تولي وسائل الإعلام السعودية اهتماماً خاصاً للزيارة المرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر، بعد غدٍ الخميس، وحرصت كافة الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية على التأكيد على عمق العلاقات السعودية المصرية، وأن البلدين الشقيقين هما جناحا الأمة وصمام أمان لها، وأبرزت تأكيد وزير الخارجية، عادل الجبير، أن المملكة ومصر دولتان شقيقتان ويربطهما تاريخ عريق، وبين الدولتين ترابط أسري وتجاري وسياسي وأمني، وهما شريكان لإيجاد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهي تعد زيارة تاريخية حيث سيتم خلالها توقيع اتفاقيات عديدة تخدم مصالح البلدين والشعبين والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي صحيفة الرياض، تحت عنوان «الرياض والقاهرة عاصمتا القرار العربي.. وصمام أمان للأمن القومي»، أكد خبراء ومحللون أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، المرتقبة إلى مصر في دفع علاقات التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
كما اعتبر عدد من الأكاديميين والمحللين السياسيين، أن العلاقات السعودية المصرية تأسست ونشأت على أسس رعاية المصالح المشتركة بين البلدين والنظر لمصالح المنطقة، مؤكدين أن زيارة الملك سلمان للقاهرة، تؤكد متانة وعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وترسخ للمسار الثابت لهذه العلاقة.
وأفردت صحيفة الجزيرة ملفاً خاصاً بعنوان «خادم الحرمين يبدأ الخميس زيارة رسمية لمصر»، تناول العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك سلمان، والزيارات الرسمية المتبادلة بين الجانبين، كما اهتمت الصحف السعودية بتصريحات الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والتي أكد فيها أن العلاقات السعودية المصرية ضاربة في أعماق التاريخ منذ قديم الأزل٬ مشدداً على قدرة هذه العلاقات القوية على دحر الإرهاب ومواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية.
وصرحت ممثلة الفيدرالية العالمية لأصدقاء الأمم المتحدة في الخليج العربي سابقاً، عفاف يماني، لصحيفة الشرق، بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة مصر الشقيقة، هي رسالة واضحة للعالم بأن علاقة مملكتنا الحبيبة بمصر هي علاقة استراتيجية وأساسية في دعم الأمان لمنطقة الشرق الأوسط ككل.
وتحدث مجموعة من الكُتاب والمختصين بالشأن السعودي المصري، خلال «ندوة اليوم» التي عقدتها صحيفة «اليوم»، عن نواحٍ عدة تربط البلدين، منها: الاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها، قالوا: إن العلاقات المصرية السعودية الاقتصادية، بدأت منذ عام 1956، بمبلغ 100 مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي، كما بلغ التلاحم في 1973 خلال حرب أكتوبر في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، باستخدام النفط، ودعم غير محدود لمصر.. وبينوا أن السعودية ومصر، هما جناحا الأمة العربية، وعنصرا تميزها، وعلى الدولتين الشقيقتين التي تكسرت على نصالهما عبر التاريخ كل محاولات الهيمنة والاستعمار والتغريب، المضي قدما إلى مزيد من التلاحم، وبناء جدار من التعاون الدائم الذي يراعي مصالح الشعبين، وينطلق من أسس قيمية ودينية واجتماعية واحدة، فالشعب العربي الواحد في كل من السعودية ومصر تحكمه نفس العادات والتقاليد العربية الأصيلة.
وأجمع كُتاب الرأي السعوديون، في مقالاتهم، على الأهمية الاستراتيجية لهذه الزيارة، وأن أنظار العالم أجمع تتجه صوب القاهرة لمتابعة زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر، مشددين على أن التوافق والتفاهم بين القاهرة والرياض أحد أهم العوامل التي تحفظ استقرار الأمة العربية بأكملها.
وأكد د. زهير الحارثي، في مقالة بصحيفة الرياض، «أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تأتي بمثابة تأكيد لمسار العلاقات السعودية المصرية في الانطلاق من تأمين الدائرة العربية وبعث رسالة للقوى الإقليمية في المنطقة، من أن مصر ستبقى ملتزمة بهويتها وعروبتها وإسلامها المعتدل، وان الرهان على اختراقها تحت أي ذريعة ما هو إلا وهم، فضلا عن أن المساس بأمن مصر او السعودية ودول الخليج هو مساس بالأمن القومي العربي».
وأشار الكاتب السعودي، خالد بن حمد المالك، في مقاله بصحيفة الجزيرة، بعنوان «المملكة ومصر والعرب في ضوء زيارة سلمان للقاهرة»، إلى أن هذه الزيارة لا ينظر لها العالم وكأنها زيارة مجاملة لمصر شعبًا وقيادة، وإنما هي زيارة تستمد أهميتها من بُعدها التاريخي والاستراتيجي، ومن أهميتها السياسية والاقتصادية، ومن الدور الفاعل لكل من سلمان والسيسي، وتأخذ وضعها أمنيًّا وعسكريًّا ضمن الترتيبات التي تتجدد بشكل دائم لجعل العلاقات الثنائية ومن ثم العلاقات العربية – العربية في وضعها الصحيح، وأكد الكاتب الصحفي سالم اليامي، في مقال بصحيفة اليوم، ان مسيرة علاقات البلدين وبجوانبها المتعددة، وأوجهها الكثيرة، تكتسب مع الأيام ومع تفهم ووعي القيادات السياسية في البلدين متانة، وقوة، تستعصي على الاختراق والتخريب من أعداء الداخل والخارج.