الاتحاد الأمريكي للتنس يعيد النظر في اللوائح بعد جدل تحكيمي

انتهت حملة دفاع اليابانية نعومي أوساكا عن لقبها ببطولة بان باسيفيك المفتوحة على أرضها يوم الخميس بانسحاب المصنفة الأولى على العالم سابقا قبل مباراة الدور الثاني أمام بياتريس حداد مايا بسبب آلام بالبطن.

وقالت أوساكا الفائزة بأربعة ألقاب بالبطولات الأربع الكبرى والمتوجة بآخر نسخة في مسقط رأسها أوساكا عام 2019 “أشعر بالأسف الشديد لعدم قدرتي على التنافس اليوم”.

وأضافت “شرف كبير أن أتمكن من اللعب ببطولة بان باسيفيك أمام الجماهير المذهلة هنا في اليابان، إنها لحظات مميزة لي وستبقى كذلك وكنت أتمنى اللعب اليوم، لكن جسدي لم يسمح بذلك”.

وهذه آخر ضربة تتعرض لها اللاعبة البالغة من العمر 24 عاما بعد الغياب عن موسم بطولات الملاعب العشبية بأكمله بسبب إصابة بوتر العرقوب، كما انسحبت من الدور الأول في تورونتو بسبب مشكلة بالظهر خلال الاستعداد لبطولة أمريكا المفتوحة.

وستلتقي البرازيلية حداد مايا مع المصنفة الرابعة فيرونيكا كوديرميتوفا أو المكسيكية فرناندا كونتريراس جوميز، الصاعدة من التصفيات، في دور الثمانية.

بعد غيابها عن كل البطولات التي أقيمت على ملاعب صلبة في أمريكا الشمالية هذا الموسم، لم تظهر الأمريكية دانييل كولينز أي علامات على الصدأ في مواجهة نعومي أوساكا بطلة أمريكا المفتوحة للتنس مرتين لتفوز عليها 7-6 و6-3 وتصعد للدور الثاني في فلاشينج ميدوز.

ويأتي خروج أوساكا، الفائزة بالبطولة في 2018 و2020، بعد مغادرة حاملة اللقب إيما رادوكانو قبل ساعات قليلة لتودع بطلتا آخر نسختين فلاشينج ميدوز من الدور الأول.

وكانت آخر مباراة متبقية من الدور الأول في جدول المنافسات واحدة من أكثر المواجهات إثارة بين لاعبتين تقدمان أفضل ما لديهما على الملاعب الصلبة.

وخسرت كولينز أمام آشلي بارتي في نهائي أستراليا المفتوحة هذا العام بينما فازت أوساكا مرتين بنفس البطولة بالإضافة إلى لقبيها في أمريكا المفتوحة.

كما حضرت اللاعبتان إلى نيويورك بعد غياب عن المنافسات بسبب الإصابات وأمور أخرى.

وغابت كولينز عن جميع البطولات على الملاعب الصلبة في أمريكا الشمالية حيث انسحبت من سان هوزيه وتورونتو وسينسناتي بسبب إصابة في الرقبة بينما غابت أوساكا عن موسم البطولات على الملاعب العشبية بالكامل قبل أن تسقط في الدور الأول في تورونتو وسينسناتي.

وقالت كولينز “خسرت أمام نعومي ثلاث مرات سابقا ولذلك كان لدي الكثير من المعلومات حول ما أحتاجه لتقديم أداء أفضل والأمور التي يتعين علي تحسينها.. شعرت بالسعادة لمجرد وجودي هنا للعب.. أعتقد بعد كل التحديات التي واجهتها مؤخرا فانني أشعر بامتنان كبير لمجرد وجودي هنا”.

ورغم غيابهما الطويل عن المنافسات قدمت كولينز وأوساكا عرضا رائعا أسعد الجماهير التي حضرت المباراة التي بدأت في وقت متأخر يوم الثلاثاء وانتهت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.

وكانت أوساكا هيمنت على المواجهات الثلاث السابقة التي جمعتها مع كولينز حيث لم تتمكن اللاعبة الأمريكية من الحصول على مجموعة واحدة أمام منافستها اليابانية المصنفة الأولى على العالم سابقا.

لكن اللاعبة الأمريكية المصنفة 19 لعبت بعزم وتصميم هذه المرة لتفوز بالمجموعة الافتتاحية الصعبة بعد شوط فاصل.

وفي المجموعة الثانية، كسرت أوساكا إرسال كولينز مبكرا لتتقدم 2-1 لكن كولينز ردت كسر الإرسال على الفور قبل أن تتقدم 5-3 وتفوز بالمباراة.

وستلتقي اللاعبة الأمريكية البالغة من العمر 28 عاما في الدور المقبل مع الإسبانية كريستينا بوكسا الصاعدة من التصفيات والتي فازت بنتيجة 6-4 و6-4 على السلوفينية كايا يوفان.

ستختتم سيرينا وليامز مسيرتها في أكبر محافل التنس متمثلة في ملاعب فلاشينج ميدوز، لكن من غير المرجح أن تقدم بطولة أمريكا المفتوحة نهاية مثالية لأحد أكثر الشخصيات تميزا على صعيد الرياضة.

وكانت رياضة التنس تستعد لهذه اللحظة منذ فترة من الزمن، بعد أن شهدت انتقال وليامز من بطلة إلى أم وزوجة ورائدة أعمال وأخيرا لاعبة لا تشارك بشكل مستمر في البطولات. ولكن بدا أن قرارها من بعض النواحي قد أخذ الجميع على حين غرة. وانطبق ذلك على وليامز ذاتها وعائلتها.

وأشارت وليامز إلى نيتها الاعتزال في مقال لمجلة فوج في أوائل أغسطس/ آب قائلة إنها “ستبتعد عن التنس” لكنها لم تؤكد أبدا أن بطولة أمريكا المفتوحة هي الأخيرة بالنسبة لها.

ومع ذلك، فإن عالم التنس يستعد لاحتفاء ضخم باللاعبة عند اعتزالها وذلك في فلاشينج ميدوز.

لكن من المؤكد أنه لن يكون هناك مكان أكثر ملائمة من ذلك لإسدال سيرينا الستار على مسيرتها كواحدة من أعظم لاعبات التنس في مدينة شهدت انطلاقتها منذ البداية، حتى حصدها لستة ألقاب في بطولة أمريكا المفتوحة.

كما أنه المكان الذي فازت فيه وليامز بأول ألقابها وعددها 23 على صعيد فردي السيدات بالبطولات الأربع الكبرى وذلك عام 1999.

وإذا كان هذا السيناريو يمكن أن يُكتب في هوليوود، فستكون نيويورك أيضا المكان الذي ستفوز فيه بآخر ألقابها، وهو اللقب 24 ضمن البطولات الأربع الكبرى والذي راوغها كثيرا وقد يقودها لمعادلة رقم مارجريت كورت لتصبح على رأس قائمة أكثر اللاعبات فوزا بالألقاب الكبرى على الإطلاق.

لكن حتى أكثر مشجعي وليامز المتحمسين سيجدون صعوبة في تصديق أن اللاعبة البالغة من العمر 40 عاما يمكنها إضفاء هذا النوع من السحر على البطولة.

وقالت مارتينا نافراتيلوفا التي نالت 18 لقبا للفردي في البطولات الأربع الكبرى واللاعبة التي تصدرت التصنيف العالمي لمدة 332 أسبوعا لرويترز “المشاعر هي التي يمكنها أن تحملك بعيدا، لا أرى نهاية سعيدة كنهاية قصص سندريلا وتفوز بالبطولة.

“الطريقة التي تبدو عليها، لا يبدو معها أنها ستحقق عودة أسطورية وتفوز بالبطولة”.

ومع اقتراب وليامز من وداع رياضة التنس، يبدو وضعها العام حزينا أكثر منه مبهجا.

وستشارك وليامز، المصنفة الأولى عالميا لمدة 319 أسبوعا، في بطولة أمريكا المفتوحة وهي تحتل مركزا أقل من 600 في التصنيف العالمي لتخوض البطولة وهي غير مصنفة.

وتلعب سيرينا حاليا بشكل متقطع، ونافست في ثلاث بطولات فقط هذا الموسم. وفي الواقع، ومنذ هزيمتها في دور 16 في رولان جاروس في يونيو حزيران 2021، فازت سيرينا بمباراة واحدة فقط.

وستصل سيرينا إلى فلاشينج ميدوز بعد خسارتها بنتيجة 6-4 و6-صفر في سينسناتي على يد الشابة البريطانية إيما رادوكانو حاملة لقب أمريكا المفتوحة.

ولم تسر الأمور على ما يرام بالنسبة للاعبة الأمريكية، حيث غادرت وليامز ذات الوجه العابس الملعب الرئيسي وهي تلوح بصعوبة للجمهور العاشق لها والذي شجعها طوال الوقت.

ومهما استمرت وليامز في أدوار البطولة بنيويورك، فإن الأضواء لن تبتعد عنها حتى تغادر أو تظهر لاعبات أكثر اقناعا منها فيما تعد أكثر البطولات انفتاحا على المنافسة بين عدد كبير من اللاعبات لأول مرة منذ سنوات.

ومن بين اللاعبات اللاتي سيستفدن من حالة الهوس بسيرينا وليامز ستكون رادوكانو، التي جذبت مشجعي التنس العام الماضي بانطلاقة ساحرة من لاعبة متأهلة من التصفيات إلى بطلة أمريكا المفتوحة 2021.

وبدون فوزها بلقب منذ انتصارها في بطولة أمريكا المفتوحة، خضعت الفتاة البالغة من العمر 19 عاما لمتابعة دقيقة، وستكون بلا شك سعيدة لأن وليامز ستستحوذ على كل الأضواء وهي تدخل للدفاع عن لقبها.

وتشارك إيجا شيانتيك المصنفة الأولى عالميا، الفائزة بست بطولات هذا الموسم، باعتبارها المرشحة للفوز لكن اللاعبة البولندية مرت بانخفاض كبير في مستواها منذ نيلها لقب فرنسا المفتوحة في يونيو/ حزيران الماضي.

وعانت شيانتيك في موسم الملاعب الصلبة في أمريكا الشمالية، وفازت بمباراة واحدة فقط في البطولتين الاستعداديتين لفلاشينج ميدوز في تورونتو وسينسناتي.

ولا يمكن إغفال بطلة أمريكا المفتوحة مرتين نعومي أوساكا لكنها تعاني من أجل استعادة لياقتها بعد تعرضها لإصابة في وتر العرقوب في ويمبلدون ولم تحقق أي نجاح على الملاعب الصلبة.

وتبدو الرومانية سيمونا هاليب، الفائزة في تورونتو، رهانا جيدا لكنها اضطرت للانسحاب من سينسناتي في الدور الثاني بسبب شد في الفخذ مما جعل مشاركتها في بطولة أمريكا المفتوحة موضع تساؤل.

أما اللاعبة المتألقة قبل خوض اخر البطولات الأربع الكبرى هذا العام فهي الفرنسية كارولين جارسيا صاحبة الضربات القوية، والتي خرجت من الظل بأسلوب مذهل لتصبح أول لاعبة تتأهل من التصفيات لتفوز ببطولة من بطولات اتحاد اللاعبات المحترفات التي تمنح الفائزة بها ألف نقطة.

وأطاحت جارسيا بثلاث متنافسات يندرجن ضمن أول عشر في التصنيف في طريقها للفوز ببطولة سينسناتي المفتوحة.