الإهمال الطبي.. سياسة إسرائيلية لإعدام الأسرى
تتعمد إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين المرضى والجرحى طبيا، وذلك باستهدافهم بشكل مقصود ومبرمج من خلال إهمال أوضاعهم الصحية الصعبة وجعل الأمراض تتفشى في أجسادهم لتصبح لا علاج لها، وبالتالي تعريض حياتهم للخطر ودفعهم نحو الموت.
ومن خلال مراقبة الوضع الصحي للأسرى على مدار سنوات، اتضح أن مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم في غاية السوء؛ فهو شكلي وشبه معدوم بدليل شهادة الأسرى وازدياد عدد المرضى منهم.
وأوضح مختصون في شؤون الأسرى الفلسطينيين، في أحاديث لموقع قناة الغد، أن الأسرى المرضى يتعرضون لأسوء أنواع الرعاية الصحية في السجون ومراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية.
الإعدام عبر الإهمال الطبي
وقال حلمي الأعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” برام الله “إن سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تمارسها إدارة سجون الإحتلال الإسرائيلي، الهدف منها قتل الأسير الفلسطيني بشكل بطيء”.
وأوضح الأعرج ، أن أكبر دليل على جرائم الاحتلال، تلك الإعدامات الميدانية التي تمارس ضد المدنيين الفلسطينيين، لا سيما استهداف الأطفال وتعريض الأسرى للتحقيق والتعذيب وقتل الروح النضالية لهؤلاء الأسرى.
وشدد الأعرج، على أن اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة تلزم الاحتلال بتقديم العلاج للأسرى المرضى، إلا أن هذا الاحتلال يتغاضى عن تلك الاتفاقيات من خلال انتهاكها ويضربها بعرض الحائط، ويتعمد إهمال الأسرى طبيا وتركهم فريسة للمرض حتى الموت، فهناك العشرات من الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.
تفجر الأوضاع
وحمل هاني حلبية الناطق باسم لجنة المقاومة الشعبية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين، كما وجه رسالة للجهات المختصة والقيادة الفلسطينية بأن عليها ملاحقة الحكومة الإسرائيلية في المحافل الدولية لارتكابها جرائم ضد الأسرى الفلسطينيين.
وأوضح حلبية، أن سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين وعدم الإفراج عنهم، قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع المتوترة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
بدوره أوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، أن الأسرى المرضى يعانون من ظروف اعتقال سيئة، تتمثل في قلة التهوية، والرطوبة الشديدة، والاكتظاظ ، وانتشار للحشرات والقوارض، بالإضافة إلى النقص في مواد التنظيف العامة والمبيدات الحشرية، و المماطلة في تقديم العلاج والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية.
الأسرى المرضى
وذكر أبو بكر، أن إدارة السجون تتعمد عدم تقديم العلاج المناسب للأسرى المرضى كل حسب طبيعة مرضه؛ فالطبيب في السجون الإسرائيلية يعالج جميع الأمراض بقرص الأكامول، كذلك عدم وجود أطباء اختصاصيين داخل السجن، كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة.
استشهاد 64 أسيرا
وتابع قائلا، إنه مع عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين؛ أصبحت هناك العديد من الحالات التي تستلزم إشرافًا طبيًا نفسيا خاصًا، حيث يقبع داخل المعتقلات أكثر من 25 حالة مصابة بأمراض نفسية صعبة، ويتم حرمان الأسرى ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم، كنوع من أنواع العقاب داخل السجن، بالإضافة لفحص الأسرى المرضى بالمعاينة بالنظر، وعدم لمسهم والحديث معهم ومداواتهم.
يذكر أن عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا شهداء جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد منذ العام 67 وحتى يومنا هذا، وفق ما ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، وصل إلى 64 أسيراً، كان آخرهم الشهيدان فارس بارود من قطاع غزة ونصار طقاطقة من بلدة بيت فجار ولا زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامينهم.
وأوضحت الهيئة، أن عدد الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية الــ700 أسير وأسيرة، منهم نحو 170 حالة مرضية صعبة وخطيرة، بينها 25 مريضاً مصاباً بالسرطان أخطرهم الأسيرين بسام السايح وسامي ابو دياك، و17 أسيرا يقيمون بشكل شبه دائم فيما تسمى “مشفى الرملة”، فيما يعاني العشرات من إعاقات حركية وشلل وأمراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي والقلب وأمراض أخرى.
