يبدأ الناس حول العالم اليوم احتفالات رأس العام الجديد، حيث تعم الفرحة في جميع عواصم ومدن العالم، وتشهد بعض البلدان احتفالات كبيرة، حيث تمتلأ الشوارع على بالناس حتي الساعات الأولى من اليوم الأول في العام الجديد.
ويختلف هذا العام عن الأعوام السابقة من حيث حالة الاستنفار الأمني التي تشهدها بلدان العالم، خوفا من وقوع عمليات إرهابية تدشن بداية دموية للعام الجديد، خاصة مع التهديدات التي يصدرها تنظيم داعش الإرهابي بنشن عمليات كبيرة خلال موسم الإحتفالات.
فمع توقع تلك الهجمات قامت الولايات المتحدة بنشر آلاف من رجال الأمن في الشوارع، وتم وضع خطة أمنية للإحتفلات، حيث من المتوقع احتشاد نحو مليونى شخص اليوم فى ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك.
فى الولايات المتحدة، تنشر مدينة نيويورك شاحنات مليئة بالرمل والآلاف من أفراد الشرطة، فى إطار خطة لتعزيز الأمن، أثناء احتفالات ليلة رأس السنة فى ساحة تايمز سكوير، فى ضوء هجومين دمويين بشاحنات فى أوروبا هذا العام.
وأوضحت شرطة نيويورك إن تأمين ليلة رأس السنة يشمل توزيع 7 آلاف شرطى، وفرق من الشرطة المدججة بالسلاح، وكلاب بوليسية، وطائرات هليكوبتر، وإجراءات تفتيش للحقائب فى قطارات الأنفاق، كما سيقوم خفر السواحل وسفن تابعة للشرطة بدوريات فى الممرات المائية المحيطة.
يذكر ان تنظيم “داعش” قد هدد بتنفيذ عمليات إرهابية في عدد كبير من الكنائس في الولايات الأمريكية المختلفة، مما أثار حالة من الذعر.
أما فرنسا فتقيم احتفالات رأس العام بساحة الشانزليزيه وينتظر توافد أكثر من 500 ألف شخص، ويتضمن الحفل عرضا بالصوت والضوء على واجهة قوس النصر تنقله 5 شاشات عملاقة، لاستعراض تاريخ عاصمة النور “باريس”، كما يعتزم المنظمون عرض كلمة “مرحبا” بـ24 لغة على قوس النصر بواسطة أجهزة بروجيكتور عملاقة.
وتتأهب السلطات الفرنسية لتأمين هذا الاحتفال، حيث أعلنت أنها ستنشر نحو 100 ألف عنصر من الشرطة والدرك والجيش لتأمين الاحتفالات في جميع مدن البلاد، من بينهم 10 آلاف سيقومون بتأمين العاصمة باريس فقط.
يذكر أن فرنسا تعرضت خلال العامين الماضيين لعدد من الهجمات الإرهابية الكبيرة التي كبدت فرنسا خسائر كبيرة، كان أبرزهم هجمات باريس في 2015، وحادث الدهس في مدينة نيس في 2016.
أما في برلين فاتخذت السلطات الألمانية إجراءات أمنية مشددة في كبرى ولاياتها التي تشهد احتفالات بالعام الميلادي الجديد 2017، وذكرت وكالة الأنباء الألمانية انه بعد الاعتداءات التي طالت عددا من النساء في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة العام الماضي وبعد هجوم الدهس في العاصمة برلين والذي تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي اتخذت الشرطة الألمانية استعدادات واسعة النطاق في كثير من الأماكن.
حيث من المقرر الاستعانة في وسط مدينة كولونيا وحدها بنحو 1500 فرد شرطة فيما تعتزم الشرطة التدخل بحزم عند حدوث أي اضطرابات مع حظر استخدام الألعاب النارية في منطقة حول كاتدرائية كولونيا اضافة الى اغلاق بعض الجسور فوق نهر الراين وبعض شوارع المدينة.
وسوف تستعين الشرطة بكاميرات الفيديو التي تم تثبيتها حديثا لنقل الصورة من أمام ساحة محطة القطار الرئيسة بمدينة كولونيا مباشرة إلى مركز شرطة المدينة، اما في مدينة هامبورج تستعين الشرطة إلى جانب تقنية تصوير الفيديو بعدد أكبر من أفرادها يقدر بنحو 530 فردا.
وفي المملكة المتحدة أعلنت شرطة لندن، أنها تراجع خططها لحماية الأحداث العامة خلال فترة احتفالات عيد الميلاد خاصه بعد مقتل السفير الروسي في أنقرة وصدم شاحنة لأشخاص في سوق لعيد الميلاد في برلين.
وقالت الشرطة في بيان لها “شرطة العاصمة وضعت خططا مفصلة لحماية الأحداث العامة في فترة عيد الميلاد ورأس السنة”، وأضاف البيان “بشكل روتيني وكإجراء وقائي، نراجع خططنا الأمنية بعد وقوع هجمات في الخارج، ونحن نفعل ذلك الآن في أعقاب الأحداث المروعة في برلين وأنقرة الليلة الماضية”.
ويتجمع الآلاف من سكان مدينة لندن في الساحات الواسعة لسماع دقات ساعة “بج بن” الشهيرة، المعلنة عن قدوم العام الجديد، والتي تصاحبها مجموعة من الألعاب النارية الرائعة.
بينما تعتزم شرطة مدينة إسطنبول التركية نشر 17 ألف شرطي لتأمين احتفالات رأس السنة، كما أنها ستغلق حركة المرور في مداخل ساحة تقسيم بوسط المدينة الني تشهد عادة احتشاد أعداد كبيرة من الأشخاص لاستقبال العام الجديد.
كما أعلنت السلطات التركية وضع96 كاميرا مثبتة و40 متحركة لرصد التحركات في ساحة تقسيم وشارع الاستقلال المجاور، كما سيتم وضع 40 نقطة تفتيش.
يذكر ان تركيا شهدت العديد من الحوادث الإرهابية خلال العام المنصرم، كما شهدث محاولة انقلاب عسكري في يونيو-حزيران الماضي.
وتعيش العاصمة الإسبانية مدريد أيضا حالة استنفارا أمني غير مسبوق، حيث قامت باعتقال إرهابيين مغربيين مشتبه فيهما، الأربعاء الماضي، بعد العثور لديهما على ذخائر حية، وأكثر من 30 قطعة خرطوش.
وأعلنت مدريد عن خطة تهدف إلى تأمين وسط العاصمة ليلة رأس السنة، والتي ستشمل تفتيشاً فردياً وتطويقاً لحي بويرتا ديل سول، حيث يحتفل المدريديون بالعام الجديد. وقررت السلطات أيضاً وضع حواجز ضخمة لتجنب هجمات باستخدام عربات كبيرة على غرار ما حدث في اعتداءي برلين ونيس.
يذكر ان في إسبانيا تقليد مثير يتبعه السكان المحليون الذين يجتمعون في الساحات العامة في الساعة الأخيرة من العام، إذ جرت العادة في احتفالات العام الجديد على تنافس الحضور على تناول 12 حبة من العنب في الـ 12 ثانية الأخيرة من العام، على أن يحظى من يتمكن من ذلك بالحظ السعيد في العام الجديد.
