استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، نادية مراد، الفتاة الإيزيدية التي تعرضت للاغتصاب على يد مقاتلي تنظيم داعش، وذلك بعد أن طلبت لقاء السيسي يوم الإثنين الماضي، عبر إحدى الصحف المحلية، بغرض التعريف بمعاناة المجتمع الإيزيدي.
وعقب اللقاء قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إن “المواطنة العراقية من أصول إيزيدية نادية مراد، أعربت خلال اللقاء عن خالص الشكر والتقدير باسم مواطنيها الإزيديين لاستجابة الرئاسة المصرية لطلبها خلال يومين، وقالت إنها تقدر دور مصر، فى محاربة الإرهاب والتطرف الفكري”.
وأضافت، أنها أطلعت الرئيس المصري على ما يعانيه الإزيدييون من هجمات وحشية على يد تنظيم داعش بمنطقة سنجار شمال العراق، مؤكدة أن الإرهابيين يبررون أفعالهم الإجرامية تحت ستار الدين، ومشيرة في الوقت نفسه إلى تاريخ التعايش السلمي الممتد بين مسلمي وإيزيدي العراق.
وكان الرئيس المصرى قد رحب صباح اليوم بالفتاة الأيزيدية التي وصفها بيان الرئاسة بالمواطنة العراقية، وأكد السيسي خلال اللقاء على وقوف مصر بجوار شعب العراق، وأن مصر ستظل داعمة لجميع جهود مكافحة التطرف والفكر الإرهابي.
وأشار الرئيس المصري إلى الدور الذي لعبته الحضارة الإسلامية، خاصة في استيعاب مختلف الأديان والأعراق والمذاهب الدينية من خلال منظومة التعايش السلمي.
وكانت الشابة الإيزيدية “21 عاما”، ألقت في الـ17 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، كلمة أمام مجلس الأمن، وصفت بأنها الأكثر جرأة، خاصة وأنها تربت وتنتمي لمجتمع عرف بتقاليده المحافظة.
https://www.youtube.com/watch?v=D66APNPNHK4
وطالبت نادية، في كلمتها، الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي للأبد، وروت معاناتها وأقرانها من مواطني إقليم سنجار العراقي تحت سيطرة تنظيم أبو بكر البغدادي.
وقالت نادية، إنه “تم استعبادي وبيعي وتأجيري لعشرات المرات، وتكرر الأمر في الموصل وتل عفرة والحمدانية لمدة ثلاثة شهور، انفصلت فيها عن أمي وإخوتي، ولم أرهم حتى اللحظة”.
وكان تنظيم داعش قد اختطف أكثر من 150 امرأة إيزيدية وأقتادهن إلى مدينة الموصل حيث تم استغلالهن جنسيًا.
وتخضع نادية المقيمة الآن في ألمانيا لجلسات علاج مكثفة على أمل التخلص من الآثار النفسية والجسدية التي لحقت بها جراء انتهاكات التنظيم.
وتحولت نادية، عبر خطاب مجلس الأمن، إلى ممثل عن الطائفة الإيزيدية، والتي يتركز وجودها في العراق وسوريا، ويعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار العراقية، حيث قدر عددهم فى 2014بـ 600 ألف نسمة.
وهي في المعتاد طائفة منزوية غير اجتماعية وغير مرحبة بالغرباء، لذا كان حديث نادية مراد أمام العالم بصفتها امرأة شرق أوسطية تعرضت لانتهاكات جسدية، وبصفتها إيزيدية، صادما ما أبكى أغلب الحضور الذين وصفوها بـ”الفتاة الإيزيدية الجريئة”.
وفى أغسطس / آب أستهدف تنظيم البغدادى، معاقل الإيزيدين بصفتهم كفارا، وشن حملة أباد خلالها المئات منهم، ما دفع القوات الأمريكية لشن ضربات جوية ضد قوات داعش وإلقاء أطنان من المساعدات الغذائية على الجبال التي فر إليها الإيزيديون.
