أظهرت وثيقة أن بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر بنوك دبي، عين بنوكا لترتيب مكالمة مع المستثمرين قبيل الإصدار المحتمل لسندات مقومة بالدولار الأمريكي.
وعين البنك كلا من الإمارات دبي الوطني كابيتال وستاندرد تشارترد وإتش.إس.بي.سي لتنسيق الصفقة المحتملة، إلى جانب مشاركة بنك أوف أمريكا وسيتي وبنك أبوظبي الأول.
ومن المقرر أن تكون سندات تعزيز رأس المال الأساسي المزمعة دائمة – أي بلا موعد استحقاق – وغير قابلة للاستدعاء لست سنوات، وفقا للوثيقة.
تترقب الدوائر الاقتصادية العالمية، المتغيرات المرتقبة التي يسعى إليها «تجمع بريكس»، ويعمل على تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية عالميا، وبهدف تحرير الجنوب العالمي من هيمنة النظام الغربي، ليعطي أملا لدول العالم في أن عالم القطب الواحد اقتصاديا لن يستمر إلى الأبد، وأن هناك من يفكر في تغيير كبير.
ويرى المحلل الاقتصادي، كالينغا سينيفيراتنه، في صحيفة جنوب الصين اليومية، أن هناك آفاقا واسعة، وخطوات مهمة لتجمع «بريكس»، فقد اعتمدت روسيا اليوان الصيني كواحد من عملاتها الاحتياطية وزادت واردات الصين من روسيا بنسبة 49%؛ ما يعادل 110 مليار دولار أمريكي. إضافة إلى أن الصين تطور نظام الدفع عبر الحدود الذي سيكون بديلا عن نظام سويفت، كما أسفرت زيارة دا سيلفا للصين في 12 أبريل/ نيسان الماضي ـ عن 20 اتفاقية ثنائية ستزيد من حجم التجارة الثنائية بين البلدين، والتي بلغت 150 مليار دولار أمريكي في عام 2022. ويقوم كلا البلدين بالعمل على إجراء تسويات تجارية بعملاتهما بدلا من الدولار الأمريكي.
وبينما تدرس الهند إحياء اتفاقية تجارة الروبية والروبل بينها وبين روسيا. وهناك مشروع لإنشاء وحدة حساب مشتركة لتسهيل التجارة بين البرازيل والأرجنتين.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية بقيادة أميركا للسيطرة على الاقتصادات النامية، ظهرت مجموعة «بريكس»، وبحسب صحيفة الفرنسية لو جورنال دو ديمانش، فإن الاتجاه الصعودي الذي حققته «بريكس» سيستمر..وهناك مؤشرات «قوية»، فالأرقام الاقتصادية التي صدرت أخيرا عن مجموعة «بريكس»، وإعلان دول عديدة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، تؤكد أن هذه المجموعة التي بدأت من خلال 4 دول فقط، وانطلقت من روسيا، ستعمل على تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية عالميا.
من جانبه، قال روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب «الأب الغني والأب الفقير»، إن دول البريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا – قد وضعت نفسها بديلا للغرب من حيث الأمور المالية والسياسية العالمية.
اعترفت وزيرة الخزانة الأمريكية أن العقوبات الاقتصادية (على روسيا أساساً) تشكل خطراً على «هيمنة الدولار» مؤكدة أن هناك مخاطرة مرتبطة بدور الدولار عند استخدامنا العقوبات المالية التي تقوض – على المدى الطويل – هيمنة الدولار، لأن ذلك يخلق إرادة لدى روسيا والصين وإيران لإيجاد بديل عن الدولار!!.
وفي خطوة جديدة نحو التخلي عن الدولار الأمريكي، أعلنت البرازيل والصين الأسبوع الماضي أنهما اتفقتا على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري فيما بينهما، بدلًا من استخدام الدولار..وجاء الاتفاق خلال منتدى أعمال صيني برازيلي رفيع المستوى عقد الأربعاء الماضي في بكين..
وسبق ان وقعت السعودية اتفاقا مع الصين، تتم بموجبه التعاملات التجارية بين البلدين بـ «اليوان» الصيني و«الريال» السعودي..واعتبر مراقبون وخبراء اقتصاديون سعوديون أن هذا الاتفاق يوجه «ضربة قاسمة» للدولار ، وذلك لأن تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتي اليوان الصيني والريال السعودي سيتيح لبكين شراء النفط السعودي بعملتها مستقبلا ما سيلحق الضرر بالدولار.
واتفاق التخلي عن الدولار الأمريكي، يعدّ خطوة جديدة تضاف لسلسلة من الاتفاقيات السابقة نحو التعامل بالعملات المحلية بدلًا من العملة الأمريكية، حيث بدأت التعاملات المالية الجديدة باعتماد العملات المحلية في التبادلات التجارية بين الدول ، وهي ظاهرة غير مسبوقة..
وفي مصر، أبدي خبراء الاقتصاد والمتخصصون رضاهم التام عن بادرة إقرار المعاملة بالعملة المحلية «الجنيه المصري» فيما يخص تعامل التوكيلات الملاحية مع شركات تداول الحاويات وإيقاف التعامل بالدولا… بينما يتم التنسيق مع تركيا لاعتماد العملات المحلية ( الجنيه المصري، والليرة التركية) في التعاملات بين البلدين
وعلى صعيد متصل، رسم الخبير الأمريكي نورييل روبيني مستقبلا قاتما للاقتصاد الأمريكي، محذرا من دخوله في حالة من الركود..وأكد روبيني، أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك، الذي توقع أزمة عام 2008، بأن النظام المصرفي الأمريكي يواجه تحديا خطيرا ويتجه نحو الانهيار.
ويشير تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، إلى أن هناك احتمالات لتوقف الدولار عن كونه عملة احتياطية عالمية، وانحداره الكارثي أصبح وشيكا، وأمريكا ستواجه أزمة غير مسبوقة إذا انخفضت هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي بشكل كبير.
ترصد الدوائر السياسية في بكين مؤشرات تراجع واتهيار النفوذ الأمريكي على الساحة الدولية، وبالتوازي مع مؤشرات فقدان الدولار لوضعه كعملة عالمية على الساحة الاقتصادية.. وقال محللون صينيون: إن هيمنة الدولار الأمريكي بدأت في الانهيار.
وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، أن البرازيل والصين توصلتا مؤخرا إلى اتفاقية للتجارة بعملتيهما، وتخلتا عن الدولار الأمريكي كوسيط، وأن الهند أيضا، والتي يعدها السياسيون الأمريكيون شريكًا لهم، قد بدأت تتعاطى ببرود بالدولار الأمريكي. فقد تحدثت نيودلهي عن خطط لاستخدام الروبية في الصفقات التجارية مع ماليزيا.. ولا تتخلف عنها الصين، التي أكملت أول عملية شراء للغاز الطبيعي المسال من شركة Total Energies الفرنسية (من الإمارات العربية المتحدة) باليوان الصيني.
ويرى الخبير المالي الروسي، مدير معهد ووهان للتمويل، دونغ دينجين، ان التخلي عن الدولار على الصعيد العالمي يكتسب زخماً. على مدى العقدين الماضيين، وقد أساءت الولايات المتحدة باستمرار استخدام الدولار كعملة احتياطية دولية، ما أضر بعملات واقتصادات أخرى.
أجبر الصراع الأوكراني، بالإضافة إلى عدد من الاضطرابات الجيوسياسية الأخرى، العديد من البلدان على إعادة النظر في موقفها من الولايات المتحدة. لكن الأهم من ذلك كله، أن روسيا خفضت مستوى الثقة في العملة الأمريكية.
