيرى ليبي الأصل بريطاني الجنسية يبلغ من العمر 25 عاما . كان مدانا بقضايا تتعلق بالإرهاب.

النمسا:

2 نوفمبر 2020: هجوم إرهابي في العاصمة فيينا راح ضحيته 4 قتلى. الهجوم قام به مجموعة من الأشخاص، وأن أحد منفذي العملية هو من أصل ألباني، عمره 20 عاما ويحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية. أدين في أبريل/نيسان من عام 2019 لأنه حاول السفر إلى سوريا للانضمام لتنظيم داعش، وحُكم عليه بالسجن 22 شهرا، وحصل على إفراج مشروط في ديسمبر/كانون الأول 2019.

أبرز العمليات الإرهابية التى نفذها اليمين المتطرف في أوروبا عام 2020

وفي الوقت الذي شهد فيه العام 2020 عمليات نفذها مسلمون متطرفون يتبنون أفكار التنظيمات الإرهابية، كان هناك حضورا آخر لحوادث نفذها اليمين المتطرف، باستهداف أماكن إسلامية واعتداءات على مسلمين، ما تستغله التنظيمات الإرهابية بدورها كمبرر لعملياتها، بحثا عن تعاطف المسلمين.

بريطانيا

20 فبراير 2020: طعن دانيال هورتون 29 عاما، بريطاني الجنسية، مؤذن مسجد لندن المركزي  رأفت مقلد.

فرنسا

26 يوليو 2020: شُوّهت واجهة مسجد مدينة أجان في جنوب غرب فرنسا برسوم مسيئة وصليب معقوف.

19 أكتوبر 2020: اعتقلت السلطات ثلاث ناشطات نسويات بعد إلصاقهن في شوارع المدينة رسوما تسيء للنبي محمد.

23 أكتوبر 2020: وجّهت السلطات الفرنسية تهمتي الاعتداء لامرأتين لطعنهما سيدتين محجبتين قرب برج إيفل.

25 أكتوبر 2020: تعرض مواطنين أردنيَين، لاعتداء يحمل طابعا عنصريا في أنجيه غرب فرنسا.

ألمانيا

3 يناير 2020: تعرض مسجد غربي ألمانيا لاعتداء عنصري، حيث أقدم مجهولون على كتابة عبارات معادية للمسلمين على جدران المسجد.

17 فبراير 2020: أعلنت السلطات الألمانية إحباط مخطط أعدته مجموعة يمنية متطرفة لشن هجمات ضد مساجد في البلاد وتم توقيف 12 شخصا من قبل الشرطة.

19 فبراير 2020: هاجم  توبياس.ر 49 عاما، ألماني الجنسية، مقهيين بالقرب من مدينة فرانكفورت، وأسفر الهجوم عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 6 آخرين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]