شهدت زيارة الرئيس الصيني، «شي جين بينغ»، لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي وصفتها الدوائر السياسية في أبو ظبي بـ «التاريخية»، تدشين مسار مرحلة من التعاون والشراكة الإستراتيجية، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، وتعميق وتركيز التعاون في المجالات كافة.
ويؤكد سياسيون وخبراء في دولة الإمارات، أن زيارة الرئيس الصيني، في الفترة ما بين 19 و21 يوليو/ تموز عام 2018 واختتمت اليوم السبت، وعلى رأس وفد رفيع المستوى، وحضوره توقيع الاتفاقيات والشراكات الثلاث عشرة، جزء من عمل كبير بدأ قبل ثلاثة عقود، وسيستمر لعقود وعقود متتالية، وستجني ثمارها الأجيال المقبلة من أبناء دولة الإمارات، وأن ما يجعل التناغم في العمل بين البلدين على جميع الأصعدة في المستقبل ممكناً، بل وقوياً، هو أن القيادتين والبلدين يتشاركان في المبادئ والقيم الرئيسيّة وأن الرؤية المستقبلية متقاربة جداً، وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي، أن الصينيين «الأقرب لنا» بما يمتلكونه من إرث ثقافي وتاريخي وحضاري وأخلاقي كبير ومتشابه مع الإرث العربي، مما يجعل التفاهم والعمل بين الطرفين أكثر مرونة، فالحضارتان العربية والصينية نجحتا منذ عشرات القرون في أن تتبادلا الثقافة، وأن تتعاملا بالتجارة.
توازن في العلاقات الدولية
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، أن الزيارة التاريخية لرئيس جمهورية الصين الشعبية، والتي كانت مثمرة وناجحة على جميع المستويات الرسمية والشخصية، كشفت عن حقيقة نجاح قيادة الإمارات في خلق التوازن في علاقات الدولة بالشرق والغرب وفقاً لمعاييرها الأخلاقية التي تقوم على مبدأ احترام الآخر، ووفقاً لمصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية الآنية والمستقبلية والتي لا تتعارض مع مصالح أصدقائها وحلفائها، وهذه الزيارة أكدت أن الإمارات سائرة في بناء علاقاتها وشراكاتها وتحالفاتها مع دول العالم وبما يعود بالخير والفائدة على الطرفين.
وأضاف: يحسب للشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد نجاحهما في زرع ثقة دول العالم في دولتنا، فلم يكن حجم ومساحة الإمارات وعمرها عائقاً أمام قيادة الدولة في تحقيق النجاحات المتتالية وتوسيع الصداقات وتحقيق المزيد من المكاسب الإنسانية والحضارية، فضلاً عن المكاسب الاقتصادية والتجارية والسياسية.وهو ما كشف عنه تصريح الشيخ محمد بن زايد بالأمس، أن «مباحثاتنا وأخي محمد بن راشد مع الرئيس الصيني أثمرت عن رؤية متقدمة لمستقبل علاقاتنا الثنائية من خلال شراكة استراتيجية شاملة طويلة اﻷمد نعبر منها إلى مرحلة زاخرة بالنمو والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي».
تعزيز التواصل الاستراتيجي
وجاء البيان المشترك، بشأن تأسيس علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات والصين، متضمنا : تكثيف الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى وتعزيز التواصل الاستراتيجي حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التواصل والتعاون،وتنسيق المواقف في المنظمات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة..والتوظيف الكامل لدور آلية المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية للبلدين لمناقشة ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وتعزيز المشاورات بشأن القضايا السياسة والأمنية.. ودعم الإمارات لمبادرة «الحزام والطريق»، وتعميق التعاون ضمن المبادرة لإقامة علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية المستدامة بما يحقق المصالح المشتركة لهما.
وتضمن البيان، تعزيز التعاون العملي بين القوات المسلحة في البلدين خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى و التواصل بينهما بمختلف القوات و الأسلحة و التدريبات المشتركة و تدريب الأفراد وغيرها من خلال آلية التعاون بينهما و العمل على التعاون بين البلدين في مجال العلوم و التكنولوجيا وتطوير الصناعات الدفاعية ذات الاهتمام المشترك و ذلك من خلال وضع خطة عمل مشتركة.
