الإفراج بكفالة عن المخرج الإيراني جعفر بناهي بعد 7 أشهر في السجن

قالت المخرجة الإيرانية زهراء أمير إبراهيمي والمخرج الإسرائيلي جاي ناتيف لرويترز اليوم الأحد إن أول فيلم من إخراج إيراني إسرائيلي مشترك جرى تصويره سرا لمنع تدخل محتمل من طهران.

وعُرض فيلم (تاتامي) لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي مطلع هذا الأسبوع وتلقى تصفيقا حارا وقوفا من الحاضرين. وهو يسلط الضوء على بطولة عالمية لرياضة الجودو.

وتدور الأحداث خلال يوم واحد إذ تؤمر بطلة جودو إيرانية، تؤدي دورها الممثلة الأمريكية آريين ماندي التي تتحدث الفارسية، بادعاء تعرضها لإصابة لتفادي مواجهة محتملة مع منافسة إسرائيلية.

وصورت أمير إبراهيمي وناتيف الفيلم في جورجيا التي يمكن للإيرانيين دخولها بشكل يسير. وبقي كل منهما في فندق مختلف عن الآخر وتحدثا بالإنجليزية ولم يفصحا عن أنهما يصوران فيلما مشحونا بالقضايا السياسية.

وقالت زهراء وهي أيضا ممثلة حاصلة على جوائز «أعلم أن الكثير من الإيرانيين هناك، لذا كنا نعمل على التزام الهدوء والسرية». وأدت في الفيلم دور المدربة الإيرانية شديدة الفزع.

وقال ناتيف «كنا متخفين. نعلمن أنه أمر خطر».

وعُرض فيلم (جولدا) من إخراج ناتيف أيضا في مهرجان برلين السينمائي لأول مرة هذا العام.

ولا تعترف إيران بوجود إسرائيل وحظرت على رياضييها منافسة رياضيين إسرائيليين.

وفي حادثة كانت مصدر إلهام لصناع فيلم (تاتامي)، عاقب الاتحاد الدولي للجودو إيران في 2021 بالإيقاف أربع سنوات بسبب ممارسة ضغوط على أحد رياضييها  كي لا يواجه لاعبا إسرائيليا.

تجمع العشرات من الممثلين والمخرجين على السجادة الحمراء في مهرجان برلين السينمائي الدولي اليوم السبت للتعبير عن تضامنهم مع المحتجين المناهضين للحكومة في إيران، بينما توقعت مخرجة سينمائية إيرانية تعيش في الخارج السقوط الوشيك لحكومة البلاد.

وقالت المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي لرويترز على السجادة الحمراء “عصر هذا النظام انتهى… حان وقت التغيير، أعتقد أن الناس يدركون ذلك حقا”.

ورفع بعض الحاضرين، ومنهم المخرجة، لافتات كُتب عليها الشعار الثوري الكردي (المرأة، الحياة، الحرية).

ورفع آخرون بأياديهم علامة النصر أو رددوا الشعار خلال تجمعهم.

وجاءت هذه المظاهرة في برلين بعد تجدد الاحتجاجات مساء يوم الخميس في إيران حيث اكتظت شوارع عدد من المدن بالمطالبين بالإطاحة بالحكومة.

ويقاطع مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته هذا العام المؤسسات السينمائية الإيرانية، لكنه يعرض عددا من الأفلام لمخرجين مستقلين من البلاد. وسعي إيران من أجل الحرية أحد موضوعات المهرجان الرئيسية لهذا العام.

وقالت المخرجة فارسي إن حظر المؤسسات الإيرانية يبعث “بإشارة قوية جدا… فالمؤسسات الإيرانية كانت موجودة هنا على الدوام، وغيابها يفتح المجال لمؤسسات مستقلة أخرى”.

أعلن المخرج الإيراني جعفر بناهي  المسجون في طهران منذ ستة أشهر، أنه بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف احتجازه، وفقاً لبيان أصدرته زوجته الخميس.

أوقف جعفر بناهي الذي حازت أفلامه جوائز في عدّة مهرجانات سينمائية أوروبية، في يوليو/  تموز قبل بدء موجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ سبتمبر/ أيلول.

ولا يزال بناهي محتجزاً في سجن إوين في طهران، رغم الآمال بالإفراج عنه الشهر الماضي.

وقال المخرج السينمائي الذي بدأ إضراباً عن الطعام في الأول من فبراير/ شباط “اليوم، مثل الكثير من الأشخاص المحاصرين في إيران، ليس لدي خيار سوى الاحتجاج على هذا السلوك اللا إنساني بأكثر ما أعتزّ به: حياتي”، مضيفاً “سأرفض تناول الطعام والشراب وأخذ أي دواء حتى إطلاق سراحي”.

وتابع “سأبقى على هذه الحالة حتى، ربما، يخرج جسدي بلا حياة من السجن”.

وكان جعفر بناهي البالغ من العمر 62 عاماً أوقف في 11 يوليو/ تموز لقضاء حكم بالسجن لمدة ست سنوات صدر في العام 2010 بتهمة “الدعاية ضدّ النظام”.

لكن في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، ألغت المحكمة العليا الحكم وأمرت بمحاكمة جديدة، ممّا أعطى محاميه الأمل في الإفراج عنه.

وكان بناهي حاز جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية في العام 2000 على فيلمه “الدائرة” (The circle). وفي العام 2015، حاز جائزة الدب الذهبي في برلين عن فيلم “تاكسي” (Taxi Tehran)، وفي العام 2018 فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي عن فيلم “ثلاثة وجوه” (Three faces).

وجاء توقيفه في يوليو/ تموز بعدما شارك في جلسة محاكمة مخرج آخر هو محمد رسول آف الذي أٌلقي القبض عليه قبل أيام من ذلك.

وأُطلق سراح رسول آف في السابع من يناير/ كانون الثاني بعدما مُنح إذناً لمدّة أسبوعين لأسباب صحية.

وثمة شخصيات سينمائية من بين آلاف الأشخاص الذين اعتُقلوا في إيران في إطار حملة قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، وهي شابة إيرانية كردية أوقفت للاشتباه بانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإيرانية.

وكانت الفنانة ترانه عليدوستي، التي نشرت صوراً لها من دون الحجاب، من بين الذين أوقفوا قبل الإفراج عنها مطلع يناير/ كانون الثاني بعد حوالى ثلاثة أسابيع من اعتقالها.