تصدرت العلاقات المصرية ـ الإمارتية، اهتمامات الدوائر السياسية والإعلامية مع رصد وتحليلات المراكز البحثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أشارت إلى دفع الإمارات ومصر، مستوى العلاقات الثنائية بينهما خلال السنوات الأخيرة إلى مراحل متقدمة، مما أسهم في تعزيز حضورهما كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري.
وأكدت الدولتان ، طوال السنوات الماضية انطلاقهما من ثوابت استراتيجية موحدة تعبر عن مدى التفاهم وتطابق الرؤى تجاه مختلف المستجدات والقضايا وهو ما أسهم في سرعة التجاوب مع التحديات التي شهدتها المنطقة.
وتنطلق المواقف السياسية لكلا البلدين، تجاه قضايا المنطقة الرئيسية، بحسب تقرير وكالة أنباء الإمارات من مجموعة مسلمات أبرزها دعم الحلول السلمية للنزاعات والمحافظة على مقدرات الشعوب وصون الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والحفاظ على وحدة وسلامة دولها.
وأدت الإمارات ومصر أدواراً مهمة في العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة ونجحت بحكمة قيادة الدولتين في تجنيب المنطقة من العديد من المحطات التي كان من شأنها الذهاب بها إلى حالة من الفوضى واللا استقرار.
وفي موازاة ذلك عملت أبوظبي والقاهرة ضمن التحالفات الدولية والإقليمية الهادفة لمحاربة الإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية وسحب الغطاء السياسي والإعلامي عنها، فضلا عن وقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين، وهو ما أسهم في تخليص المنطقة من العديد من التحديات.
ورصدت وكالة «وام» الرسمية، الجذور التاريخية للعلاقات المصرية الإماراتية .. وقالت: ترتبط الإمارات ومصر بعلاقات تاريخية وثيقة ومحكمة، ومسيرة حافلة بالعمل المشترك لترسخ الأمن العربي والإقليمي، والمحافظة على استدامة التنمية في دولها..ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل العام 1971 الذي شهد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فيما وقفت الإمارات إلى جانب شقيقتها مصر في الأوقات الصعبة منذ العدوان الثلاثي 1956 وفي أعقاب حرب يونيو/ حزيران 1967، وصولا إلى مساهمته في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، واتخاذه قرار قطع النفط تضامنا مع مصر، بجانب تبرعه بـ 100 مليون جنيه إسترليني لمساعدة مصر وسوريا في الحرب.
ومثلما دعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مصر في الحرب، شارك في مرحلة البناء بالعديد من المشاريع التنموية في قطاعات الإسكان، والصحة، والزراعة، وغيرها..وفي المقابل كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت للاعتراف به فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب.
ومنذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
ووصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في النصف الأول من 2020، نحو 3.4 مليار دولار بنمو 20% مقارنة بالفترة ذاتها من 2019، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربياً والتاسع عالمياً لمصر وذلك بعد تضاعف التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 4 أضعاف خلال السنوات 2010 -2019، فيما بلغت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في مصر نحو 15 مليار دولار، بينما بلغت استثمارات مصر بالإمارات، أكثر من مليار دولار.
الإمارات ومصر.. استراتيجية الكبار
وفي نفس السياق..كتب صحيفة الوطن الإمارتية، في الافتتاحية تحت نفس العنوان: ‘ن مكانة الدولتين سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، جعلت قضايا الأمة حاضرة دائماً، وتم التعبير عنها بشكل واضح وجلي، حيث إن تحصين الدول العربية ومنع التدخل في شؤونها أو المس بسيادتها من الثوابت التي تحرص عليها كل من الإمارات ومصر، فضلاً عن الرؤيا القائمة على ضرورة العمل لتحقيق أهداف الشعوب في التنمية والتطور مما يحقق أهداف جميع الدول العربية.
وخلال عشرات السنين كان التنسيق الكبير تجاه محطات كثيرة شهدتها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، تجسيداً للفهم العميق وشجاعة القرار السياسي في الدولتين، بالإضافة إلى ضرورة تغليب القانون الدولي والالتزام بشرعيته وإنجاز الحلول السياسية للأزمات والعمل على إعادة الاستقرار لعدد من الدول الشقيقة التي شهدت هزات عنيفة خاصة خلال العقد الأخير، وذلك من خلال توجه يكون العمل فيه ضمن البيت العربي، خاصة أن موضوع الأمن القومي من الأمور شديدة الأهمية ودائماً ما تؤكد قيادتا البلدين ضرورة تحصينه بالدرجة التي تكفل منع المس بجميع مقوماته في مواجهة الأطماع الخارجية والنيات التي لم تعد خافية على أحد.
العلاقات الإماراتية المصرية نموذج حضاري راسخ لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين جميع الدول الشقيقة والتي تعمل لخير شعوبها وتنميتها والتقدم بثقة نحو المستقبل، والتي تستند على القيم المشتركة والروابط التاريخية والقناعة التامة بأن التقدم المنشود هدف الجميع ويتم العمل عليه يداً بيد.