الإرهاب يعيد ترتيب أوراقه قبل سقوط «خلافة داعش» في سوريا والعراق

على خط الطول الرابط  بين الفلوجة العراقية ، ومنبج السورية، وصولا  إلى سرت الليبية .. بدت مؤشرات سقوط دولة الخلافة.. وتشير الضربات التي يتلقاها تنظيم “داعش” الإرهابي في أنحاء العالم، والمعارك التي خاضها وخسرها ‏خلال الفترة الأخيرة بالدول العربية، إلى اقتراب نهايته، فالتنظيم بات مطرودًا من مدينة “منبج” السورية، ‏ومُتقهقرًا في “الفلوجة” العراقية، ومهزومًا في “سرت” الليبية، وأوضاعه تئن بعدما تقلص نفوذه وباتت ‏سطوته قاصرة على بعض المدن القليلة.‏

 

Daesh-Map

 

بداية الانهيار والعزلة في سوريا 

 1ـ “منبج” السورية، كانت من أعتى المدن السورية التي تغلغل فيها داعش، حيث تحظى بأهمية ‏استراتيجية وتقع على خط إمداد مهم للتنظيم يمتد من الحدود التركية إلى معقله بمدينة الرقة، وتلقى التنظيم هزيمة ساحفة في 12 أغسطس / آب الجاري، مما اعتبرته وزارة الدفاع الفرنسية، انتصارا استراتيجيا يحقق عزل تنظيم داعش عن مركز قيادته في الرقة.

2ـ ونال التنظيم خسائر لا تنسى في سوريا، بدأت في يناير/ كانون الأول  2015، فعقب أربعة أشهر من المعارك العنيفة ‏تمكنت القوات الكردية مدعومة بغارات التحالف الدولي من طرد مسلحي داعش من مدينة كوباني المسماه ‏‏”عين العرب” الواقعة على الحدود التركية.

3،ـ وتم  تحرير مدينة تل أبيض على الحدود التركية، في ‏يونيو/حزيران  2015، والتي كانت تشكل نقطة عبور حيوية بالنسبة للتنظيم منذ أن سيطر عليها على مدى أكثر ‏من عام‎.

4ـ وفي شهر مارس / آذار الماضي، استعاد الجيش السوري،‏مدينة “تدمر” التاريخية الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق دمشق .‏

 NB-124196-635588380748818259

 

تصدع سلطة دولة الخلافة في العراق

1 ـ وكانت بدابة تصدع  سلطة “دولة الخلافة” في العراق، بتحرير الفلوجة  خلال  شهر يونيو/ حزيران  الماضي، رغم أن سجل الهزائم الداعشية بالعراق، بدأ خلال شهر إبريل / نيسان عام 2015 بتحرير مدينة تكريتز

2ـ وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني  استعادت القوات الكردية مدعومة ‏بغارات جوية شنتها قوات التحالف الدولي، مدينة “سنجار” في شمال العراق ‏.

3ـ وفي 9 فبراير/ شباط عام 2016، أعلنت الحكومة العراقية أنها تمكنت من تحرير مدينة “الرمادي” الواقعة على ‏بعد 100 كيلومتر غرب العاصمة بغداد،

 

 “سرت ” تقلب موازين القوى
أما مدينة سرت الليبية، فبات تحريرها كاملًا مجرد مسألة وقت، حيث استطاعت ‏قوات عملية “البنيان المرصوص” التابعة لحكومة الوفاق الوطني السيطرة على مناطق هامة من المدينة، ‏ولم يتبق سوى “جيب” واحد تتحصن داخله فلول عناصر “داعش”..
وتوصف مدينة سرت بأنها آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، لذا فإن إعادة السيطرة عليها ‏تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل، وقلب موازين القوى.

 img_girls-ly1364094454_431

ويؤكد خبراء أمن وعسكريون، أن ما يمر به تنظيم “داعش” الآن هو احتضار المهزوم، رغم وعود العودة بقوة إلى المناطق المُحررة، وتوسلاته ‏أيضًا لجنوده بالثبات والمقاومة.‏.ويؤكد  الباحث في شئون الحركات الإسلامية، هشام النجار،أن  العمليات العسكرية أضعفت التنظيم كثيرًا، ‏وأجهدت جنوده وضعفت من روحهم المعنوية،  لاسيما أنه فقد مدن تمثل أهيمة ‏خاصة له وشريان حيوي لامداداته، و‏من الممكن القول أن مشروع دولة الخلافة قد سقط بعيدًا عن التنظيم، الذي من المُستبعد ‏سقوطه، لاسيما أنه ينتهج نفس نهج القاعدة، منذ منتصف 2015، حيث يعتمد على كونه تنظيم إرهابي لا ‏مركزي، يكون له خلايا مختلفة في الدول العربية، ويقوم بعمليات نوعية، وهو ما يؤكد عدم استمراريته ‏في تبني فكرة الخلافة.‏

مؤشرات سقوط “دولة الخلافة” دفعت التنظيمات الإرهابية، لإعادة ترتيب أوراقها، وبدأت بالفعل عملية “المناصحة” لتوحيد صفوف الجماعات الإسلامية في المغرب العربي، وتجرى مفاوضات ، بحسب تقارير استخبارية غربية، للوحدة بين “القاعدة” وبقايا تنظيم “جند الخلافة”، حيث يربط الإرهابيون الآن وحدة المصير، خشية تقليص حريطة انتشار الجماعات الارهابية.

 zwahree1

 

عملية “المناصحة”

كان الجيش الجزائري، كشف خلال  مداهماته في منطقة الرواكش بولاية المدية، قبل أسابيع، مجموعة مراسلات ووثائق، تشير إلى  تطور جديد على ساحة التنظيمات الإرهابية، تتعلق بالمناصحة الشرعية، وهي من أجل استعادة تنظيم “القاعدة” من تبقى من منشقين التحقوا في السابق بتنظيم “داعش” وأسسوا جند الخلافة في الجزائر، وشملت  عملية المناصحة أيضا مجموعات الدعم والإسناد السرية التابعة لتنظيم داعش في الجزائر، عبر رسائل ترسل بالبريد الإلكتروني.

 عملية “المناصحة” ، وفقا لمسؤولين عسكريين جزائريين،  يقوم بها تنظيم “القاعدة” في الوسط والشرق الأفريقي، وتقضي بتقديم أدلة شرعية دينية لعناصر تنظيم داعش، تؤكد أن وحدة المجاهدين تحظى بالأولوية، مقابل أدلة يقدمها عناصر داعش على صحة منهاج التنظيم، ثم تجرى المناقشات أحيانا بشكل مباشر وأحيانا بالبريد الإلكتروني..لكن المسألة الآن لا تتعلق بصحة المنهج، كما تشير المعلومات المتوفرة، وإنما القضية تتعلق ببقاء الجماعات ” المجاهدة” أو فنائها ، بعد الضعف الكبير الذي آل إليه الداعشيون.

 

التنظيمات الإرهابية، والتي يربطها “خيط فكري” واحد ، على مذهب “الجهاد” وتكفير المجتمعات، وأحلام تأسيس خلافة الدولة الإسلامية الواحدة، ترى أن المشروع الجهادي في المنطقة العربية يتعرض لمؤامرة كبرى، وجاءت عملية “المناصحة” من أجل توحيد الصفوف واستعادة المنشقين

index

 

مناورة ترتيب الأوراق

ويشير تقرير أمني، صادر عن المركز الدولي لدراسات الإنسانية، باستكهولم، أن التنظيمات الإسلامية “الجهادية” بدأت تقرا خريطة الواقع جيدا، وما يواجهه تنظيم داعش من تصفيات وملاحقات أوشكت أن تكتب نهاية قواعده وتمركزاته في الدول العربية، وأن هذه التنظيمات مع مختلف مسمياتها، هي  كيان واحد متعدد الفروع والمسميات، تحت مظلة فكرية مذهبية واحدة، ولا خلافات بينها .. وأشار التقرير إلى إعادة ترتيب أوراق “الإرهابيين”، وأن إعلان زعيم “جبهة النصرة” الانفكاك عن تنظيم “القاعدة” واعتماد “جبهة فتح الشام” اسماً جديداً، مجرد صورة من صور ترتيب الأوراق، للمناورة والخداع، ومواجهة الحصار والتصفية.

150727103950-abu-bakr-al-baghdadi-exlarge-169

وما قيل عن “حركة الانفكاك” أو فك الارتباط ، مجرد مناورة، تتيح لتنظيم “جبهة النصرةالإلتفاف  “على تصنيفها، كمنظمة إرهابية، في محاولة للتغلب على تصاعد التحديات السياسية والعسكرية، التي تواجهها بعد تقارب أميركي مع روسيا، يشجع على خصها بضربات جوية مثل «داعش»، مروراً بالاستجابة لضغوط بعض رعاتها الإقليميين لتسهيل تمرير دعمهم لها، وتسويغ حضورها في المستقبل السياسي السوري، بينما لم يعلن المولود الجديد “مسمى جبهة فتح الشام” عن إعلان انفصاله فكرياً وعملياً عن نهج السلفية الجهادية العنفي، ومجاهرته بموقف رافض للديموقراطية وشرعة حقوق الإنسان، مؤكداً التزامه بجوهر الأهداف والأساليب، مثل العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه، والسعي الى خدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]